07-مايو-2019

قد يتصاعد التوتر ليصل إلى صدام عسكري في العراق (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

أعلنت الإدارة الأمريكية، إرسال "القوة الضاربة" إلى منطقة الشرق الأوسط، في تصعيد جديد قد يقود إلى مواجهة عسكرية ضد إيران، مركزها العراق.

أعلنت الإدارة الأمريكية إرسال "القوة الضاربة" إلى الخليج لـ "حماية" قواتها في العراق من استهداف إيراني محتمل 

تمثلت القوة الأمريكية التي توجهت إلى الخليج، حاملة الطائرات "أبراهام لينكون" برفقة قوة من القاذفات، بحسب القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان، الذي قال عبر حسابه الرسمي على تويتر، أمس الإثنين: "إن نشر حاملة الطائرات ومجموعة القاذفات التابعة للقوات الجوية الأمريكية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية (CENTCOM)، الذي تم الإعلان عنه الليلة الماضية والذي وافقت عليه أمس، يمثل إعادة تمركز مدروسة للقوات ردًا على دلائل وجود خطر واقعي من قبل قوات النظام الإيراني". 

اقرأ/ي أيضًا: العراق ساحة صراع مجددًا.. هل سنشهد مواجهة أمريكية -إيرانية؟

"الخطر والاستهداف" الذي تخطط له إيران، على حد تعبير الإدارة الأمريكية، سيجري في العراق، حيث أوضح مسؤولان أمريكيان طلبا عدم الكشف عن اسميهما، وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "البيت الأبيض والبنتاغون، اتخذا قرار إرسال حاملة طائرات أمريكية ومجموعة من القوات إلى الخليج، والذي جاء الإعلان عنه الليلة الماضية، على لسان مستشار الأمن القومي في الرئاسة الأمريكية، جون بولتون، بعد الاطلاع على تقارير استخباراتية ترصد أنشطة جديدة للحرس الثوري الإيراني في العراق، اعتبارًا من الجمعة".

كما أشار أحد المسؤولين، إلى "ظهور مخاوف جديدة لدى الولايات المتحدة بشأن أمن الممرات المائية التي تنفذ فيها القوات البحرية الإيرانية عملياتها". ولم يقدم المسؤولان تفاصيل إضافية بشأن طبيعة تلك "المخاطر الجديدة" التي تشكلها القوات الإيرانية وحلفاؤها الإقليميين على القوات الأمريكية في العراق.

فيما قالت "نيويورك تايمز"، إن "تصريحات المسؤولين الأمريكيين هذه ستطرح تساؤلات جديدة لدى قيادة العراق بشأن ما إذا كانت إدارة الرئيس، دونالد ترامب، تعتزم استغلال تواجد الولايات المتحدة العسكري في أراضيها في تطبيق أجندتها الموجهة ضد طهران".

كانت الصحيفة أفادت، في آذار/مارس الماضي، بوجود مشاورات في واشنطن بشأن إمكانية إدراج بعض الفصائل العراقية المسلحة المدعومة إيرانيًا على قائمة الإرهاب، على الرغم من أنها تحظى أيضًا بتأييد من قبل الحكومة العراقية، وتشارك بعضها في الحياة السياسية في البلاد.

بدوره قال المتحدث باسم كتائب حزب الله في العراق (أحد الفصائل المسلحة الموالية لإيران)، محمد محي، إن "هذا التصعيد العسكري الخطير من قبل الولايات المتحدة موجه ضد إيران في الدرجة الأولى ولمحور المقاومة بشكل عام"، عادًا هذه التحركات "دليلًا" على ما تريده أمريكا بـ"جر المنطقة إلى تصادم يجعلها في حالة عدم استقرار كما فعلتها خلال السنوات الماضية عندما حركت عصابات داعش وجعلت المنطقة في حروب".

وأكد محي، في تصريح صحافي، أن  "هدف واشنطن ضرب ثلاث جهات هي، فصائل المقاومة والحشد الشعبي وإيران، ولا ترى في داعش والقاعدة أو أي تنظيم أرهابي أي خطورة على تواجدها، وهذا اعتراف ضمني كبير، بأنها هي من تدير هذه المجاميع"، داعيًا الإدارة الأمريكية إلى مغادرة العراق "لتجنب أي تهديد، كما تدعي".

اقرأ/ي أيضًا: عراق السلطتين بين درء الشر الأمريكي ورد "الدين" الإيراني

كما حذر المتحدث باسم كتائب حزب الله، من أن واشنطن "تتجه لإدخال المنطقة في أزمة وعدم استقرار جديدين، وهي مقدمة لإعلان صفقة القرن، بعد شهر رمضان"، مؤكدًا أن "هذه المقدمات هي عبارة عن تهديدات وابتزاز لدول المنطقة، لقبول الصفقة، وإلا تتعرض إلى عدوان من قبل أمريكا وحلفائها".

حذرت كتائب حزب الله في العراق من "محاولة" الولايات المتحدة جر المنطقة إلى تصادم بضرب الحشد الشعبي تمهيدًا لـ "صفقة القرن" 

تأتي هذه التطورات بعد تشديد الولايات المتحدة ضغطها على إيران، مع إلغاء الإعفاءات الممنوحة لعدد من الدول عن العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيراني، بهدف تقليصها حتى مستوى الصفر.

بالمقابل، جدد الحرس الثوري الإيراني الذي أدرجته الولايات المتحدة مؤخرًا على قائمتها للتنظيمات الإرهابية، وردت طهران بالمثل باعتبار القوات الأمريكية في الشرق الأوسط "إرهابية"، تهديده بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي أمام الملاحة الدولية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأمريكان والحشد وسائرون.. هل يتواجهون؟

عراق السلطتين بين درء الشر الأمريكي ورد "الدين" الإيراني