تنطلق يوم الجمعة المقبل 23 تموز/يوليو الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة واشنطن، حيث سيلتقي رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بالرئيس الأمريكي جو بايدن، إضافة إلى الوفد التفاوضي الذي استبق زيارة الكاظمي إلى واشنطن يترأسه وزير الخارجية فؤاد حسين.
في تصريح ربما سيثير جدلًا في الأوساط السياسية، رجح حسين أن يعود العراق والولايات المتحدة إلى اتفاق العام 2008 بعد انتهاء جولات الحوار
وكانت جولات الحوار الاستراتيجي انطلقت بين الدولتين في حزيران/يونيو 2020 فيما كانت ثاني جولات الحوار بعد شهرين، في آب/أغسطس من ذات السنة.
اقرأ/ي أيضًا: الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي.. قراءة أوّلية
تتحدث الحكومة العراقية عن تسبب جولات الحوار الاستراتيجي في خفض عديد القوات الأمريكية على خلفية ضغوط من قوى سياسية ومسلحة تقول إنها تريد إخراج الأمريكيين من العراق وقد برزت أصواتها بالذات بعد عملية المطار التي اغتيل فيها قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
عُقدت جولة الحوار الثالثة في شهر نيسان/أبريل 2021، واستبقته "الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة" ببيان هددت فيه بتوجيه "ضربات كبيرة ودقيقة في حال لم يتضمن (الحوار الاستراتيجي) إعلانًا واضحًا وصريحًا عن موعد الانسحاب النهائي لقوات الاحتلال بصورة كاملة".
لم يتضمن بيان الجولة الثالثة إعلانًا بالصيغة التي أرادتها "فصائل المقاومة" حيث تحدث عن "تحول دور القوات الأميركية وقوات التحالف إلى المهمات التدريبية والاستشارية على نحو يسمح بإعادة نشر المتبقي من القوات القتالية خارج العراق".
آنذاك، جددت الحكومة العراقية التزامها بحماية أفراد وقوافل التحالف الدولي والبعثات الدبلوماسية التابعة لدوله، الأمر الذي لم يحدث في الأيام التي تلت حيث تصاعدت الهجمات التي تستهدف تلك القوات.
"ملفات مهمة"
من المفترض أن يناقش الوفد العراقي المفاوض جدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق الذي يعد أهم محاور الزيارة كما تشير الوقائع والتصريحات ويؤكد ذلك عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية كاطع الركابي الذي قال إن زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة "جاءت بدعوة من بايدن ولها دلالات كثيرة لناحية الاهتمام بموضوع انسحاب القوات الأمريكية".
بدورها، قالت لجنة العلاقات الخارجية النيابية على لسان العضو عامر الفايز إن الكاظمي سيناقش "الوضع السياسي والأمني في المنطقة من خلال سعي العراق في تقريب وجهات النظر بين قوى إقليمية مهمة في المنطقة والعالم"، وذلك إضافة إلى ملف سحب القوات الأمريكية من العراق وزيادة التعاون الأمني والعسكري وفق الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين".
جولة أخيرة وعودة إلى 2008
وصل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قبل أيام إلى واشنطن على رأس الوفد المفاوض تمهيدًا للحوار الذي سيقوده رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي عن العراق وبايدن عن الولايات المتحدة. وهذه هي الجولة الثانية التي تخوضها الحكومة العراقية مع إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
قبل يومين من انطلاق الحوار أعلن وزير الخارجية فؤاد حسين أن جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين العراق والولايات المتحدة "ستكون الأخيرة" وأنها ستشهد "الاتفاق على جدولة الانسحاب الأمريكي".
وفي تصريح ربما سيثير جدلًا في الأوساط السياسية، رجح حسين أن يعود العراق والولايات المتحدة إلى اتفاق العام 2008 بعد انتهاء جولات الحوار، في إشارة إلى الاتفاقية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وحكومة نوري المالكي التي نصت على انسحاب القوات الأميركية نهاية العام 2011.
جدول انسحاب "واضح"
في سياق ذلك، قالت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية حاول "ألترا عراق" التواصل معها إن جولة الحوار الرابعة محاطة بسرية تامة حيث حتى بالنسبة للدائرة المحيطة برئيس الحكومة مصطفى الكاظمي والتي لا تعلم الكثير عن المخرجات المُنتظرة من الحوار الاستراتيجي في نهايته.
يقول وزير الخارجية فؤاد حسين في تصريحات أوردتها الشبكة الحكومية الرسمية: "ليس هناك قواعد أمريكية في العراق والأمريكيون يتواجدون في معسكرات عراقية وليست أمريكية"، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى أن "تنظيم داعش ما زال يشكل تهديدًا ونحتاج إلى دعم استخباري أمريكي".
يضيف حسين أن "الإدارة الأمريكية الحالية (إدارة جو بايدن) تفهم الأوضاع في العراق بشكل يخالف الإدارة السابقة"، دون مزيد من التوضيح عن الفروق بين الإدارة الحالية وإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
أخبر المصدر "ألترا عراق" أن "جدول الانسحاب قد يكون في ربيع العام المقبل 2022"، وهو ما طالبت وتطالب به الأطراف المناوئة للوجود الأمريكي في العراق
ويرجح تصريح وزير الخارجية ما قاله مصدر مقرّب من الوفد التفاوضي، عن وجود حديث مفاده أن جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة ستسفر عن تحديد جدول زمني واضح هذه المرة لخروج القوات الأمريكية القتالية"، وأخبر المصدر "ألترا عراق" أن "جدول الانسحاب قد يكون في ربيع العام المقبل 2022"، وهو ما طالبت وتطالب به الأطراف المناوئة للوجود الأمريكي في العراق.
اقرأ/ي أيضًا:
تضمن 6 فقرات.. الخارجية الأمريكية تنشر جدول أعمال "الحوار الاستراتيجي"
أهداف متشابكة.. هل يُصلح "الحوار الاستراتيجي" ما أفسدته الصواريخ؟