17-مارس-2022

لا يقبل التيار الصدري تسجيل الكتلة الأكبر مع الإطار التنسيقي (فيسبوك)

ألترا عراق - فريق التحرير

تحركت المياه الراكدة فور الإعلان عن اتصال هاتفي أجراه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر برئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قبل أيام.

يؤكد أعضاء في التحالف الثلاثي أن الكتلة الصدرية لا تقبل بتسجيل الكتلة الأكبر مع الإطار التنسيقي

وعدّ سياسيون ومراقبون ذلك الاتصال بمثابة "الانفراجة" لحالة التنافر وعدم الاتفاق بين الطرفين.

اقرأ/ي أيضًا: هل هناك "انفراجة" فعلًا بين الصدر والإطار التنسيقي؟

وأدى إصرار الطرفين على مواقفهما إلى تعطيل جلسات مجلس النواب المفترضة للتصويت على رئيس الجمهورية ومن ثم رئيس مجلس الوزراء وكابينته الوزارية.

الضربة الإيرانية

مراقبون قالوا إن تعليق المفاوضات جاء بعد القصف الذي تعرضت له أربيل، وموقف الإطار التنسيقي والتيار الصدري منه، خصوصًا وأن أغلب القوى السياسية اعتقدت أن قصف أربيل وراءه الإطار التنسيقي كما يقول رئيس كتلة الفتح النيابية عباس الزاملي، وربطوا ذلك بعد تغريدة للصدر تعبّر عن تمسكه بحكومة الأغلبية، لكن الزاملي يرى أن قرار ضرب أربيل لا يكون خلال ساعات من تغريدة الصدر.

ويؤكد رئيس الفتح في حديث تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" أن "قوى الإطار التنسيقي لا شرقية ولا غربية، رغم أن علاقتنا بإيران على أعلى المستويات ونعتبرها حليفًا استراتيجيًا يمكنه الوقوف معنا".

اعتبرت أغلب القوى السياسية عدا الإطار التنسيقي قصف أربيل بمثابة انتهاك للسيادة العراقية، وهو ما يتطلب "استنكار الجميع" كما يرى عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي.

ليس لدى الإطار التنسيقي فيتو على جعفر الصدر لكن لديه مشكلة مع الآلية التي يتم من خلالها طرحه

لكن استهداف أربيل "لن يثني الصدر عن التمسك بتحالفه الثلاثي" كما يعتقد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي.

وعن التفاهمات الأخيرة ما قبل الضربة، يقول ماجد شنكالي: "استبشرنا خيرًا بعد اتصال الصدر بالمالكي"، ويؤكد التمسك بالتحالف الثلاثي، فـ"ما يهمنا هو مصلحة الدولة وليس انزعاج إيران أو تركيا".

الكتلة الأكبر

يبدو أن تحديد الكتلة الأكبر هو الخلاف الأكبر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي بعد المفاوضات التي جرت مؤخرًا قبل القصف.

ويؤكد عضو البارتي ماجد شنكالي أن "الكتلة الصدرية لا تقبل بتسجيل الكتلة الأكبر مع الإطار"

وتوقفت مباحثات النجف الأخيرة بين زعيم التيار ورئيس تحالف الفتح هادي العامري ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، على مسألة الكتلة الأكبر، ورئيس تحالف العقد الوطني فالح فياض، كما يؤكد رئيس كتلة بدر النيابية عباس الزاملي.

وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون المنضوي في الإطار التنسيقي محمد حسن الشمري لـ"ألترا عراق" في وقت سابق إن "الوفد طرح عدة مطالب للاتفاق؛ أولها ضرورة تشكيل كتلة نيابية أكبر بين الإطار التنسيقي والكتلة الصدرية حصرًا".

تعود سياسيو العراق على اتفاقات الساعات الأخيرة منذ 2003

وجرى حديث عن طرح السفير العراقي لدى بريطانيا جعفر الصدر لمنصب رئاسة الحكومة، لكنها مجرد "تسريبات" ولا يوجد شيء رسمي كما يقول ماجد شنكالي.

وكان رئيس كتلة السند الوطني ضمن الإطار التنسيقي النائب أحمد الأسدي، أكد قبل يومين أنّ سفير العراق في لندن جعفر الصدر سيعود إلى العراق في ظرف ساعات قليلة بعد طرحه مرشحًا لرئاسة الحكومة المقبلة.

ورغم التسريبات يشدد الزاملي على أن الإطار "ليس لديه (فيتو) على جعفر الصدر" لكن لديه مشكلة مع "الآلية التي يتم من خلالها طرحه"، إذ "يجب أن يكون هَم القوى السياسية ليس بالأشخاص وإنما بالثوابت"، بحسب تعبيره.

ويرفض الإطار التنسيقي تسجيل "التحالف الثلاثي كتلةً أكبر" كما يؤكد عباس الزاملي.

وبذلك يكون الاعتراض على الكتلة الأكبر وكذلك "بعض النقاط في البرنامج الحكومي كحل الفصائل" هي نقطة الخلاف بين التيار والإطار كما يؤكد ماجد شنكالي.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن الصدر باستطاعته تشكيل رئاسة مجلس الوزراء لو اتفق مع الإطار التنسيقي "دون مشروع"، لكن مشروعه هو "تفكيك المنتظمات التقليدية من أجل مكافحة الفساد".

اقرأ/ي أيضًا: الإطار: جعفر الصدر سيعود إلى العراق كمرشح وحيد لرئاسة الوزراء

حلول الساعات الأخيرة

ويعتقد الفيلي في حديث تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" أن اختيار مرشح لمنصب رئيس الجمهورية "سيتم خلال جولتين في جلسة مجلس النواب".

وكان البرلمان قد حدد يوم السبت 26 آذار/مارس 2022 موعدًا لانتخاب رئيس الجمهورية بعد نشره أسماء المرشحين المقبولين.

ويرفض الإطار التنسيقي، بحسب رئيس كتلة بدر النيابية عباس الزاملي، "المضي باتجاه انتخاب رئيس الجمهورية من خلال المراهنات"، بل يرى أن "من الصعب عقد جلسة الانتخاب".

مع ذلك، يعتقد الزاملي أن "الأيام المقبلة ستحل الكثير من المشاكل"، وهو الأمر الذي يتفق معه عضو البارتي ماجد شنكالي بالقول، إن "سياسيي العراق تعودوا على اتفاقات الساعات الأخيرة"، منذ العام 2003، وهو الأمر المرجح بالنسبة له، مستبعدًا في الوقت ذاته الحديث الذي دار مؤخرًا حول إجراء انتخابات مبكرة، قائلًا إن ذلك "ليس من صلاحية المحكمة الاتحادية" بل من صلاحية مجلس النواب حصرًا.





 





اقرأ/ي أيضًا:

سباق على رئاسة الحكومة المقبلة ولقاء مرتقب بين الصدر والمالكي

صراع الجمهورية.. المقاطعة وسيناريو 2018 مقابل "نضوج" التحالف الثلاثي