الترا عراق - فريق التحرير
حلّقت أسعار النفط إلى حدود مستوى غير مسبوق منذ سنوات على خلفية فشل اجتماع دول "أوبك +" لاتخاذ قرار حول مستوى إنتاج النفط.
حذر مستشار الكاظمي من "حرب أسعار" وانهيارات في سوق النفط
وتجاوزت الأسعار حاجز 77 دولارًا لأول مرة منذ عام 2015، عقب تسريبات عن إلغاء الاجتماع المقرر لـ "منح مزيد من الوقت للمناقشات حول موقف الإمارات"، كشفت عنها "رويترز".
وألغي اجتماع "أوبك +"، بانتظار تحديد موعد جديد للاجتماع، ما يعني بقاء حجم الإنتاج عند مستوياته.
موقف رسمي عراقي..
وأعلن وزير النفط إحسان عبد الجبار، في وقت سابق، أنّ "العراق يؤيد اقتراح زيادة إنتاج أوبك بين آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر، ويدعم تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2022".
وكان من المفترض أن توافق مجموعة "أوبك +"، الأسبوع الماضي، على زيادة الإنتاج الجماعي من النفط الخام بمقدار 400 ألف طن في اليوم كل شهر في الفترة التي أشار إليها وزير النفط، وتمديد اتفاق إدارة الإمدادات حتى نهاية عام 2022.
وأعاقت الإمارات الاتفاق بإصرارها على رفع مستوى الإنتاج الأساسي الذي تحدد حصته، وهو ما رفضته دول أخرى على رأسها السعودية بوصفه "غير عادل".
وقال وزير النفط، إنّ "العراق يؤيد الرأي بتمديد اتفاق خفض الإنتاج بين أوبك ومنظمة أوبك حتى كانون الأول/ديسمبر 2022 والبدء في إضافة زيادات اعتبارًا من آب/أغسطس 2021، حسب طلب واحتياجات سوق النفط".
ماذا يعني فشل الاجتماع؟
وتصر كل من الإمارات والسعودية على مواقفهما من خطة رفع الإنتاج، وهو ما سيعرقل إصدار قرار جديد حول حجم الإنتاج والبقاء عند السقف الراهن، مقابل سوق متعطشة للنفط، إذ يفترض الإجماع على الاتفاق الجديد ليدخل حيز التنفيذ.
ويتوقع خبراء، قفزة لأسعار النفط في حال استمرار الخلافات وعدم التوصل إلى اتفاق جديد، نتيجة استمرار حصص الإنتاج ثابتة عند مستويات منخفضة أقرت في تموز/يوليو، ما سيزيد الضغط على السوق في ظل تعافي الاقتصادات العالمية وارتفاع مستويات استهلاك النفط.
حرب أسعار!
وحذر مظهر محمد صالح، مستشار رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، من "اختلالات سعرية في سوق النفط" نتيجة الاضطرابات داخل "أوبك +".
وقال صالح في تصريح للوكالة الرسمية، إنّ "رفع الإنتاج داخل الدول الأعضاء في أوبك يجب أن يتم بحذر وبتنسيق عالٍ بين الدول الأعضاء نفسها، لنتجنب أية تخمة محتملة في سوق عرض النفط".
وبيّن، صالح أنّ "أي حالة عدم تنسيق ستوفر فرصة للمضاربين مجددًا بتغيير مراكز توقعاتهم في سوق المستقبليات النفطية، من مراكز طويلة مستقرة حاليًا إلى مراكز قصيرة مخيفة سعرية وقلقة، لتدخل البلدان المصدرة للنفط مجددًا بإخفاقات أسعار النفط والتعجيل بدورة الأصول النفطية وهبوط الأسعار جراء التسارع في زيادة الإنتاج دون دراية وتنسيق يوفر الاستقرار في الإمدادات وبأسعار مستقرة إلى مدى زمني أطول".
ورأى المستشار المالي، أنّ هذا يعني "بداية حرب أسعار من أجل اقتناص الفرص على حساب العائد، لتدخل البلدان المصدرة للنفط مجددًا في دورة منعطفات تهدد مستقبل الماليات العامة فيها، وبرامج الاستثمار النفطي".
وشدد صالح، على ضرورة أنّ يجري الأمر "بشكل يتناسب وعودة النمو التدريجي في الاقتصاد العالمي، وهي مرحلة الانفتاح الاقتصادي بين الأمم لما بعد جائحة كورونا".
اقرأ/ي أيضًا:
وكالة الطاقة الدولية: الطلب على النفط سيعود.. العراق يحتاج فتح الصنابير
خبير يوضح حول النمو الاقتصادي في العراق: "الأرقام تكذب أحيانًا"