19-يناير-2020

تجاهل المتظاهرون دعوات الصدر إلى "مليونية" وبدأوا خطوات تصعيدية (الترا عراق)

الترا عراق - فريق التحرير   

بعد أشهر من تصدير نفسه مدافعًا عن المتظاهرين وداعم لهم، تغيرت نبرة زعيم التيار الصدري تجاه الاحتجاجات بالتزامن مع التصعيد المتواصل قبل أيام من موعد "مليونيته" المدعومة من الميليشيات.

قال الصدر إنه "يحترم" قرار المتظاهرين بتصعيد الاحتجاجات محذرًا من حرب "أهلية طاحنة" 

فبعد ساعات من التظاهرات الغاضبة في بغداد والمحافظات والتي واجهتها السلطات بالعنف والاعتقالات، اكتفى الصدر بإطلاق "أمنية"، محذرًا من "حرب أهلية طاحنة".

اقرأ/ي أيضًا: الرصاص الحي يعود للمشهد قبل انتهاء "مهلة الناصرية".. 8 إصابات في بغداد

وقال الصدر في تدوينة له عبر تويتر، "احترم قرار التصعيد وأتمنى أن يلتزموا (المتظاهرون) بالسلمية وعدم الإضرار بأمن الشعب وتعريض البلاد لحرب أهلية طاحنة"، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه "يحترم قرار الحكومة -إن وجدت- في التصدي للمخربين وأعمال الشغب".

أضاف الصدر، "لكن يجب التمييز بين السلميين والمخربين كما يجب عدم زج الحشد الشعبي في التصدي لهم فهذا يسيء لسمعتهم"، كما شدد على ضرورة "الإسراع في اختيار مرشح غير جدلي وتقديمه إلى رئيس الجمهورية ليتم تكلفه بتشكيل حكومة".

وطالب الصدر، السياسيين بـ "الكف عن المماطلة والصراع من أجل المغانم"، محذرًا من أن "الشعب والبلاد في خطر"، فيما ختم تدوينته بالقول "أمنيتنا الإصلاح والسيادة".

يأتي ذلك قبل أيام قليلة من يوم الجمعة 24 كانون الثاني/يناير، موعد التظاهرة المرتقبة التي دعا لها زعيم التيار الصدري ضد الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، والتي حظيت بدعم قادة الميليشيات وفصائل الحشد الشعبي.

ويحاول الصدر إبقاء قدم في ساحات الاحتجاجات كما يبدو بعد سحب الأخرى نحو معسكر الفصائل المسلحة التي تدعم السلطة في وجه المتظاهرين منذ تشرين الأول/أكتوبر، وفق تقارير دولية، وهو ما يرفضه المتظاهرون الذي قرروا التصعيد دون انتظار موعد التظاهرة الصدرية التي حدد الصدر مواقع الاعتصامات ساحة لها على الرغم من التحذيرات والمناشدات التي أطلقها ناشطون.

موقف الصدر "المجامل" للسلطة، على حد تعبير متظاهرين، جاء على الرغم من حملات القمع التي طالت المتظاهرين على يد أجهزة الأمن خلال الساعات الماضية، والتي دعت أسعد الناصري المقرب من زعيم التيار الصدري إلى وصف الأجهزة الأمنية بـ"الميليشيات"، مطالبًا من وصفهم بـ"الصالحين من الأجهزة الأمنية بالاصطفاف مع الاحتجاجات بشكل جماعي لتسقيط الأحزاب الفاسدة".

يقول متظاهرون إن خطوات التصعيد مستمرة على الرغم من حملات العنف التي تمارسها السلطة بـ"مباركة" الكتل والتيارات السياسية

ويقول مهند مرتضى، وهو متظاهر من مدينة الصدر تعرض إلى إصابة في ساحة الطيران في بغداد، صباح الأحد، يقول لـ "الترا عراق"، إن "المتظاهرين ملتزمون بخطوات التصعيد التي توعدوا بها، ردًا على تسويف مطالبهم، على الرغم من حملات العنف المستمرة"، مؤكدًا أن "خطابات القادة السياسيين وزعماء التيارات الدينية والفصائل المسلحة، بما فيهم الصدر، والتي تجامل السلطة وتدعمها في الباطن لا تعني المحتجين ولن تزيدهم إلا إصرارًا على مطالبهم".

وعلى الرغم من مشاركة التيار الصدري بشكل فاعل في الاحتجاجات المستمرة منذ نحو 4 أشهر، إلا أن مسار حراك الاحتجاجات ظل بعيدًا عن يد الصدر، الذي يُتهم باستغلال التظاهرات السابقة لتعزيز نفوذه وضمان مكاسب سياسية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الصدر يحدّد الضوابط والسيستاني يلمّح.. هل تنصاع الفصائل المسلحة؟