منذ آب/أغسطس 2022، يستمر اعتزال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن السياسة في العراق، وهو ما يشكل قلقًا لدى خصومه من احتمالات عودته غير المتوقعة، فيما تنطلق الأسئلة حول إمكانية أن يدخل الصدر في الأجواء السياسية خلال العام الجديد 2024.
قال مراقبون إن مقتدى الصدر يحاول التلميح لشيء ما سيحصل في عام 2024
وبحسب رئيس المركز العربي- الأسترالي، أحمد الياسري، فإنّ عودة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى الحياة السياسية من عدمها غير مرهونة أو مقتصرة على عام 2024 أو ما بعده، مبينًا أنّ "الصدر يمكنه في لحظة الظهور بقوة، وبلحظة اخرى الاختفاء تمامًا".
ويقول الياسري لـ"ألترا عراق"، إنه "لا يوجد سقف زمني يمكن وضعه لتحرك قاعدة التيار الصدري بقيادة الصدر، حيث لا يستطيع أي تحليل وضع مخطط بياني لحركتهم على المستوى السياسي، وذلك لأنّ "نشاطاتهم سياسية واجتماعية ودينية".
ويتوقع الياسري أن "يقوم التيار خلال الفترة المقبلة بتنظيم قواعده الشعبية لأن الخرق الذي حصل للتيار لم يكن مفهومًا وواضحًا بالفترة الماضية، كان يتوقع الجميع أن انسحاب الصدر من العملية السياسية مرتبط بحالة الانسداد أو المنافسة سياسيًا"، مستدركًا بالقول: "لكن الحقيقة تختلف لأن المواضيع السياسية عمرها لم تكن المحدد الأول لحركة الصدريين رغم هناك قضايا على مستوى التنظيم، لأن فتوى المرجع كاظم الحائري كان لها الأثر الكبير على التيار في الفترة السابقة ومساهمتها في انفعالات الصدر، كما كانت تمثل محاولة لإزالة النزعة الدينية لديه وجعل وجوده يقتصر بقيادة تيار سياسي مثل رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم وبقية أبناء المراجع".
والصدر انسحب سياسيًا ـ والكلام للياسري ـ بـ"دافع عدم جعل فتوى الحائري تحدث صراعًا داخليًا في التيار الصدري، ولذلك فإعادة بناء التيار بلحظة انفصال الهوية السياسية العراقية ليست إنجازًا بل لحظة إشكالية، وليست بخسارة، ويمكن عودته في أية انتخابات بقوة من جديد"، معتبرًا أنّ "الصدر ليس لديه مشكلة في السياسة، بل في الاجتماع، ولذلك المرحلة المقبلة ستشهد حضورًا كبيرًا وقويًا للتيار الصدري، مستدركًا: "لكن بتبني قضايا اجتماعية كمناصرة شرائح معينة أو تنظيم كتلة اعتراضية مثل كتلة تظاهرات تشرين، حيث ستكون فسحة ينشغل بها الصدر في بناء قواعده وكسر أي محاولة اختراق يقوم بها القوى المنافسة له والمدعومة من إيران".
وبالنسبة للياسري، فإنّ "الصدر يحاول التلميح لشيء ما سيحصل في عام 2024، ولذلك يمكن أن يدخل هذا الشيء الإطار التنسيقي في ثنائية الإيرانية - الأمريكية وسيخسر نتيجة ذلك، ما يعني أن الصدر سيجعل خصومه يخسرون دون مواجهته لهم، بل سيضعهم بمواجهة الشعب"، مشيرًا إلى أنّ "الإطاريين لا يحملون مشروعًا سياسيًا، ولكن لديهم شخصيات كنوري المالكي وغيره من أسماء الصف الأول يفهمون اللعبة السياسية في العراق، وبأوقات الشدة يكون لهم الحضور، أما في لحظات الاستحقاقات تبرز الشخصيات الشبابية وكتل الفصائل المسلحة".
ويرى الياسري أنّ "الصدر يواجه فريقًا صعبًا وليس سهلًا، وبنفس الوقت الاستحقاقات الانتخابية لا تعتبر مؤشرًا لاستقرار الوضع في العراق أو غياب زعيم التيار الصدري من المشهد، وقد يكون العكس هو الصحيح كما حصل في فترة حكومة عادل عبد المهدي عندما حصدت كتل الإطار التنسيقي الحالي في ذلك الوقت العدد الأكبر من المقاعد وشكلت الحكومة، فيما دعم الصدر الحركة الاعتراضية التي تمثلت بتظاهرات تشرين لتنقلب الموازنة وتغيرت كل مشاهد الانتخابات، ولذلك فأي نتائج انتخابية لا تعتبر كفيلة بإزالة الخصوم، لأن التجارب السابقة تثبت وجود أزمة لدى الشيعة، مقارنة بالتنظيم السني والكردي وترتيب استحقاقاتهم".
وفي الأثناء، يستبعد الأكاديمي في مجال الإعلام، والمحلل السياسي، غالب الدعمي، عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى الحياة السياسية في العام المقبل 2024 بشكل عام، فيما رهن عودته بـ"الانتخابات النيابية حصرًا".
وقال الدعمي، في حديث لـ"ألترا عراق"، إنه "من البعيد عودة الصدر للسياسة في العام المقبل، ولا أعتقد بذلك"، مبينًا أنّ "الصدر يعمل على ترتيب التيار بفترة مفتوحة وقد أعلن في جلسات سابقة عدم عودته للحياة السياسية وابتعاده عن الانتخابات"، مشيرًا إلى أنّ "ما ذكره الصدر من خروجه من السياسة والانتخابات سينتهي في نيسان/أبريل 2024 ويصبح له عام كامل على مروره".
والتساؤل الأبرز بالنسبة للدعمي "يكمن بإمكانية مشاركة التيار الصدري في انتخابات البرلمان المقبل؟"، معبّرًا عن اعتقاده بأن "التيار بقيادة الصدر سيعود للمشاركة في الانتخابات النيابية إذا لم تظهر متغيرات جديدة في هذا الجانب".
ويقول الدعمي إنّ "كل المؤشرات تدل على عودة التيار في الانتخابات القادمة وسيحدث تغييرًا في النتائج كما هو متوقع دائمًا".
أما عضو التيار الصدري، عصام حسين، يتحدث عن "صعوبة كبيرة" بعودة زعيم التيار مقتدى الصدر للحياة السياسية في عام 2024، مبينًا أنّ "الأوضاع الحالية لا تمهد لذلك".
وقال حسين في حديث لـ "ألترا عراق"، إن "الوضع الحالي يشهد عدم وجود احترام لنتائج الانتخابات واستحواذ على المناصب والاستحقاقات في كل شيء ولذلك من الصعوبة بظل هكذا أمور أن يعود الصدر للعملية السياسية".
وأشار حسين إلى أنّ "ما يحدث من أسلوب بتطبيق خطة التجمعات الفائزة بالانتخابات وشراء الذمم لتفكيك الكتل الكبيرة الفائزة يجعل أيضًا من الصعوبة تفكير الصدر بالرجوع للعمل السياسي".