17-أكتوبر-2021

التصعيد مستمر (فيسبوك)

جنبًا إلى جنب، مع الاحتجاجات التي يطلقها سياسيون ومرشحون وأحزاب خسرت أو لم تنجح بالحصول على عدد كبير من المقاعد في الانتخابات الأخيرة، الإعلامية منها عبر التصريحات التي تؤكد رفض النتائج، وفي الطرقات، كما حصل يوم الأحد 17 تشرين الأول/أكتوبر حين قطع محتجون شوارع رئيسة في العاصمة بغداد ومحافظات أخرى بالإطارات، إلى جانب ذلك كله يجري حراك سياسي لتشكيل الكتلة الأكبر من قبل الطرف المعترض والمنضم تحت عنوان "الإطار التنسيقي" الشيعي، بقيادة ائتلاف دولة القانون والفتح والحكيم والعبادي والخزعلي وشخصيات وأحزاب أخرى وبدعم من بعض الفصائل المسلحة علنًا.

تشير مصادر إلى أن رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم لا يرغب بدعم الصدر في مسعاه لتشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النواب

في الوقت الذي يتظاهر محتجون وتتوالى بيانات التهديد التي تتحدث عن تزوير نتائج الانتخابات، يلتقي رئيس تحالف الفتح هادي العامري برئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي لـ"تبادل النظر حول الحلول اللازمة للمرحلة المقبلة" والتأكيد على "اللقاء أهمية النظر بالطعون والشكاوى المقدَّمة من القوى السياسية حول نتائج الانتخابات وتدقيقها".

اقرأ/ي أيضًا: ناشطون يسخرون من تظاهرات الأحزاب الخاسرة: "#نازل_آخذ_كرسي"

في الوقت ذاته، يعلن زعيم التيار الصدري الحاصل على 73 مقعدًا "قبوله بنتائج الانتخابات البرلمانية" ويؤكد أن "الكتلة الصدرية هي الأكبر انتخابيًا وشعبيًا" وأنه سيسعى إلى "تحالفات وطنية لتشكيل حكومة خدمية".

حكومة أم معارضة؟

يرى عضو مجلس النواب السابق عن تحالف الفتح أحمد الكناني أن "ذهاب الفتح مع ائتلاف دولة القانون الى خيار المعارضة أمر ممكن وقابل للحدوث"، لكنه يرى أيضًا أن "الكتل السياسية ستذهب إلى التوافق من أجل اختيار رئيس وزراء مرضٍ من قبل كل الأطراف".

بدوره، يقول عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق سعد السعدي إن "موضوع المعارضة لم يطرح لغاية الآن، والتوافق الشيعي على تسمية الحكومات سيسري على الحكومة المقبلة".

تكتل لعرقلة الصدر

في خطابه الأول بعد إعلان نتائج الانتخابات الأولية أشار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لبعض الشخصيات بعينها ولم تحصل على مقاعد كبيرة مثل هادي العامري (البدريين) وعمار الحكيم، لكن عضو ائتلاف دولة القانون عادل المانع وفي تصريح تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" قال إن "العامري لا يريد العودة مجددًا لمعادلة الفتح - سائرون" التي شكلت الحكومة السابقة.

وتشير مصادر أخرى إلى أن رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم لا يرغب بدعم الصدر في مسعاه لتشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النواب لاعتبارات تتعلق بتوجه الصدر الديني بوصفه "وليًا فقيهًا" على رجل دين آخر له اعتباراته الرمزية.

وتضيف المصادر أن التظاهرات التي انطلقت في محافظات عراقية والتي من الممكن أن تتصاعد أكثر كانت بتحريك من رئيس عصائب أهل الحق وكتلة صادقون قيس الخزعلي الذي "يستشعر بأنه سيكون المستهدف الأول حال تشكيل الصدر الحكومة القادمة".

يأتي ذلك يتحدث فيه المنضوون تحت "الإطار التنسيقي" عن جمعهم أكثر من 92 مقعدًا بانضمام مستقلين وبقيادة ائتلاف دولة القانون، ويشير المانع إلى أن الكتل السياسية المنضوية في الإطار فوضت المالكي لتصدر المشهد.

في الوقت ذاته، تتخوف بعض الأطرف في الإطار التنسيقي من تكليف هادي العامري للتفاوض مع الصدر خوفًا من اختراق الأخير للإطار وتفتيته عبر إقناع العامري بوعود معينة بحسب مصادر "ألترا عراق".

سيناريو "الإطار"

في أكثر من تصريح، أجمع أطراف الإطار التنسيقي وبعض الشخصيات العسكرية عن رفضها التجديد لمصطفى الكاظمي في منصبه ولايةً ثانيةً، وكذلك الحال مع رئيس الجمهورية برهم صالح الذي دخل في صراع شديد إبان تكليف رئيس مجلس وزراء بديل لعادل عبد المهدي آنذاك.

ومن معادلة الرئاسات الثلاث بقي محمد الحلبوسي الحائز على أكبر عدد من المقاعد في الأحزاب السُنية والذي "سيميل إلى الكفة التي تحفظ له ولاية ثانية" كما يقول عضو ائتلاف دولة القانون.

وبحسب المعلومات التي اطلع عليها "ألترا عراق" فأن الحوارات التي تجري داخل الإطار تذهب باتجاه تجديد الولاية للحلبوسي إذا ما كان ذلك الخيار سيمنع الصدر من الانفراد في تشكيل الحكومة، مع وجود إمكانات لإعادة منح رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني ولاية جديدة في حال التمكن من الوصول إلى الكتلة الأكثر عددًا في البرلمان.

ووفقًا للمعلومات، فأن وفدًا إيرانيًا وصل إلى إقليم كردستان مؤخرًا وحذّر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني من التحالف مع غير الكتلة التي تمثل أغلبية المكون الشيعي.

تقول مصادر إن الخيارات الأقرب في حال انضمام البارزاني للإطار التنسيقي هي تكليف فؤاد حسين أو هوشيار زيباري برئاسة الجمهورية

وتشير المصادر إلى أن الخيارات الأقرب في حال انضمام البارزاني للإطار التنسيقي هي تكليف فؤاد حسين أو هوشيار زيباري برئاسة الجمهورية والذي بدوره سيكلف رئيس الكتلة النيابية الأكثر عددًا بتشكيل الحكومة.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نيويورك تايمز: الصدر قد يسمح ببقاء القوات الأمريكية في العراق

الصدر يحذر من "الاقتتال والصدام" ويحدد شكل الحكومة المنشودة