ألترا عراق ـ فريق التحرير
دورة حياة فيروس كورونا وطرق انتقاله جعلت من فض التجمعات البشرية حجر الزاوية في مواجهته، حيث دخل معظم سكان العالم في انقطاع عن روتينهم اليومي، حظر للتجول وإغلاق للدوائر والمؤسسات التعليمية، فضلًا عن المحال غير الضرورية، فيما فرضت إجراءات مشددة على متاجر الخضار والمواد الغذائية بوصفها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، بالإضافة إلى المؤسسات الصحية والأمنية، ولم يقتصر ذلك على العراق، فجميع البلدان المصابة أو المهددة تفرض الإجراءات ذاتها.
ينتظر العراق حصاد نحو 9 مليون دونم في عموم البلاد، كان من المفترض أن تبدأ من 15 نسيان قبل إجراءات الحظر
ومع اقتراب موسم حصاد محصولي الحنطة والشعير تبرز مشكلة جديدة في التعامل مع متطلباته، والتي تبدأ من معاناة أصحاب آلات الحصاد، وإلى تسويقه إلى السايلو "مركز التسويق" التابع لوزارة التجارة، والذي يشهد أماكن تجمع الفلاحين وأصحاب الشاحنات بأعداد كبيرة.
اقرأ/ي أيضًا: ماذا قال وزير الصحة عن حظر التجوال مع اقتراب رمضان؟
وينتظر العراق حصاد نحو 9 مليون دونم في عموم البلاد، تبدأ من 15 نسيان/أبريل في محافظة البصرة أقصى الجنوب، فيما تبدأ في المحافظات الأخرى بالتتابع الزمني باتجاه الشمال حتى منتصف تموز/يوليو في الموصل.
يحاول علي ناصر منذ عشرة أيام تأمين مواد احتياطية لحاصدته، حيث يتواصل مع أصحاب محال وآليات تجارية لكن دون جدوى، إذ أن حظر التجول أجبر أصحاب المحال على الإقفال.
قال ناصر خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، إن "الحاصدة من الآلات ذات الاستخدام الواحد سنويًا نحو شهر ونصف بأقصى تقدير، ما يجعلها متوقفة عن العمل الأشهر الأخرى من السنة، وهذا يصعب من تحديد أعطالها من خلال المعانية، تحتاج إلى أن تعمل ونعرف النقص ونغيره"، مبينًا أن "بعض النواقص لا توجد إلا في بغداد وفي الوضع الطبيعي يتم التواصل مع أصحاب المحال ويرسلونها بواسطة شركات التوصيل".
أضاف ناصر أن "حظر التجول جعلنا في حيرة من أمرنا، من حيث المحال المقفلة، والتي هي الأخرى لم تحضر المواد المتعارف عليها في بداية كل موسم، فضلًا عن عدم قدرتنا نقل الحاصدات إلى الحقول الزراعية"، لافتًا إلى أن "التنقل لا يقتصر داخل المحافظة هناك أصحاب حاصدات يذهبون إلى محافظات أخرى، حيث يعتمد علينا أنا ومجموعة أصدقاء أصحاب مساحة واسعة تقدر بأكثر من 300 ألف دونم".
في السياق، يتخوف المزارع خالد حسان من تأثير الطقس في حالة تأخر الحصاد بعد إجراءات الحكومة لمواجهة فيروس كورونا، والذي يقول إن "السنوات السابقة شهدت قُبيل موسم الحصاد موجة أمطار وعواصف ترابية وبعض المناطق هطل فيها البرد (حالوب)، ما أثر بشكل كبير على الإنتاجية وأدى إلى خسائر كبيرة"، لافتًا إلى أنه "خلال المواسم الماضية نحجز الحاصدة قبل أشهر ونتسابق في الحصاد لضمان تسويقه قبل الزحام في السايلو والذي يستغرق أيام، وهذا ما يضاعف تكاليف الأجرة التي تتطلب على كل ليلة مبيت 50 ألف دينار إضافية".
مزارعون يتخوفون من تأثير الطقس في حالة تأخر الحصاد بعد إجراءات الحظر لمواجهة فيروس كورونا
أضاف حسان خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "المشكلة الوحيدة التي تتعارض مع توصيات الوقاية هي التجمعات عند السايلو، أما مراحل الحصاد الأخرى لا يوجد أي تجمع فيها، ويبدو أن الجهات المعنية لا تفكر بالأزمات قبل وقوعها، وتنتظر خسارة الوقت لتفكر بحلول ترقيعية"، مقترحًا أن "تتم المباشرة بالحصاد ووضع جدول للتسويق من قبل وزارة التجارة وبالتنسيق مع الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية وفروعه لتقسيم الفلاحين على وجبات، حينها يعرف كل فلاح وقته ووفقه يبدأ عملية الحصاد، أو على الأقل يخزن محصوله".
اقرأ/ي أيضًا: وزير الصحة يكشف شرطًا للتخلص من فيروس كورونا بشكل نهائي
من جهته، يتفق رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية حيدر العبادي مع المزارع خالد حسان حول التجمعات عند السايلوات، ويقول "نعمل على معالجة تلك التجمعات بواسطة فروع الجمعيات الفلاحية في الأقضية والنواحي من خلال وضع جدول للفلاحين للذهاب للسايلو باليوم والساعة بشكل منفرد من دون أن يحدث زحام هناك، وهذه تجربة منذ الموسم الماضي في قضاء المدائن جنوبي العاصمة بغداد"، مبينًا أنه "خاطب خلية الأزمة لاستثناء الحاصدات من إجراءات حظر التجول وحصلت موافقة شفهية"، مستدركًا "لكن قيادة العمليات في المحافظات لم تستلم توجيه بذلك، حيث تحتجز الحاصدات في السيطرات لغاية الآن، فيما وضعت بعض المحافظات ممثلًا عن الجمعيات الفلاحية في خلية الأزمة، لكن اجتهادات بعض المحافظين استبعدتها".
رجح العبادي خلال حديث لـ"ألترا عراق"، "تأجيل الحصاد إلى ما بعد الحظر والذي يعتقد أنه يمتد لنهاية نيسان/أبريل" مبينًا أنه "يجري التنسيق مع وزارة التجارة المسؤولة عن استلام المحصول والتي من المؤمل أن تفتح أبواب السايلوات 1 أيار/مايو، لكن هذا الموعد غير نهائي تبعًا للظروف العامة المتعلقة بفيروس كورونا"، مقدرًا إنتاجية هذا الموسم بـ"نحو 6 مليون طن، ما يجعل العراق يتجاوز عتبة الاكتفاء الذاتي البالغة 5 طن، موزعة على نحو 9 ملايين دونم".
تابع العبادي أن "الفترة الزمنية بين بدء حصاد المحصول وتسويقه إلى وزارة التجارة نحو 15 يومًا، وتقريبًا يحتاج المزارع هذه الفترة لجمع المحصول وتنقيته من الشوائب ومن ثم تسويقه لذلك لن نشهد خزن داخل الحقول والذي يشكل عبئًا على الفلاح".
اقرأ/ي أيضًا:
تحذير من "كارثة".. طبيب يتوقع حصيلة مرعبة لضحايا "كورونا" في العراق
تحذير صارم من الأمم المتحدة إلى العراقيين بشأن "كورونا": لا تهلعوا