الترا عراق - فريق التحرير
أصيب عشرة شبان على الأقل برصاص قوات الأمن وقنابل الغاز في الاحتجاجات التي تشهدها مدينة السليمانية بقيادة طلاب الجامعات، احتجاجًا على "الأوضاع السيئة" في إقليم كردستان.
قالت مصادر أمنية وصحافية إنّ عشرة أشخاص أصيبوا على الأقل في الاحتجاجات المستمرة في السليمانية
وعلم "الترا عراق"، من مصادر أمنية وصحافية أنّ غالبية الإصابات وقعت قرب مبنى جامعة السليمانية في مركز المدينة، حيث يحتج مئات الطلبة.
وقال الصحافي محمود الكردي لـ "الترا عراق"، إنّ "قوات الأمن اعتدت على الطلاب المتظاهرين وأطلقت بشكل مباشر الرصاص وقنابل الغاز، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص".
وأوضح الصحافي، أنّ "إحدى الطالبات أصيبت بشكل بالغ إثر تعرضها إلى قنبلة غاز مباشرة في منطقة الرأس"، مبينًا أنّ "أحد الطلاب أصيب بالرصاص الحي".
واستمرت الاحتجاجات التي إثر قطع الرواتب الخاصة بطلبة الجامعات، لليوم الثالث على التوالي، وشهدت تصعيدًا عبر قطع شوارع رئيسة ونصب خيم اعتصام.
اقرأ/ي أيضًا: استعدادات حكومية وشعبية "متضادة" في السليمانية.. جولة احتجاجية مرتقبة
فيما أطلق عدد من الناشطين وصناع الرأي، وسمًا عبر تويتر وثقوا عبره مقاطع مصورة ومشاهد تظهر تعرض الطلاب إلى "القمع" على يد السلطات الأمنية، مشيرين إلى تصعيد مستمر للاحتجاجات في المدينة التي تشهد أوضاعًا اقتصادية سيئة وأزمة وقود.
وشارك في الوسم ناشطون من مناطق وسط وجنوب البلاد، مؤكدين أنّ سلطات الإقليم تمارس "أسلوب الميليشيات في قمع شبان يطالبون بأبسط حقوقهم".
بدوره، دعا لاهور شيخ جنكي الرئيس، والذي أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني الحاكم في السليمانية، طرده في وقت سابق من رئاسة الحزب، على خلفية صراع سياسي، إلى "الحفاظ على سلمية" الاحتجاجات.
وقال جنكي في بيان بثه عبر حسابه الرسمي في فيسبوك باللغتين العربية والكردية، "الطلبة الأعزاء في جميع الجامعات والمعاهد، أدعم تمامًا مطالبكم الحقة، مظاهر الاعتداء عليكم آلمتني وأحزنتني كثيرًا، أنتم شريحة حية ورأسمال إنساني ومعرفي كبيرين لهذا الوطن، حيث ترومون بسلاح العلم بناء مستقبل زاهر لكم ولشعبكم، ولذلك من واجب الحكومة والجهات المعنية تلبية مطالبكم، وتهيئة بيئة دراسية مناسبة وحياة أفضل لكم بأسرع وقت ممكن، ولا يجب أن يكون الروتين والبيروقراطية الإدارية ان يكونا سببا لإجهاض مطالبكم الحقة".
وأضاف شيخ جنكي، "الطلبة الأعزاء، أطلب منكم بأن تكون مظاهراتكم التي هي من أبسط حقوقكم، سلمية وهادئة وفي إطارها المحدد، ولا تسمحوا لأحد المساس بالممتلكات العامة".
وتابع بالقول، "أطلب من القوات الأمنية ألا يكونا سببًا في الإساءة إلى سمعتهم، وعليهم أن يدركوا جيدًا أنّ الطلبة المتظاهرين هم أخوانهم وأخواتهم، لأن الطلبة لا يستطيعون أن يستمروا في الدراسة وجيوبهم خاوية في وقت تشهد الحكومة تحسنًا ملحوظًا في الوضع الاقتصادي وازدياد الواردات، ولكن بسبب عدم تحقيق العدالة والمساواة في توزيع الواردات، انتابت مواطني هذا الإقليم خيبة أمل، ويحاولون ترك البلاد وخصوصا شريحة الشباب".
حذر شيخ جنكي قوات الأمن من تلطيخ سمعتها عبر القمع العنيف لتظاهرات طلاب الجامعات
وختم بالقول، "مع الأسف الأحداث التي جرت اليوم في مظاهرات جامعة السليمانية، وصمة سوداء في جبين الحكومة والسلطة الكردية، فلا يمكن التعدي على حرم الجامعة، والاعتداء على الطلبة تحت صورة مام جلال".
وسلطت التظاهرات، من جديد، الضوء على الأزمات التي تعيشها مدن إقليم كردستان، ومنها السليمانية، مع تفشي البطالة في ظل هيمنة عوائل محددة على السلطة والموارد المالية، بعد أن أثارت موجة الهجرة الأخيرة إلى أوروبا موجة انتقادات حادة للسلطات الحاكمة متمثلة بالحزبين الكردين بزعامة مسعود بارزاني وآل طالباني.
اقرأ/ي أيضًا:
"الماكياج" والحياء يسقطان في السليمانية وبغداد
نائب: المتظاهرون في السليمانية يرغبون بتحرك بغداد لمحاسبة مسؤولي الإقليم