18-نوفمبر-2021

زخم سياسي واجتماعي يطوّق "عنق" السلطات (ألترا عراق)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

ينطلق اليوم الخميس، حراك "أمهات ساحة التحرير"، في ساحة التحرير وسط بغداد، وهو حراك تطبيقي لمبدأ "إنهاء الإفلات من العقاب"، وهو المبدأ الذي يعتقد كثيرون أنه لا يؤدي لإرجاع حق الضحايا فحسب، بل يؤسس لأولى مبادئ احتجاجات تشرين وأهدافها ضدّ "السلوك القمعي والعنيف" لسلطات ما بعد 2003.

 جوهر فكرة إنهاء الافلات من العقاب يتركز على تمسك الأمهات بدماء أبنائهن والمطالبة بمحاسبة القتلة

ويقف خلف مبادرة "أمهات ساحة التحرير" 11 منظمة وحركات اجتماعية وصحافية، فضلًا عن أحزاب سياسية ناشئة، وجميعها قريبة ومنبثقة من احتجاجات تشرين التي اندلعت في العراق نهاية العام 2019. ويأتي اسم المبادرة متوافقًا مع مضمونها، حيث أن أمهات الضحايا وعلى رأسهم أم الناشط المقتول إيهاب الوزني سيحضرن للوقفة، فيما خرجت والدة الوزني بمقطع مصوّر وهي تحث "أمهات الضحايا الأخريات على الخروج بهذه الوقفة"، مشدّدة على أنها يجب أن تكون "مسيرة عارمة".

اقرأ/ي أيضًا: لحظة "الانفجار".. عواقب عقدين من الإفلات من العقاب

ولا يمثلنّ "أمهات الضحايا" المبادرة باسمهن وتواجدهن فقط، بل أن جوهر فكرة إنهاء الإفلات من العقاب، يتركّز على "تمسّك الأمهات بدماء أبنائهن"، حيث يمثلن الحضور الدائم لهذه الحركات التي تهدف لـ"معاقبة القتلة" بمختلف أحجامهم ومراكزهم، بعد سنوات من ضياع دماء مئات الآلاف من العراقيين ونسيانها بعد مدة.

ويصف القائمون على هذه الحملة بأنها "استمرار لابتكار وسائل احتجاج متجددة تُبقي القضية الأساسية في إنهاء الإفلات من العقاب تحت الضوء دائمًا"، بحسب المنسّق الإعلامي للمبادرة محمود النجار.

ويضيف النجّار في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "المبادرة تعتبر مرحلة انتقالية مهمة في مسار المطالبة بإنهاء الإفلات من العقاب في العراق، مبينًا أن "الفكرة جاءت بناءً على أهمية الحفاظ على رمزية الأم العراقية، تلك التي فقدت شهيدًا ومُغيبًا ومعتقلًا"، مشيرًا إلى أن "هذه المبادرة هي ضمن سلسلة حملات لاحتجاجات ووقفات ومسيرات سلمية تهدف لمناصرة القضايا الإنسانية العادلة في العراق".

ويوضح أن "السلطة في العراق عودتنا على إغراق الرأي العام بحوادث متلاحقة تدفع الناس للانشغال بالتفاصيل اليومية على حساب الحقوق والمطالب الأساسية"، معتبرًا أن "التركيز على الانتهاكات والتمسك بالمحاسبة كخيار وحيد أمام الناس لبناء الدولة وفرض القانون هو ما سيتحول لاحقًا إلى قضية أولى وأساسية يناضل من أجلها العراقيون كونهم جميعًا ضحايا لهذا النظام".

وستتضمن المسيرة لقاءً غير مسبوق لعدد كبير من ذوي وأمهات الضحايا في ساحة التحرير وسط بغداد، وهم ذوو ضحايا سقطوا في مناسبات وأماكن مختلفة و"لكن بيد ذات السلطة وميليشياتها"، بحسب النجّار. 

ويعتبر النجّار أن "انضمام أكثر من 10 جمعيات ومنظمات محلية في تنظيم هذه المبادرة، تعكس أسلوبًا جديدًا وغير مسبوق في العمل الاحتجاجي والحقوقي وتضع حجر الأساس لتوحيد العراقيين حول قضية الحقوق والمحاسبة"، وبالرغم من غياب حركة امتداد عن وثيقة اللجنة التنظيمية، إلا أن النجّار أكد أن "حركة امتداد مشاركة في التنظيم وهي شريكة في المبادرة وأبدت استعدادها ودعمها منذ اللحظات الأولى وبقية الأحزاب السياسية التشرينية الناشئة كالبيت الوطني، ونازل أخذ حقي، والبيت العراقي".

وتتضمن المبادرة مطلبًا نوعيًا جديدًا، وهو الضغط على السلطات لتوقيع العراق على نظام روما وانضمامه إلى قانون المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي يوفر مظلة قانونية دولية للضحايا ويساهم في لجم الانتهاكات الجسمية ضد العراقيين، وفقًا للنجار.

وستشترك منظمة لقمان سليم اللبنانية المعنية بمكافحة الاغتيال السياسي في المبادرة، كـ"مشاركة رمزية للتضامن مع ضحايا القمع والاغتيالات والتغييب القسري في العراق وتعكس تكاتفًا حقوقيًا عابرًا للجغرافيا المحلية".

من جانبها، أصدرت  الكتلة الشعبية المستقلة والمكونة من عدد من النواب الفائزين المستقلين، وجميعهم مقربين من احتجاجات تشرين ومعارضين للعملية السياسية، بيانًا أكدت فيه وقوفها مع "أمهات الشهداء والمغيبين وذويهم في عموم العراق في المطالبة لتحقيق العدالة والانصاف والقصاص من المجرمين".

ودعت الكتلة "وهي إحدى الجهات المشاركة في تنظيم هذه المبادرة"، كل المتضامنين للمشاركة في حملة "أمهات التحرير" التي تنطلق اليوم الخميس، الساعة الثالثة مساءً، في عموم ساحات الاحتجاج في العراق.

وشددت الكتلة على عدم توانيها في "بذل الجهد، قائلةً "سنقف في البرلمان مساندين لصرخات امهات الضحايا بوجه القتلة، سنواجه ونواصل حتى إقرار الحقوق لذوي الضحايا ودفع مؤسسات الدولة لمحاسبة الجناة".

ودعا المئات من العراقيين للخروج بهذه المسيرة وذلك عبر تغريدات غزت مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "#أمهات_ساحة_التحرير".

ستشترك منظمة لقمان سليم اللبنانية المعنية بمكافحة الاغتيال السياسي في مبادرة "أمهات ساحة التحرير"

واثنى الناشطون والمغردون على خطوة "التوحد" ووقوف عدد كبير من المنظمات القريبة من تشرين تحت مظلّة واحدة لترسيخ هذا المبدأ، وهو ما يعطيه زخمًا اجتماعيًا وسياسيًا وقانونيًا، ويتسبب بإحراج "القضاء" الذي سترفع شعارات تطالبه بـ"عدم الانحياز" مع ما يصفهم نشطاء بـ"القتلة وميليشيات السلطة". 



 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الكتلة المستقلّة تدعو للمشاركة في حملة "أمهات ساحة التحرير"

مشاهد من حراك أم إيهاب الوزني.. ظهيرة واحدة لخصت الحالة الاحتجاجية في العراق