07-يوليو-2022
التبادل التجاري

بغداد لا تعلم شيئًا عنها (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تدخل الكثير من البضائع الإيرانية أو التركية وغيرها من السلع إلى العراق، عبر منافذ غير رسمية ولا تكون السلطات المختصة في العراق على علم بها، حيث يؤكد ذلك اختلاف الأرقام بين ما يبيعه البنك المركزي من دولار إلى التجار لغرض الاستيراد، وما هو مسجل لدى المنافذ الحدودية العراقية من البضائع الداخلة، حيث أنّ المسجل أقل بكثير من العملة الصعبة المحولة للخارج لغرض الاستيراد، إلا أنّ أرقامًا جديدة صادرة من إقليم كردستان قد تعطي صورة أوضح عن نسبة التبادل التجاري "غير الشرعي" بين العراق وإيران تحديدًا بمعزل عن العملية التجارية ككل.

الجزء الأكبر من البضائع الإيرانية تدخل عبر منافذ لا تسيطر عليها الحكومة الاتحادية العراقية

في عملية "التبادل غير الشرعي" تذهب مبيعات الدولار من البنك المركزي للاستيراد فعلًا، لكنّ البضائع لا تدخل من خلال المنافذ الحدودية الرسمية للعراق، فأما تدخل من منافذ غير شرعية تمامًا، أو منافذ لا تسيطر عليها الدولة، بالتالي فإنّ المنافذ لا تأخذ عليها رسوم دخول أو ضرائب، وتقع جميع هذه المنافذ في إقليم كردستان، فتدخل البضائع من هناك وتتسرب إلى باقي المحافظات العراقية في وسط وجنوب البلاد، وغالبًا تكون هذه البضائع محظورة من الاستيراد من قبل بغداد.

ولعلّ البيانات المتعلّقة بالتبادل التجاري بين العراق وإيران عمومًا، وبين الإقليم وإيران خصوصًا، قد توضح بشكل كبير أنّ الجزء الأكبر من البضائع التي تدخل من إيران للعراق تدخل عبر منافذ لا تخضع لسيطرة الدولة العراقية، بالتالي لا تعلم عنها بغداد شيئًا من ناحية الكميات والنوعيات والجودة وغيرها.

محافظ السليمانية هفال أبو بكر قال خلال مؤتمر صحفي تابعه "ألترا عراق" في 5 تموز/يوليو، إنّ "حجم التبادل التجاري بين إقليم كردستان وإيران في عام 2021 ارتفع عن عام 2019 بالرغم من اجتياح فيروس كورونا، ووصلت قيمة التبادل التجاري بين الطرفين إلى 6 مليارات دولار في حين وصل قيمة التبادل التجاري في عام 2019 إلى 2 مليار و600 مليون دولار".

وأوضح محافظ السليمانية أنّ "هناك حاليًا 12 منفذًا حدوديًا بين العراق وإيران، ستة منها تقع في محافظة السليمانية، إضافة إلى مطار السليمانية الدولي"، مبينًا أنّ "المضي بافتتاح منفذ (سازان)، وكذلك منفذ (تيلة كو) الحدوديين في المستقبل، وتطوير أعمال التبادل التجاري بين الجانبين".

وبالعودة الى قيمة التبادل التجاري بين العراق عمومًا والذي يكون الإقليم من ضمنه عادة في البيانات الدولية وبين إيران، يظهر أنّ التبادل التجاري خلال 2021 قد بلغ 9.27 مليار دولار، صدرت إيران منها إلى العراق بقيمة 8.2 مليار دولار، وصدر العراق لإيران بـ1 مليار دولار فقط.

وفق ذلك، فإنّ من أصل 9.2 مليار دولار حجم تبادل التجاري بين العراق وإيران، كانت 6 مليار دولار منها قد تمت عبر إقليم كردستان، والتي تنتقل من خلالها إلى باقي المحافظات العراقية، وبمعنى آخر، فأنّ نحو 70% من التبادل التجاري بين إيران والعراق يتمّ عبر "منافذ غير شرعية" بالنسبة لبغداد، ولا تعلم عنها السلطات شيئًا.

وتتوافق هذه النسبة مع حجم التفاوت بين مبيعات البنك المركزي من العملة الصعبة المخصصة لغرض الاستيراد، وبين نسبة السلع الداخلة فعلًا عبر المنافذ الرسمية.

ومن أشهر هذه النسب، ما حدث في 2019 حيث حوّل البنك المركزي 44 مليار دولار إلى الخارج لغرض الاستيراد، فيما بلغت مجمل الاستيرادات عبر المنافذ الحدودية الرسمية 18 مليار دولار فقط، ما يشير إلى أنّ البضائع الداخلة عبر المنافذ الرسمية تعادل أقل من 40% من مجمل البضائع الداخلة للعراق في ذلك العام، فيما دخلت أكثر من 60% من البضائع عبر منافذ غير رسمية، بينما تصعد النسبة إلى 70% فيما يخص التجارة الإيرانية تحديدًا مع العراق.