03-يوليو-2021

ألمح الكاظمي إلى وقوف جهات سياسية وراء عمليات تخريب الكهرباء

 

الترا عراق - فريق التحرير

ألقى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، باللوم في أزمة الكهرباء على الحكومات السابقة والأطراف السياسية، وألمح إلى احتمالية وقوف بعض تلك الأطراف وراء "عمليات التخريب" الأخيرة في قطاع الطاقة.

وطرح الكاظمي 10 أسئلة في كلمته خلال الاجتماع الأول لـ "خلية الأزمة"، التي شكلت على خلفية انهيار منظومة الكهرباء الجمعة.

وتركزت الأسئلة حول "القرارات الخاطئة" التي اتخذتها الحكومات السابقة في ملف الطاقة ومنها الاعتماد على المحطات الغازية وحصر الربط الكهربائي بإيران، وتعطيل استثمار الغاز وعدم بناء شبكة توزيع جديدة، فضلاً عن عدم التوجه نحو الطاقة النظيفة والطاقة النووية.

اقرأ/ي أيضًا: انهيار منظومة الكهرباء: قبول استقالة الوزير.. وقرارات طارئة من الكاظمي

وقال الكاظمي، السبت 3 تموز/يوليو، إنّ "حكومته تدفع ثمن السياسات الخاطئة والترقيعية وهدر المال لمد 17 سنة في كل المجالات وخصوصًا الطاقة".

واعترف الكاظمي، بأنّ "الجميع قد أخطأ بحق الشعب العراقي عندما رفض اتخاذ القرار وتلكأ به ولم ينفذه

نص الكلمة كما وردت من المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة:


قبل يومين حدثت توقفات وانقطاعات أكبر من المعدل المعروف في منظومات الطاقة الكهربائية، ولن أتحدث عن الأسباب الآنية لكل ماحدث، لأنني شكلت لجنة تحقيقية خاصة للوصول إلى إجابات عن أسئلة يطرحها المواطنون، بمن يقوم باستهداف شبكات نقل الطاقة اليوم؟ ولماذا يستهدفها؟ وهل نحن أمام عمليات تخريبية ذات طابع سياسي أم إرهابي؟ وسنجيب عن كل ذلك عند اكتمال التحقيق، وقد وجهت وزارة الداخلية في هذا الجانب برفع مستوى حماية محطات الطاقة وشبكات النقل.

بعض الأخوة يعتب عندما أقول إنّ هذه الحكومة تدفع ثمن السياسات الخاطئة والترقيعية وهدر المال لمد 17 سنة في كل المجالات وخصوصًا الطاقة، لا أتكلم بمنطق دعاية انتخابية، فهذه مسؤولية تاريخية وأخلاقية ويجب أن نصارح الشعب بعد أن عجزت الحكومات المتعاقبة على مصارحته خوفًا من غضب الشارع العراقي، والحقيقة أنّ الكل يتحمل هذه المسؤولية من حكومات وسياسيين.

أتساءل عن سبب عدم اتخاذ قرارات الربط الكهربائي مع دول الجوار ودول العالم طوال 17 سنة؟ وقد وجدنا أنّ البلد مرتبط فقط بشبكة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لم تقصر حسب قدرتها، فهي أيضًا لديها استحقاقات لشعبها، وهناك ملف ديون الكهرباء وقرارات العقوبات الأمريكية، ونحن جادون بحل هذه المسألة لإيصال كلّ الأموال المترتبة على العراق للجارة إيران نتيجة استيراد الغاز والكهرباء للسنوات السابقة، وسنحقق تقدما في هذا المجال.

لماذا يكون العراق في زاوية حرجة أمام استحقاقات شعبه؟ أصدرنا منذ عام ولغاية اليوم قرارات لربط منظومة العراق الكهربائية بكل دول الجوار، وهذا الأمر سيتطلب الوقت والصبر لإكمال منظومات الربط الكهربائي مع أشقائنا وجيراننا، حتى نتمكن من مواجهة تحديات الطاقة معًا، فالوضع الطبيعي في مختلف أنحاء العالم هو ارتباط شبكات الطاقة مع الجيران، لكننا نتساءل من قرر أن يعزل العراق ويمنع الربط الكهربائي؟

صاحب القرار في أي بلد يضع استراتيجيات حسب إمكانات بلده وخططه المستقبلية، إذن لماذا شيدنا في العراق طوال 17 سنة محطات توليد الطاقة الغازية مع عدم قدرتنا على توفير الغاز لها؟ ومع عدم وجود خطة موازية لإنتاج الغاز، بل وحتى عدم وجود خطة لتنويع مصادر استيراد الغاز إذا تطلب الأمر؟ من يتحمل مسؤولية هذا الخطأ الجسيم؟

طالما لم نمتلك الغاز الجاهز فلم شيدت عشرات المحطات الغازية وهدرت الأموال؟ لماذا لم يتم الاستثمار في محطات لوقود مختلف أو الذهاب لخيار الطاقة الشمسية؟ ولماذا لم يفتح ملف الطاقة النووية حتى الآن؟

في ملف الغاز وجدنا أنّ شبكات تزويد المحطات بالطاقة مرتبطة أيضًا بالأخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهم لم يقصروا ومستمرون بضخ الغاز رغم وجود تعثر في تسديد مستحقاتهم بسبب العقوبات المفروضة، ونحتاج لوقت طويل وبنى تحتية حتى نجد مصادر بديلة للغاز من دول أخرى.

العراق تأخر كثيرًا في إنتاج الغاز، ونحتاج أن نبدأ مباشرة وهذا مافعلنا من دون تردد لكن نحتاج من سنتين إلى 3 سنوات للبدء بإنتاج الغاز وسد النسبة الأكبر من حاجة المحطات.

قبل يومين قالوا إنّ خطوط نقل الطاقة انصهرت بسبب الأحمال ولأنها في الأساس قديمة، والسؤال لماذا منظومة نقل الطاقة بالعراق يضيع منها 40% من الإنتاج؟ ولماذا لم نبدأ عام 2005 مثلاً حتى يكون لدينا اليوم منظومة نقل حديثة؟ كانت هناك الكثير من المشاكل والتحديات أمام الحكومات السابقة، ولكن رغم ذلك كان بالإمكان التحرك في هذا المجال.

كل خطوة لحل مشكلة الكهرباء بالعراق تتطلب سنوات لأن العراق لم يبدأ فعليًا بأية خطوة طوال السنوات السابقة، فلو استثمرنا في الطاقة الشمسية لأصبحت قضية الكهرباء اليوم خلفنا ولو استثمرنا في إنتاج الغاز لصدر العراق اليوم الغاز بدل أن يستورده، ولو استثمرنا في المحطات غير الغازية لأصبح العراق اليوم قادرًا على توفير الكهرباء، ولو استثمرنا في إصلاح شبكات نقل الكهرباء لما حدثت أية أزمة، ولو استثمرنا بالربط الكهربائي مع كل جيراننا لتمكنا من معالجة الأزمات الطارئة وسد النقص خصوصًا في فصل الصيف.

نواصل منذ العام الماضي لوضع كل هذه الخيارات على خريطة العمل الفعلي، وسنحتاج إلى بضع سنوات لحل هذا الموضوع بشكل جذري، كل خطوة من هذه الخطوات تحتاج مابين 2-4 سنوات لتنفيذها والبدء بجني ثمارها، والسؤال الذي يطرح لماذا لم يحدث هذا سابقًا.

تحدثت مع الفرنسيين قبل أشهر عن مشروع عراقي لإنتاج الطاقة النووية، فمن حق العراق امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية ولإنتاج الطاقة، وقد لمسنا تفهمًا لدى دول العالم ولدى الفرنسيين، وإذا كانت هناك عقبات أمام امتلاك العراق لهذا الخيار فواجبنا أن نعمل على تذليلها حتى لا يأتي بعدنا من يقول لماذا لم تتخذ هذه القرارات كما أقول أنا بصراحة ووضوح أمام الشعب.

الحكومة الحالية عمرها عام وبضعة أشهر، وفعلت كل ما يتوجب القيام به قبل 20 سنة من اليوم، اتخذنا قرارات في كل ملفات الطاقة سأتحمل شخصيا مسؤوليتها، وهي قرارات تأسيسية نحتاج أن ننفذها على الأرض، وقد بدأنا بالتنفيذ ولن نتوقف وعلى الحكومة القادمة أن تكمل مابدأناه وأن تصارح شعبها بأن لاحل للكهرباء في العراق ما لم نكمل الخطوات التي بدأناها اليوم.

عليكم الاستمرار بالبناء والتأسيس ولا تعيروا انتباها للدعايات الانتخابية، فالمزايدات لا تصنع دولة ولا توفر الكهرباء، اتركوا المزايدات الانتخابية في ملف الكهرباء تحديدًا ولنعترف أنّ الجميع قد أخطأ بحق الشعب العراقي عندما رفض اتخاذ القرار وتلكأ به ولم ينفذه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وزارة الكهرباء تكشف لـ "الترا عراق" سبب انهيار منظومة الطاقة

صيف مرير على العراقيين: إيران تطفّئ الكهرباء.. رصاص وموجات من الجحيم