14-أبريل-2020

هذا الأسبوع يُعدّ الأكثر خطورة (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لم تفرّغ الحروب وتدهور الأوضاع الأمنية شوارع البلاد مثل فيروس كورونا منذ شهر، وهي تكاد تكون خالية بعد فرض الحكومة حظر التجول، إلا أن استمراره يثير مخاوف كسره من قبل المواطنين، خاصة شريحة الدخل اليومي الذين تعطلت أعمالهم، وعمدت خلية الأزمة المعنية بإصدار التوجيهات لمكافحة الفيروس إلى استخدام أسلوب التجديد المتقطع للحظر، وعلى ما يبدو أنه محاولة لإعطاء الأمل للناس للمحافظة على التزامهم.

وكيل وزير الصحة لـ"ألترا عراق": الحديث عن رفع حظر التجوال سابق لأوانه، مع أخذ النظر بالضرورات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية

آخر تجديد للحظر حددته خلية الأزمة يستمر لغاية 18 نيسان/أبريل، فيما ألمح وزير الصحة جعفر علاوي خلال  لقاء تلفزيوني رصده "ألترا عراق"، إلى إمكانية فرض حظر التجوال بشكل جزئي خلال أيام شهر رمضان من خلال حصره بساعات محددة، مبينًا أنه "تم الاتفاق مع الوزراء على استثناء الكوادر المهمة لتسيير عمل وزاراتهم".

اقرأ/ي أيضًا: ماذا قال وزير الصحة عن حظر التجوال مع اقتراب رمضان؟

من جهته، قال وكيل وزير الصحة جاسم الفلاحي، إن "خلية الأزمة تعمل يوميًا على تقييم ومراجعة للموقف الوبائي ولخارطة الانتشار، وكل قرار يصدر بحذر شديد"، مبينًا خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "النجاحات التي حققت في مكافحة الوباء يجب أن لا تضيع نتيجة قرارات مستعجلة أو غير مدروسة، وهذا ما يجعل الحديث عن رفع حظر التجوال سابق لأوانه، مع أخذ النظر بالضرورات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية".

في الأثناء، قال مصدر في خلية الأزمة البرلمانية في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "الخيار المطروح هو إعادة الدوام في الوزارات بنسبة 25%، فضلًا عن تقليص ساعات الحظر"، مبينًا أن "يوم 16 نيسان/أبريل سيكون هناك اجتماع للنظر في خارطة انتشار الوباء وتقديرات الجهات المختصة".   

وحول آلية تحديد الحظر والمدة الزمنية أوضح مصدر رفيع في وزارة الصحة أن "دور وزارة الصحة ينحصر في إعداد تقارير مستمرة عن تفشي الفيروس وبؤر الإصابة، بالإضافة إلى التوصيات وتحديد الإجراءات التي تنصح بها خلية الأزمة، والتي تُعد وفقًا لدراسة الواقع والأرقام المسجلة في مؤسساته، حيث تتعامل الوزارة مع احتمالات الـ 1% على أنه خطر يهدد المجتمع"، مبينًا أن "خلية الأزمة تدرس تلك التوصيات وتقرر وفقًا لمعطيات أخرى تتعلق بالرأي العام، والضرورات المجتمعية والحكومية التي تتعطل".

أضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بوظيفته خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "وزارة الصحة لم تحدد بشكل نهائي المدة المطلوبة للقضاء على الفيروس، مستدركًا "لكنها مبدئيًا تعتقد أن الحظر يستمر إلى منتصف شهر تموز/يوليو"، مبينًا أن "إعلان هذا التاريخ بشكل رسمي ونهائي غير ممكن نظرًا للتطورات فضلًا عن المخاوف من رد فعل سلبي من المجتمع".

رجح المصدر "تخفيف إجراءات الحظر من تقليص ساعاته فضلًا عن توسيع استثناءاته، السماح للكوادر الرئيسية في الوزارات الحيوية، وفتح المناطق التي لم تسجل حالات وعزل الأخرى"، لافتًا إلى أن "تلك الإجراءات مرهونة بأرقام الإصابات وحجم السيطرة على الفيروس".

يرجح مصدر في وزارة الصحة تخفيف إجراءات الحظر وتقليص ساعاته فضلًا عن توسيع الاستثناءات الممنوحة من قبل خلية الأزمة

في الأثناء، ثمة مواقف تشير إلى أن الحظر سيستمر لفترات طويلة تمنع رفعه، حيث قدمت وزارة التربية بالإضافة إلى لجنة التربية البرلمانية مجموعة مقترحات لمعالجة امتحانات الطلبة بعد اعتماد الوزارة على التعليم الإلكتروني لاستمرار العام الدراسي.

اقرأ/ي أيضًا: مواطنون يتطلعون لرفع الحظر والحكومة ترهنه بالموقف الوبائي

وكشفت مديرية تربية الكرخ الأولى، عن مقترح لاعتماد درجات نصف السنة كدرجات لنهاية العام الدراسي والذي  يشمل المراحل الدراسية من الأول ابتدائي للخامس ابتدائي.

ونقلت صحيفة الصباح الرسمية عن مدير تربية الكرخ الأولى قوله، إن "هناك مقترحًا تضمن اعتماد درجات نصف السنة للتلاميذ من الأول إلى الخامس الابتدائي كدرجات لنهاية العام الدراسي"، مشيرا إلى أن "المقترح بانتظار مصادقة مجلس الوزراء".

أضاف أنه "سيتم الطلب من طلبة صفوف المراحل غير المنتهية (المتوسطة والإعدادية) تقديم التقارير الخاصة للمواد بانتظار التعليمات بذلك".

فيما قدم رئيس لجنة التربية البرلمانية قصي الياسري 7 مقترحات لإجراء الامتحانات، منها "وضع الوزارة جدول جديد للامتحانات النهائية يكون بعد 15 تموز/يوليو، وتكون الامتحانات للمراحل غير المنتهية بما تم إكماله من المنهج، حتى وأن كان فصلًا واحدًا، بالإضافة إلى تعليق الامتحانات الوزارية للصف السادس الابتدائي وإجراءها داخل المدارس مع غير المنتهية".

وأوضح الياسري خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "رفع الحظر مرهون بالتأكد من نهاية الفيروس، وهذا لا يمكن معرفته من قبل أي جهة، لذلك اقترحنا موعد الامتحانات بشكل أولي، ولم يُبت به لغاية الآن"، مرجحًا "تمديده خلال الأسبوع المقبل، على أمل أن توثر مستقبلًا الظروف الجوية على انتشار الفيروس".

في السياق، قال عضو منظمة الصحة العالمية في العراق عدنان نوار، في لقاء تلفزيوني، تابعه "ألترا عراق"، إن "8 آلاف مواطن خضعوا لفحص كورونا فكان بينهم 1000 مصاب"، مبينًا أن "الإصابات في العراق إذا وصلت إلى 2000 إصابة بحلول الأسبوع الثالث من نيسان/أبريل فسنكون بخير"، فيما حذر نوار من محاولات كسر حظر التجوال، والتي اعتبرها "انتحار جماعي".

من جهته، دعا الفريق الإعلامي لخلية الأزمة، وسائل الإعلام كافة إلى تكثيف حملة توعية المواطنين بضرورة الالتزام في تطبيق الحجر الصحي المنزلي، فيما وصف هذا الأسبوع بـ"الأكثر خطورة".

وقال رئيس الفريق، ومدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي، أمير علي الحسون، في بيان أطلع عليه "ألترا عراق"، إن "الفريق ومن خلال مراقبته حالات الاختراق في عموم أحياء والمناطق في بغداد والمحافظات يوصي القنوات الفضائية ‏والمؤسسات الإعلامية المحلية بالتشديد على توعية المواطنين بعدم التراخي في تطبيق الحجر الصحي".

الفريق الإعلامي لخلية الأزمة: هذا الأسبوع  يُعدّ الأكثر خطورة، مختلفًا عن جميع المراحل التي مرت بها البلاد في هذه الأزمة

وأضاف أن "أي إهمال في تنفيذ توصيات وزارة الصحة سيسبب حدوث العدوى من الملامسين المصابين"، موضحاً أن "هذا الأسبوع  يُعدّ الأكثر خطورة، مختلفا عن جميع المراحل التي مرت بها البلاد في هذه الأزمة".

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

"كورونا" يهدد موسم الحصاد.. ما مصير 9 مليون دونم؟

وزير الصحة يكشف شرطًا للتخلص من فيروس كورونا بشكل نهائي