24-مارس-2022

في هذه اللحظات لا مجال للأخطاء (فيسبوك)

إنّ "التحالف لن يلجأ إلى كسر نصاب جلسة السبت إلتزامًا بالتوقيتات الدستورية، وسيصوت لمرشحه إلى رئاسة الجمهورية ريبوار عبد الرحمن". علاء الركابي.

"تغليبًا للمصلحة الوطنية، وإنهاءً لحالة الانسداد السياسي الخطير الذي تمر به العملية السياسية في العراق قررنا المشاركة في جلسة مجلس النواب القادمة، للتصويت على مرشح رئاسة الجمهورية.." كتلة العراق المستقل.

"سنحضر الجلسة القادمة لأن عمل عضو مجلس النواب الحقيقي يكون داخل قبة البرلمان وليس تلبية لنداء أو تغريدة". النائب المستقل سجاد سالم.

إن التنظيمات الجديدة التي لا تمتلك حاضنة شعبية واسعة ليس من مصلحتها البقاء بلا شركاء. على الأقل أن تتحرك ضمن مبدأ المنفعة وتبادل المصالح. لأنه، وهذه بديهية، في المستقبل سيعانون من عزلة كبيرة وسيتم التعامل معهم بالمثل، خصوصًا إن استطاعوا في المستقبل تحقيق أكبر عدد ممكن من الأصوات. سيحتاجون إلى شركاء في البرلمان، وسيبحثون عمّن يكمل لهم نصاب الجلسة! فسواء تغيّرت وجوه المعسكر القديم أم لا، فلن يغيّر من هذه المعادلة شيئًا، أعني بها التخادم المتبادل بين الكتل البرلمانية. وبالطبع لا نتكلم هنا عن طبيعة سياسية غامضة أو اجتهاد جديد، بل نتكلم حسب المعمول به في الديمقراطيات جميعًا. خصوصًا إن لم يكن ثمّة بديل آخر يُعَوَّل عليه، كما نرى الآن كيف تحوّل النوّاب المستقلون إلى نقطة توازن مهمة بين طرفين لا يحظون بتفاهمات كافية لتشكيل ائتلاف حاكم، وهما التحالف الثلاثي والإطار التنسيقي.

يمكن أن يبرز ملف ضحايا تشرين في المقدمة كشرط ضروري مقابل الحضور لجلسة السبت

ليس المطلوب منهم أن ينجرفوا في الحضيض ويتحولون إلى موظفين صغار تتلاعب بهم القوى المهيمنة، ويمزقهم المال السياسي، بل عليهم أن يحسبوا خطواتهم طبق لسياسة المصالح: الأخذ والعطاء، لكنّهم وبذات الوقت يمارسون مسؤوليتهم التاريخية عبر قطع الطريق على الثلث المُعَطِل. ليس لأنهم يأتمرون بأوامر السيد مقتدى الصدر، ولا لأنّهم يتماشون مع سياق التغريدات، مثلما عبّر النائب المستقل سجّاد سالم، بل يضعون مصالح ناخبيهم أمام أعينهم، وبالتأكيد أن عدم الحضور في جلسة البرلمان القادمة لا يصب في صالح ناخبيهم. ويمكن أن يبرز هنا ملف ضحايا تشرين في المقدمة كشرط ضروري مقابل الحضور للجلسة، فنحن في النتيجة لسنا في جمعية خيرية توهب بالمجان بدون مقابل، بل هذه فرصة تاريخية حقًا ليثبت المستقلون عملهم الجاد والبنّاء في انتزاع الحقوق. وفي الحقيقة أنه من جملة الحقوق المهمة والحاسمة أن لا يصار حلّ البرلمان وندخل في سلسلة مخاطر جديدة لا يُعلّم أمدها. خصوصًا نحن في بلد يصعب عليك التنبؤ في مآلات الأمور.

اقرأ/ي أيضًا: النواب المستقلون وامتحان السبت

من الضروري جدًا فهم اللعبة، وهي ليست بهذه السهولة المُتَخَيَّلًة؛ إنها صراع على انتزاع المصالح والحقوق، لكن بأي معنى؟ أن نبقى ممانعين أبد الدهر؟ الطريق طويل والسياسة ليست "طلابة عشائرية" وإنما علاقات عقلانية قائمة على المصالح، وبخلافها سنصاب بالفشل الذريع. التواجد في البرلمان ليس نزهة على الإطلاق. ويبدو أن بعض النواب المستقلين، ومن خلال بياناتهم، مدركون لحقيقة الموقف.

كان الصدريون بشكل وبآخر، يتخذون من خطاب الممانعة سلوكًا سياسيًا لهم، لكنهم الآن من ضمن المستفيدين من هذه العملية، بعد أن فهموا اللعبة التالية: لا يمكنك أن تحقق الهيمنة دون أن تستثمر قوتك الشعبية والسياسية بدلًا من توزيعها على شكل هبات هنا وهناك. وبذلك انطلق الصدريون وهم يرممون ما فاتهم، وهم الآن ينفذون تقريبًا في كل مفاصل الدولة. لذلك على القوى الجديدة أن تعي هذا الدرس جيدًا وتعلم فن المساومات وعقد الصفقات لأجل الصالح العام. فإذا كان العقائديون تعلموا فن الممكن، فمن باب أولى أن يتعلم السياسيون الجدد، الذين عادة ما يعنونون أنفسهم بـ"علمانيين"، هذا الفن الرفيع. أي منطق سيغلب على خطاب النواب المستقلين؛ منطق الخطاب العشائري أم المنطق البراغماتي؟ في هذه اللحظات لا مجال للأخطاء، لأنها ستكون أخطاء مكلفة.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المستقلون وجلسة السبت.. الاتفاق سيكون لحظة الدخول للبرلمان

البارتي يتحدث عن حسم الفوز لمرشحه و"امتداد" تؤكد: الدماء لا تُشترى