29-أغسطس-2022
المنطقة الخضراء

تتواصل اشتباكات المنطقة الخضراء منذ عصر الإثنين (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

قبل أن تنتهي مهلة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لتوقيع اتفاق شامل بتنحي جميع الكتل السياسية بمختلف شخوصها ومناصبها عن العملية السياسية، عجّل موقف جاء من الأراضي الإيرانية بتفجر الوضع في العراق، والذي كان يتقلب على صفيح ساخن منذ أشهر.

 سقط العديد من الضحايا خلال التصعيد الذي حصل بعد أن أعلن مقتدى الصدر "اعتزاله عن كل شيء" 

كان الصدر صامتًا بانتظار انتهاء الـ72 ساعة، التي من المفترض أن تنتهي يوم الثلاثاء، 30 آب/أغسطس، لوّح من خلالها أن بعد انتهائها "لن ينفع تدخل منه أو تغريدة"، إلا أن بيانًا غريبًا صدر عن المرجع الديني كاظم الحائري الذي يعدُّ أحد الأعمدة الدينية "المحرجة" للتيار الصدري، والتي تستند عليها الفصائل المقربة من إيران.

هذا البيان الذي أعلن الحائري من خلاله "اعتزاله" العمل المرجعي، موجهًا مقلديه باتباع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، و"قرّع" من خلاله جعفر محمد باقر الصدر ومقتدى محمد صادق الصدر، لقى ردًا سريعًا من مقتدى الصدر، الذي قال في تغريدة أنه "لم يدع الاجتهاد ولا القيادة، ولم يحاول إلا إصلاح الوضع العراقي"، معلنًا اعتزاله كل شيء، وهو الموقف المنتظر من الصدر بعد انتهاء المهلة، إلا أنّ موقف الحائري تسبب بتعجيله.

واعتزال الصدر، هو بمثابة الضوء الأخضر إلى أنصاره المتظاهرين، بالتحرك بما يرونه مناسبًا دون توجيه أو تقييد من الصدر، وهذا ما أدى لنفور صدري عام في مختلف محافظات العراق، وتحرك المعتصمين والمتظاهرين في بغداد صوب مختلف مفاصل المنطقة الخضراء والمربع الرئاسي ودخول القصر الحكومي.

الاستنفار الصدري والانتشار الذي أشيع أنه يستهدف الدخول إلى مقرات إقامة رؤساء الكتل السياسية والأحزاب ولا سيما المنضوية داخل الإطار التنسيقي، لاقى ردودًا عنيفة واستخدامًا للسلاح، تسبب بسقوط عدد من الضحايا والمصابين من المتظاهرين.

وكالعادة، وكما حصل في احتجاجات تشرين عام 2019، لم يظهر مصدر إطلاق الرصاص الحي واضحًا إلى العلن، وبقي "مجهولًا" نسبيًا، غير أنّ متظاهري التيار الصدري اتهموا عناصر أمن الحشد الشعبي بإطلاق النار عليهم، بينما كان المتظاهرون والقوات الأمنية من الجيش العراقي تتلقى الرصاص القادم من بعيد سوية.

استنفر مسلحو سرايا السلام، في المحافظات وبغداد، ودخلت الأعداد الكبيرة منهم إلى داخل المنطقة الخضراء، وحدثت اشتباكات مع مصادر إطلاق النار على المتظاهرين، وفي الأثناء تعرضت خيام المعتصمين الصدريين قرب مجلس النواب للاحتراق، وسط اتهامات صدرية إلى الفصائل المسلحة وأمن الحشد الشعبي.

في الأثناء، كانت أصوات دوي الانفجارات تُسمع في مناطق شرقي بغداد، نتيجة استهدافات طالت مقرات عدد من الفصائل المقربة من إيران.

وبعد تردد وعدم اتخاذ موقف حاسم، قرر بعض من أنصار احتجاجات تشرين الانضمام إلى التظاهرات، خصوصًا بعد رفع الصدر يده عنها، وجعلها "عراقية لا صدرية" بحسب ما يقول.

 

#بيان_هام إن الوضع الإستثنائي والعتبة المفصلية التي يقف عليها العراق وشعبه في الوقت الراهن ، حتمت علينا الخروج بموقفٍ...

Posted by ‎ضرغام ماجد مهدي‎ on Monday, August 29, 2022

من جانبه، وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين من قبل أي طرف أمني أو عسكري أو "مسلح" وهي عبارة مستغربة بحسب مراقبين، وسط تساؤلات عن ماهية الطرف "المسلح" الذي يقصده الكاظمي وما إذا كان يمتلك السلطة على "توجيه" هذا الطرف المسلح.

وخرج الصدر عن صمته ولكن عبر المقرب منه حسن العذاري، الذي أكد أنه أضرب عن الطعام لحين التوقف عن استخدام السلاح من أي طرف كان.

وتجري اشتباكات مستمرة، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، داخل المنطقة الخضراء وصفت بأنّها "حرب شوارع" بين مسلحين من التيار الصدري وجهات تتهم فصائل وأحزاب على صلة بالإطار التنسيقي بالوقوف خلفها، فيما بلغت التوترات محافظات عدة عبر تظاهرات وإحراق مقار أحزاب ومهاجمة مواقع على صلة بالفصائل المسلحة.