27-مارس-2019

اجتمع العراقيون على رفض قرار ترامب تجاه الجولان (Getty)

أعربت أوساط سياسية وشعبية عن رفضها واستنكارها لاعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بـ"سيادة إسرائيل" على هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967. وفي حين ندد نشطاء ومدونون بالقرار وبسياسة واشنطن في العراق والشرق الأوسط، محذرين من خطر التوسع الصهيوني، تعتزم فصائل في الحشد الشعبي إصدار "بيان موحد" قد يحمل تلويحًا برد عسكري.

أثار توقيع ترامب اعترافًا بـ "سيادة إسرائيل" على مرتفعات الجولان السورية المحتلة غضبًا على كافة الأصعدة في العراق

وفور إعلان ترامب، أعلن العراق رسميًا، الإثنين 25 اذار/ مارس، عن رفضه لضم الجولان المحتلة إلى إسرائيل تحت أي مبرر، عادًا الهضبة أرضًا محتلة بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي.

صباح الثلاثاء، وجه زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي في بيان اطلعت عليه "الترا عراق"، نداءً عاجلًا إلى الزعماء العرب المشاركين في الدورة 30 للقمة العربية في تونس لتدارس مواقف الرئيس الأمريكي من القدس وهضبة الجولان، مطالبًا بتكليف وفد رفيع المستوى للقاء رؤساء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لتوضيح خطورة وأبعاد هذا القرار وتأثيراته المستقبلية على المنطقة والعالم أجمع.

اقرأ/ي أيضًا: بغداد ترد على دعوة ترامب بشأن الجولان المُحتلّ وتوجه رسالة دولية ضد إسرائيل

في الأثناء، نبّه نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي الى وجود "علاقة" بين اعتراف ترامب بالجولان وزيادة عديد القوات الأمريكية في العراق. وقال في بيان،: "علينا أن لا نفصل بين هذا الإجراء (قرار ترامب) وزيادة عديد القوات الأمريكية في العراق.. لا يُعتبر تطورًا سلبيًا بحقّ القضية الفلسطينية فحسب، بل يأتي في سياق خطوات مُسبقة لتغييرات يجب أن تحدث في المنطقة وخاصةً في العراق وسوريا".

بيان مرتقب للحشد الشعبي

بدوره كشف مصدر مطلع، عن نية فصائل الحشد الشعبي إصدار بيان موحد يستنكر ويشجب الاعتراف الأمريكي بإسرائيلية الجولان، مشيرًا في حديث لـ"الترا عراق"، إلى أن "البيان سيصدر بعد اجتماع لقيادات الحشد الشعبي"، فيما رجح أن "يحمل البيان لهجة تصعيدية، لا تخلوا من تلميحات إلى رد عسكري".

كان الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي قد قال، الإثنين، في تغريدة على تويتر، إن "نقل السفارة الأمريكية الى القدس ومن ثم الاعتراف بسلطة الكيان الإسرائيلي الغاصب على الجولان هي خطوات عملية باتجاه المشروع الحقيقي للصهاينة باحتلال كل المناطق من الفرات إلى النيل"، مستدركا بالقول "لكن هذا الحلم سيتحطم بصخرة صلبة اسمها رفض الشعوب وقوة المقاومة".

كشف مصدر عن نية فصائل في الحشد الشعبي إصدار بيان يحمل لهجة تصعيدية لا تخلو من تلويح عسكري ردًا على قرار ترامب تجاه الجولان المحتل

بموازاة ذلك، توعد معاون الأمين العام لحركة النجباء (إحدى فصائل الحشد الشعبي)، نصر الشمري، الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، بمواقف وردود أفعال قريبة،  وقال في بيان إن "المقاومة لم ولن تعترف يوما بهذا الكيان الصهيوني الغاصب للقدس الشريفة.. وأن صدر ألف قرار من أمريكا"، ملمحا إلى أن "ردود الفعل قد بدأت على الارض وسوف تتصاعد قريبًا".

بدوره قال الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، في تغريدة على تويتر تابعتها "الترا عراق"، إن "الجولان كالموصل و بغداد و دمشق و بيروت و صنعاء، وكالقاهرة و الرياض والمنامة وباقي الأراضي العربية الصميمة، سنقطع اليد التي تمتد اليها، والفكر الذي يخطط لإقتطاعها من جسد الأمة".

استنكار ورفض نيابي

برلمانيًا، دانت لجنة العلاقات الخارجية توقيع ترامب، مؤكدة أن الجولان ليست ضيعة أمريكية لتهدى إلى الكيان. واعتبر رئيس اللجنة عامر الفايز في تصريح صحافي تابعه "الترا عراق" منح الجولان لإسرائيل استخفاف بالدول العربية والإسلامية، فيما دعا إلى وقفة جادة تجاه تلك التصريحات على المستوى العربي والإسلامي والدولي.

كما أعرب رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية قتيبة الجبوري، عن "خيبة أمله"، من مواقف بعض الحكومات العربية تجاه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة واعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة إسرائيل على الجولان. وقال في بيان اطلع عليه "الترا عراق"، إن "بعض الحكومات العربية لم تكن مواقفها بمستوى خطورة الأحداث المؤلمة التي تمرّ بها المنطقة".

شهد البرلمان مواقف رفض متواترة من قبل أعضائه ولجانه للقرار الأمريكي مع دعوات إلى الوقوف بوجه التمدد الإسرائيلي

من جانبه دعا عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، علي الغانمي، جميع الشعوب العربية والإسلامية، إلى "الوقوف بوجه التمدد الإسرائيلي في المنطقة"، محذرا من "سعي تل أبيب الى شن المزيد من الحروب والدمار في المنطقة". وقال في تصريح صحافي، إن "فترة حكم ترامب تعتبر العصر الذهبي بالنسبة لإسرائيل، فهي تحصل على كل ما تريد من خلال دعم أمريكا لها"، مؤكدا أن "الشعب العراقي والبرلمان والحكومة، سيكون لهم موقف رافض لهذا الاعتراف".

أما النائبة عالية نصيف فرأت، أن الدول العربية أمام "امتحان في عروبتها" تجاه أقدس قضية مصيرية في قمة تونس، مشيرة إلى أن ترامب كشف عن "الوجه الحقيقي القبيح لأمريكا وديمقراطيتها المزعومة". وقالت في بيان لها، إن "أمريكا التي نصبت نفسها راعيًا للديمقراطية في المنطقة ضربت المواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن عرض الحائط".

بالمقابل، ذكر النائب عبد الأمير الدبي، أن "الرأي العام الدولي والعالمي الآن في أوروبا وكافة الشرفاء في العالم، ونحن في العراق نرفض هذه القرارات وهذه السياسية العدوانية"، مؤكدًا في تصريح صحافي، أن "الشعوب العربية المناضلة قادرة على الوقوف أمام تلك الأطماع التوسعية".

 فيسبوك "يضج" بالاستنكار

إلى جانب ردود الأفعال السياسية والنيابية، لاقى القرار الأمريكي بضم الجولان، موجة شجب واستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، حيث كتب نشطاء ومدونون منشورات تناهض مسايرة الإدارة الأمريكية لسياسية إسرائيل، محذرين من أن التوسع الصهيوني لن يقف عند حدود الجولان أو بغداد والكوفة حتى.

المصمم أحمد فلاح

وقال الصحافي أحمد السهيل في منشور عبر صفحته في فيسبوك، إن "الجولان ليست النهاية يا حمقى! ولن تقف الحملة عندها، بل إنها لن تنتهي حتى عند حدود بغداد والكوفة والبصرة والأحواز!".

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي رفضًا وغضبًا لقرار ترامب وتحذيرات من خطر التوسع الصهيوني 

وعلق الخبير الأمني هاشم الهاشمي، في منشور كتبه بعد إعلان ترامب، قال فيه "‏تصوروا لو أن هذه المليونية الباكية اللاطمة على الجولان كانت صادقة في غضبها لما تجرأ ترامب أن يهب ما لا يملك؟".

كما كتب الصحافي زيد الحلي في صفحته، : "قلبي مع أبناء الجولان .. هضبة الجولان المحتلة، في العام 1967 من قبل إسرائيل، هي أرض سورية، عربية منذ القدم ..لكن أمريكا أقدمت اليوم على ضمها إلى الكيان الصهيوني في خطوة عدوانية على الحق العربي ..".

فيما كتبت حنين خليلي على جدار صفحتها: "الجولان ستظل سوريّة حتى وإن ادعّى تنظيم إسرائيل الإرهابي سيطرته عليها".

هذا ويتوقع أن يدفع قرار ترامب بشان الجولان نحو تحركات تصعيدية على مستوى المنطقة، خاصة في ظل تفاقم التناقض الروسي الإيراني في عديد من الملفات. إذ تنحو طهران لتوظيف المسألة ضمن صراعها مع واشنطن، بينما تستمر موسكو في محاولة تحييد الدور الإيراني بالقرب من حدود فلسطين المحتلة أسوة بتفاهماتها مع تل أبيب، خاصة في الملف السوري. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الدعوة إلى الوهم.. هل هناك جدوى من "التطبيع"؟

هضبة الجولان تدفع ثمن 20 سنة من المفاوضات السرية بين "الأسدين" وتل أبيب