03-أغسطس-2021

يعترف القضاة "سرًا" بانتشار ظاهرة التعذيب في السجون

الترا عراق - فريق التحرير

وثقت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في تقرير مفصل، عمليات تعذيب وانتهاكات واسعة في السجون ومراكز الاعتقال والاحتجاز التي تديرها السلطات الاتحادية وسلطات إقليم كردستان.

تضمن التقرير روايات صادمة عن التعذيب والانتهاكات الجنسية في السجون ومراكز الاحتجاز

واستند التقرير الذي وقع في 34 صفحة، إلى شهادات 235 شخصًا قدم نصفهم "روایات موثوقة" ويمكن الاعتماد عليها عن "ممارسات التعذيب المقيتة أو غيرها من ضروب إساءة المعاملة التي تعرضوا لها" في المعتقلات ومراكز الاحتجاز، خلال الفترة من 1 تموز/يوليو 2019 إلى 30 نيسان/أبريل 2021.

اقرأ/ي أيضًا: رواية صادمة وغضب ولجنة تحقيق.. تطورات قضية "حفلة التعذيب" في البصرة

وقال التقرير، إنّ "التعذيب حقيقة واقعية في أمكان الاحتجاز في جميع أنحاء العراق"، مؤكدًا أنّ "القضاة والمحاميين والأطباء يعترفون سرًا بانتشار مثل هذه الأعمال".

"جعلوني أجلس على زجاجة"!

واقتبس التقرير من روايات أشخاص تعرضوا للتعذيب في المعتقلات بينهم نساء وصبيان، فيما أدان السلطات بالإشارة إلى أنّ "المساءلة المحدودة عن عمليات التعذيب وسوء المعاملة تؤكد قبول هذه الممارسات والتغاضي عنها كوسيلة لانتزاع الاعترافات".

وقال أحد المعتقلين، الذي عبر عنه التقرير بـ "المقابلة رقم 88"، "لقد عشت أسوأ أيام حياتي، بمجرد وصولي، ضربني الضابط بأنابيب معدنية. في الأيام التالية، استخدموا أسلاك كهرباء مكشوفة لصعقي بها، في الأسبوع الثاني من الاعتقال، أجبروني على أن أجثم على الأرض وربطوا ساقي بأنبوب معدني حتى لا أستطيع الوقوف. ثم قاموا بضربي بأداة صلبة على باطن قدمي، مما أصابني بألم رهيب وأغمي عليّ. عندما استيقظت، رأيت المعتقلين الآخرين يفركون صدري لاستعادة وعيي".

فيما قال المعتقل الثاني، "كان نفس الروتين، كل يوم يعلقونني ويضربونني. هناك أشياء فعلوها بي هناك أشعر بالخجل من التحدث عنها - ولكن هناك شيء واحد يمكنني أن أخبرك به هو أنهم جعلوني أجلس على قنينة زجاجية مرتين".

صاحب المقابلة رقم "107" قال، "لقد قيدوا يدي وراء ظهري وعلقوا الأصفاد في سلسلة متدلية من السقف. لم يطرحوا عليّ أي أسئلة، فقط استمروا بالصراخ لأعترف".

وقال آخر، "في الوقت الذي رفعت فيه شكوى ضد الشرطة كانت ما أزال أحمل ندوبًا من جراء الضرب الذي تعرضت له، لكن التعامل مع الشكوى استغرق وقتًا طويلاً بحيث شفيت تلك الندوب".

ونقل التقرير عن محام قابلته البعثة قوله، "لا يخشى الجناة حقًا من عواقب قيامهم بالتعذيب لأنهم يعلمون أنّ النظام الرسمي لن يعاقبهم".

وسرد التقرير معلومات واسعة عن أساليب "التعذيب وسوء المعاملة" للمعتقلين ابتداءً من غياب الإجراءات القانونية وصولاً إلى الانتهاكات الجنسية، فيما قدم توصيات لضمان "الإجراءات العادلة وظروف احتجاز ملائمة وتقليص احتمال حدوث التعذيب وسوء المعاملة من خلال معالجة الشروط التي تسمح بحدوثها".

النص الكامل للتقرير: 


 

اقرأ/ي أيضًا:

"الشواية" وصعق "العضو الذكري".. فضيحة تعذيب جديدة في سجون السلطة تثيرها النجف!

سجون العراق تحت مجهر "رايتس ووتش": أوضاع مهينة وتهم باطلة!