03-سبتمبر-2021

الإعفاء الأمريكي يذهب أدراج الرياح (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لم يستفد العراق كثيرًا من التمديد الجديد للإعفاء الأمريكي لاستيراد الطاقة من إيران والذي منحته واشنطن إلى بغداد في مطلع آب/أغسطس الماضي لـ4 أشهر تمتد حتى مطلع كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

خفضت إيران إمدادات الغاز من 49 مليون متر مكعب يوميًا إلى 8 مليون متر مكعب فقط

فخلال قرابة الـ40 يومًا الماضية، "تلاعبت" إيران بكميات الإمدادات من الغاز الإيراني المصدّر إلى العراق لثلاث مرات، ففي أواخر تموز/يوليو الماضي خفضت إيران إمدادات الغاز من 34 مليون متر مكعب إلى 20 مليون متر مكعب، وبعد إعادة الإمدادات إلى 47 مليون متر مكعب فيما بعد، خفّضت إيران مجددًا في 10 آب/أغسطس الإمدادات إلى 25 مليون متر مكعب وبنسبة تخفيض بلغت 47%، فيما جاءت الضربة القاصمة مؤخرًا عندما عندما خفضت إيران إمدادات الغاز من 49 مليون متر مكعب يوميًا إلى 8 مليون متر مكعب فقط، أي بنسبة تخفيض بلغت قرابة 84%.

اقرأ/ي أيضًا: الكهرباء: إطلاقات الغاز الإيراني انحسرت.. والمنظومة تتعرض للحرج

وقالت وزارة الكهرباء أمس الأربعاء في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، إن "منظومة الكهرباء الوطنية تعرضت لتحد قديم متجدد تمثل في تخفيض كميات الغاز الإيراني المورد لمحطات إنتاج التيار في المناطق الوسطى والجنوبية بالعراق"، مبينة أن "الكميات انخفضت من 49 مليون متر مكعب يوميًا إلى 8 مليون متر مكعب يوميًا، مما أدى إلى خسارة نحو 5500 ميغاواط من الطاقة".

وبينت أنها "اتخذت إجراءات عاجلة تضمنت التنسيق مع وزارة النفط لضخ كميات إضافية من الوقود البديل، لتعويض ما فقدته المنظومة من الغاز المورد، الذي يمكن أن يؤثر على إدامة زخم الإنتاج"، مشيرة إلى أنها "أجرت اتصالات دبلوماسية مع وزارة الطاقة الإيرانية وسفارتها في العاصمة بغداد، لتوضيح الظروف الموجبة لهذا الانحسار لتتم معالجة الموقف".

تضارب بين الجانبين.. تخفيض مفاجئ أم باتفاق؟

وبينما تظهر وزارة الكهرباء عدم علمها بأسباب التخفيض، يقول الجانب الإيراني إن التخفيض جاء بالاتفاق مع الجانب العراقي، حيث  قالت الشركة الوطنية الإيرانية للغاز في بيان إن "خفض تصدير الغاز إلى العراق يأتي بعد الاتفاق مع الطرف العراقي وسوف يستمر لمدة ستة أشهر"، مبينة أن "الأمر لا علاقة له بديون العراق لإيران، وتم إبلاغ الموضوع للعراق قبل أسبوعين"، فيما لم تفصح الشركة الإيرانية فحوى الاتفاق مع الجانب العراقي وأسباب التخفيض.

وعلى هذا الأساس، فإن الأشهر المتبقية من الإعفاء الأمريكي ستذهب أدراج الرياح، ولم يستفد العراق منه شيئًا، ففترة تخفيض الغاز الإيراني والذي سيكون "ِشبه منقطع" حيث الإمدادات تبلغ الآن 8 مليون متر مكعب وهو رقم ضئيل جدًا، ستستمر لمدة 6 أشهر، أي حتى آذار/مارس المقبل، في الوقت الذي سينتهي الإعفاء الامريكي مطلع كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وبينما تسبب التخفيض الإيراني للغاز البالغ 84%، بفقدان المنظومة الوطنية 5500 ميغا واط، بحسب الكهرباء، فهذا يعني أن العراق سيبقى فاقدًا لأكثر من ربع طاقته الإنتاجية من الكهرباء لـ6 أشهر كاملة، حيث أن إنتاج العراق من الكهرباء الذي بلغ أكثر من 21 ألف ميغا واط مؤخرًا، سيبلغ بعد فقدان 5500 ميغا واط، 15500 ميغا واط فقط، وهو انخفاض هائل في الطاقة يبلغ 26% من الإنتاج الحالي، بعد أن حقّق العراق الرقم الإنتاجي الأعلى من الطاقة في تاريخه.

ومن المفترض أن قرارات التخفيض من الجانب الإيراني لإمدادات الغاز في كل مرة، مخالف لشروط العقد بين الجانبين العراقي والايراني حيث أن القرارات المفاجئة بتخفيض وقطع الإمدادات تأتي في الوقت الذي ينسق العراق كميات الغاز المشتراة مع حاجته وخطته لتوليد الكهرباء، ومن غير المعلوم ما إذا كان الجانب الإيراني يقوم بتعويض العراق في حال قام بتخفيض إمدادات الغاز وما يتسبّب به من إرباك لتوليد الطاقة الكهربائية في العراق، وحاول "ألترا عراق" التواصل مع وزارة الكهرباء بهذا الشأن لكن لم يتم الإجابة على الاتصالات المكررة.

القرارات المفاجئة بتخفيض وقطع الإمدادات تأتي في الوقت الذي ينسق العراق كميات الغاز المشتراة مع حاجته وخطته لتوليد الكهرباء

 وربما أن التخفيض الذي سيستمر لـ6 أشهر لن يكلف العراق كثيرًا حيث أنه سيكون ضمن أشهر الخريف والشتاء، وهي الفترة التي لا تمثل ذروة الطلب على الطاقة الكهربائية في العراق مقارنة بأشهر الصيف.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إيران: تخفيض صادرات الغاز إلى العراق سيمتد إلى 6 أشهر

معيار جديد من العراق لدراسة تسعير مبيعات النفط الفورية