20-أغسطس-2016

نساء وأطفال مهجرين من أحد أماكن المعارك مع داعش (Getty)

أعلن الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية، أن عدد الأرامل في العراق قد وصل إلى مليون ونصف المليون تقريبًا، وهذا الرقم لا يشمل محافظتين كبيرتين، هما نينوى ومركزها مدينة الموصل، والأنبار، باعتبارهما منقطتي نزاع لا يُمكن إجراء مسح ميداني فيها.

العراق الآن بيئة غير صالحة للعيش، فأعداد الأرامل والأيتام أصبحت تزداد بشكل كبير، نتيجة الحروب والاقتتال الذي شهده ويشهده العراق

مقابل هذا الرقم الكبير، والذي قد لا يكون دقيقًا نظرًا لحجم الدمار الإنساني الذي لحق بالعراق، يوجد نمو سكاني بنسبة 25% خلال السنوات الـ13 الماضية، وهذا يعني أن عدد العراقيين أصبح 36 مليونًا، أي أن الزيادة كانت بنسبة 3% في كل عام.

اقرأ/ي أيضًا: عمران..الطفل الذي أصبح رمزًا لمعاناة حلب

العراق ورغم الحرب التي شهدها العام 2003 عندما دخلت القوات الأمريكية للبلاد، والحرب الأهلية العام 2006 وعمليات القتل والخطف والتفجيرات، إلا أن النمو السكاني بقي مستمرًا، وهذا أمر يضع الحكومات العراقية أمام مأزق كبير، خاصة وأن البلاد بدأت تظهر عليها ملامح الأزمات الاقتصادية.

مؤخرًا ذكر الكاتب الأمريكي ميشيل روبن في مقال له نشر في مجلة النيوز ويك الأمريكية، أن نسبة 40% من السكان الحاليين في العراق، ولدوا بعد العام 2003، وهذا مؤشر على ارتفاع معدل النمو السكاني في العراق خلال السنوات المقبلة، وهذا ما قد يزيد نسبة التمثيل البرلماني في مجلس النواب العراقي.

الحكومة العراقية لا تمتلك خططًا استراتيجية لتمكين النساء الأرامل، خاصة اللاتي لم يكملن دراستهن ولم يعرفن أية مهنة، كما أنها لم تضع ولو خطة على المدى القريب يُمكن لها أن تأخذ الأيتام في رعايتها بدلًا من أن يبقوا في شوارع العاصمة بغداد والمدن الأخرى يتسولون ويبيعون الماء والحلويات.

اقرأ/ي أيضًا: بلومبرج تلوم السيسي على تراجع الاقتصاد المصري

ارتفاع معدل النمو السكاني في العراق، سيزيد وبكل تأكيد أعداد الأرامل والأيتام، ما دامت البلاد خاضعة لصراعات وتعتبر منطقة نزاع مسلح، فسنكون على الدوام أمام موجات جديدة من الأرامل والأيتام، وأرقام وإحصاءات ربما تكون أكبر من التي أعلن عنها حتى الآن.

وإذا افترضنا أن محافظتي نينوى والأنبار، كانتا ضمن الإحصائية التي أعلنت عنها وزارة التخطيط العراقية، فهذا سيضيف للرقم أرقامًا أخرى ربما تكون مهولة ومخيفة. المحافظتان فيهما أربعة ملايين ونصف المليون نسمة، وكانتا من أخطر المدن العراقية بعد العام 2003، حيث تغلغل الإرهاب فيهما منذ 13 عامًا، وقتل المئات وربما الآلاف منهم.

يعتبر العراق الآن بيئة غير صالحة للعيش، فأعداد الأرامل والأيتام أصبحت تزداد بشكل كبير، نتيجة الحروب والاقتتال الذي شهده ويشهده العراق، وهذا يشكل كارثة مجتمعية قد يصعب التخلص منها مستقبلًا، خاصة إذا ما علمنا أن العراق لا يمتلك دور رعاية اجتماعية ذات معايير إنسانية حقيقية.

ستشكل أرقام الأرامل والأيتام معضلة كبيرة أمام الحكومة العراقية الحالية والحكومات القادمة، فهذه الأرقام لو أعلنت في بلدان أخرى، ربما تُخصص لها ميزانيات كبيرة من أجل إيجاد الخطط الاستراتيجية لرعاية من يحتاج الرعاية.

الحرب التي يشهدها العراق مع "داعش"، والزواج المبكر، ووجود أكثر من مليون ونصف المليون عراقي يعمل في السلك الأمني، بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية التي تضرب البلاد، كلها أسباب وضعت العراق في مرتبة متقدمة في أعداد الأرامل والأيتام.

هناك أكثر من قصة حدثت في العامين الأخيرين، عن زوج ترك زوجته بعد أيام أو ساعات من الزواج وراح يقاتل ضد الإرهاب، لكنه لم يعد فكان "شهيدًا"، وقصص أخرى لضباط عراقيين تركوا زوجاتهم وهن في أيام حملهن الأخيرة، وولدن، وعادوا لهن بصناديق خشب.

اقرأ/ي أيضًا:

النازحون في العراق..مخيمات الموت المهملة

2016..النظرية التي تفسر عامًا سيئًا للغاية