21-نوفمبر-2021

شارع الرشيد 1961 (لطيف العاني)

بعد عقود من العطاء والتوثيق للحياة العراقية، رحل المصوّر لطيف العاني في تشرين الثاني/نوفمبر إثر صراع طويل مع المرض. 

في عام 2015 فاز لطيف العاني بجائزة الأمير كلاوس الهولندية  في حفل أقامته العائلة الملكية في هولندا

والعاني المولود  في محافظة كربلاء عام 1928 ساهم مساهمة كبير في أرشفة وتوثيق الكثير من الأحداث، لعل من أبرزها اللحظات الأولى لتأسيس أوبك في بغداد عام 1960.

اقرأ/ي أيضًا: الثقافة تنعى لطيف العاني: لقطاته مصدر لدارسي متغيرات المجتمع العراقي

وبدأت مسيرة الراحل لطيف العاني مع التصوير، عندما عمل مع أخيه الأكبر بمحل لهما في شارع المتنبي، وهناك تتلمذ على يد أحد المصورين في بغداد.

وكما يذكر الراحل؛ أن أول كاميرا من نوع "كوداك"، كان قد اشتراها بسعر دينار ونصف عام 1947 لينطلق بعدها في عالم التصوير.

وفي عام 1953 عمل مصورًا متدربًا في شركة نفط العراقية، وبعد اجتيازه العديد من الدورات التدريبة، احترف عالم التصوير حيث وثق عام 1954 حفل افتتاح المعرض البريطاني الزراعي والصناعي الذي افتتحه الملك فيصل الثاني برفقة رئيس الوزراء محمد الصدر ونوري السعيد، وكانت في ذلك الوقت شركة النفط العراقية الجهة الوحيدة في العراق القادرة على طباعة الصور الملوّنة.

في عام 1960 أسّس العاني قسم التصوير في وزارة الإعلام (وزارة الثقافة لاحقًا) أما في فترة السبعينيات فقد شغل منصب رئيس التصوير في وكالة الأنباء العراقية، وهذا القسم كان المسؤول عن أصدار مجلة (العراق الجديد) وبخمس لغات (العربية والكردية والإنجليزية والفرنسية والألمانية) توزع على البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية العاملة في العراق.

لكن العاني توقف عن التصوير عام 1979 بعد أن منعت السلطات العراقية وقتها التصوير في الأماكن العامة.

وظل أرشيف لطيف العاني منسيًا لـ40 عامًا، حتى اكتشف ذات يوم في عام 2005 أن تقويمًا قد طبع ووزع مجانًا في العراق كان يحتوي على صوره دون موافقة شخصية منه، الأمر الذي حفز "مؤسسة رؤيا"، وهي مؤسسة مهتمة بالحفاظ على التراث العراقي، حيث قام فريق متخصّص من المؤسسة بجمع التراث الفوتوغرافي وعرضه في معرض خاص في نهاية عام 2017 في لندن في Coningsby Gallery مع تقديم دراسة شاملة عن مجمل صوره  الفوتوغرافية.

وفي عام 2015 فاز لطيف العاني بجائزة الأمير كلاوس الهولندية  في حفل أقامته العائلة الملكية في هولندا، وأرفقت لجنة التحكيم مع الجائزة ملاحظة جاء فيها "تكريم لطيف العاني يرجع إلى إبداعه أرشيفًا استثنائي الثراء والتعدد من صور فوتوغرافية تاريخية فريدة للمجتمع العراقي، كما توثق أعماله العراق بلدًا حديثًا ثريًا ساعيًا إلى المستقبل قبل أن يحل عليه الخراب بسبب حرب الخليج، كما أن تكريمه يرجع إلى دوره الريادي في تطوير الفوتوغرافيا التوثيقية في العراق".

وتم تناول أرشيف العاني في بعض الدراسات المهمة، منها كتاب (لطيف العاني ـ عبر العدسة) لحور القاسمي والصادر عن مؤسسة الشارقة للفنون عام 2018، وكتاب (لطيف العاني) لمراد منتظمي، أمين جناح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة تيت موديرن البريطانية، بالشراكة مع  تمارا الجلبي، الصادر عام 2017 .

واهتم العاني في أعماله الفوتوغرافية بالجمع بين الموضوعات القديمة والحديثة، وتوثيق الحياة اليومية في العراق خلال خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وهو ما يسميه الكثير من العراقيين بـ"العصر الذهبي"، واختار لكم "ألترا عراق"، لقطات متنوّعة من تلك الحقبة: 

ملوية سامراء 1960
ساحة التحرير و حديقة الامة 1961
سوق الصفافير 1962
جامع مرجان 1962

اثار بابل 1970

ثانوية العقيدة - بغداد 1961

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بغداد تودع لطيف العاني.. رجل الفوتوغراف الذي عطل كاميرته صدام حسين

الثقافة تنعى لطيف العاني: لقطاته مصدر لدارسي متغيرات المجتمع العراقي