14-أبريل-2019

وقع اشتباك بين قوة من الحشد وأخرى من الشرطة في الموصل (Getty)

الترا عراق – فريق التحرير

هو "جزء" من القوات المسلحة العراقية، كما يؤكد رئيس الحكومة عادل عبد المهدي ومن قبله سلفه حيدر العبادي، وفق قانون نص على ذلك وربطه بالقائد العام للقوات المسلحة، لكن الحشد الشعبي لا يزال واحدة من الملفات المثيرة للجدل حيث تبرز دعوات بين حين وآخر تدعو إلى حله أو دمجه بالقوات الأمنية، خاصة مع وقوع حوادث، أو في ظل اتهامات لفصائل فيه بالفساد والولاء للخارج، أو التغلغل والتحرك خارج سلطة القانون في المناطق السنية وغيرها.  

دعا إياد علاوي إلى حل الحشد الشعبي وتقوية الجيش، فيما لقيت الدعوة ردًا عنيفًا واتهامات ضده  

آخر الدعوات وجهها رئيس الوزراء الأسبق ورئيس ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، الذي أكد أن مهمة الحشد الشعبي في العراق "انتهت" بعد الانتصار الذي تحقق ضد تنظيم "داعش"، مؤكدًا أن "الآوان قد حان لحله".

اقرأ/ي أيضًا: الحشد الشعبي يستفز الأنبار "طائفيًا".. دعوات لجلسة حكومية طارئة

قال علاوي، في تصريح صحافي، إن "الحشد الشعبي يعد مدخلًا للوصول بالعراق إلى الدولة المدنية"، داعيًا إلى تعزيز قدرات الجيش "لكي يكون قادرًا على تعزيز أمن البلاد من دون الحاجة لأية مساعدة".

دعوات علاوي لاقت ردًا "قاسيًا" من فصائل في الحشد وقوى سياسية. حيث عدها معاون الأمين العام لحركة النجباء التي تصنفها الإدارة الأمريكية ضمن المنظمات الإرهابية، نصر الشمري، "تصريحات للاستهلاك الإعلامي"، واصفًا علاوي بـ "المفلس"، واتهمه بـ "محاولة التقرب" إلى جهات خارجية "معادية للبلاد وتعادي الحشد بشكل علني وصريح، عبر تلك الدعوات".

أما النائب محمد البلداوي، عن التحالف الفتح بزعامة هادي العامري، فرأى أن علاوي بدعوته إلى حل الحشد الشعبي "لم يقرأ الوضع بالشكل الصحيح والمفهوم"، مؤكدًا في تصريح صحافي، أن العراق "لازال في خطر". كما دعاه (علاوي) إلى "اثبات صدقه بإخراج القوات الاجنبية، وخاصة الأميركية، المتواجدة على الأراضي العراقية وتنتهك سيادتها كُل يوم"، مبديًا استغرابه من مساومة بقاء الحشد ببقاء القوات الأمريكية.

وأكد البلداوي، أن اخراج القوات الغريبة من أرضنا "هو الأولى"، وليس حل "قواتنا التي تضم أبناء البلد المدافعين عن أرضهم"، فيما أشار إلى أن الحشد الشعبي يمثل "آمانًا" للمناطق، وهو لا يقاتل فقط، بل يكون منقذًا في كل شدة تمر على البلاد، وآخرها إقامته للسدود في العمارة، وقبلها في البصرة وصلاح الدين، وإكسائه للشوارع وإعادة تأهيلها".

أبدى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي مخاوف من "تاليب" السنة ضد قوات الحشد الشعبي التي تتواجد في مناطقهم، متهمًا بعض عناصر الحشد بالتدخل في الجانب الاقتصادي في مناطق السنة والتحكم بحركة العجلات

لكن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، كان له رأي مختلف حول وجود الحشد الشعبي، خاصة في "المناطق السنية"، مبديًا مخاوف من "تأليب" السنة ضد الحشد، في ظل "قيام أفراد فيه أو محسوبين" عليه بالتدخل في الجانب الاقتصادي وحركة العجلات في تلك المناطق.

 قال الحلبوسي في مقابلة متلفزة، إنه تحدث مع هادي العامري وقيادات في الحشد، وتم معالجة الكثير من المشاكل، لكنه حذر من "عودة الإرهاب في المناطق السنية واستهدافه للحشد الشعبي فيها لإثارة الفتنة في ظل غياب طيران التحالف". في إشارة إلى "ضرورة" بقاء القوات الأمريكية في البلاد على العكس من دعوات الكتل الشيعية الكبرى المطالبة والمتوعدة بسن قانون لطردها.

استغرب رئيس مجلس النواب، أيضًا، تنفيذ الحشد أوامر قبض في الأنبار أصدرها القضاء في النجف، ضد صيادي أسماك بتهمة سرقة مضخات مياه، مشددًا أن "هناك جهاز شرطة ويجب أن يكون هو من ينفذ أوامر الاعتقال".

 

 

بالأثناء شهدت مدينة الموصل اشتباكًا بين عناصر في الحشد الشعبي وأخرى من الشرطة، أسفرت عن إصابات. حيث قالت مصادر أمنية لوسائل إعلام إن قوة من كتائب الإمام علي التابعة للحشد الشعبي اشتبكت، مساء السبت 13 نيسان/أبريل، بالأيدي مع قوة من الفوج التاسع في شرطة نينوى، بمنطقة الموصل الجديدة، في الجانب الأيمن من المدينة، مما أسفر عن إصابة شرطي، مبينًا أن "أصحاب المحال القريبة من مكان الاشتباك أغلقوا محالهم خوفا من تطورات الحادث".

اقرأ/ي أيضًا: كيف تُهرب مخصصات الحشد الشعبي إلى إيران؟

الحادثة أكدتها مديرية عمليات الحشد في بيان رسمي صدر عنها، كاشفة أن الاحتكاك لم يقتصر على اشتباك بالأيدي بل تطور إلى اشتباك مسلح، متهمة عنصر من الشرطة بالاعتداء على مجموعة من منتسبي لواء 40 في الحشد، عندما تدخلهم لـ"فض مشاجرة" بين ذلك الشرطي وأحد المواطنين في أحد المطاعم، حينما كانوا في طريق عودتهم للتمتع بإجازة.

وقع اشتباك بين عناصر في الحشد الشعبي وقوة من شرطة نينوى، ما أدى إلى وقوع إصابات، فيما أكد الحشد فتح تحقيق في الحادث بالتنسيق مع العمليات المشتركة

أضاف البيان، أن "الشرطي نفسه قام بإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة منتسبين اثنين بالحشد"، موضحة أن "قوة من الحشد الشعبي وصلت إلى مكان الحادث وقامت بإخلاء المصابين ونقلهم إلى المستشفى"، فيما أكدت أن التنسيق يجري مع العمليات المشتركة لفتح تحقيق مشترك بالحادثة ومحاسبة المقصرين.

كما أكد البيان، "وجود تنسيق عال المستوى بين الحشد الشعبي والقوات الأمنية في مدينة الموصل، وأن هذه الحالات عرضية وفردية لا تؤثر التنسيق الموجود".

 

اقرأ/ي أيضًا:

مخاوف وتحذيرات من مديرية "أمن الحشد الشعبي".. ماذا تعرف عنها؟

تهريب نفط العراق.. أهلًا في "مزرعة" الحشد الشعبي!