الترا عراق - فريق التحرير
وجّه الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي، بيانًا مطولًا إلى أعضاء حزب الدعوة، عشية انعقاد المؤتمر العام للحزب، شدد فيه على ضرورة "معالجة الأزمة النفسية والسلوكية والأخلاقية" لأعضاء الحزب كمدخل لتنفيذ مشروع "إعادة بناء الدعوة وإصلاحها وتجديدها".
دعا المالكي أعضاء حزب الدعوة "إصلاح" أنفسهم أولًا قبل المضي بـ "إصلاح" الحزب وطلب "تجديد الدماء"
كما أكد، على "ضرورة تداول المسؤوليات، والمزاوجة فيها بين الخبرة والتجربة من جهة، والفاعلية والدماء الجديدة من جهة أخرى"، فيما كشف عن موقفه من القرار الذي يتخذه المؤتمر في حال تعارض مع رغبته وقراره.
اقرأ/ي أيضًا: أشباح تلاحق المالكي
ويستعدّ حزب الدعوة الإسلامية، لعقد مؤتمره العام، على مدى يومين بدءًا من يوم غد الجمعة 11 تموز/يوليو، حيث اختار الحزب محافظة كربلاء موقعًا لعقد المؤتمر الذي أُجل لأكثر من مرة وسط تشكيك بإمكانية انعقاده.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)). صدق الله العلي العظيم
بعد حمد الله تعالى، والصلاة والسلام على نبيه وصفوة خلقه، أحيي الدعاة الأبرار وأشد على أياديهم، ونحن على أعتاب انعقاد مؤتمرهم العام، الذي ندعو الله (تعالى) أن يكون ممراً ومنطلقاً لغدٍ أفضل لدعوتنا التغييرية المجاهدة.
ولا يقتصر خطابي هنا على "الدعاة" أعضاء المؤتمر؛ بل كل "الدعاة" الأبرار؛ لأن هناك المئات من الأحبة "الدعاة" الحقيقيين من ذوي الكفاءات العالية والتاريخ الدعوي المشرف والخدمات الجليلة، لم تسمح لهم المعايير الفنية أو الظروف أو الملابسات من حضور المؤتمر، وهم معنيون أيضاً بكل قضايا "الدعوة" وتفاصيل عملها ومشروعها التغييري الإصلاحي المستقبلي، شأنهم شأن أعضاء المؤتمر الحالي.
ولا آتي بجديد إذا قلت بأن حضور المؤتمر وعدم حضوره ليس معياراً نهائياً في تصنيف "الدعاة" وقياس مستويات إخلاصهم وعطائهم للدعوة، واندكاكهم بفكرها ومسيرتها. ولا أريد هنا أن أكون في موقع المسوغ لقرارات الهيئة التحضيرية، لكني أحسن الظن بها. ونأمل أن تشكل مخرجات عملية الإصلاح وإعادة البناء حلاً حاسماً لأي التباس يحول دون مشاركة هؤلاء الأحبة في مؤتمرات "الدعوة" القادمة. وبالتالي فإن عدم حضور بعض "الدعاة" هذا الموتمر ليس نهاية المطاف.
أيها الأخوة والأخوات الدعاة ..
هناك من يشكك بقدرتكم على الإصلاح والتجديد وإعادة البناء، بل يشكك بنوايا أصحاب البرامج والحراكات الإصلاحية، فضلاً عن التشكيك بقدرة "الدعوة" على التحرر من أزماتها و الإنطلاق بقوة من جديد. لكني أؤكد للجميع بأن عجلة النهوض قادمة، و ورشة إعادة البناء ستعمل بكل طاقتها، انطلاقاً من مؤتمركم الكريم.
وإذا كنتم قد عقدتم العزم و وضعتم الرؤى من أجل إصلاح حزبكم المبارك و إعادة بنائه وتجديد فكره و مؤسسته وتفعيل مشاريعه التنظيمية والسياسية، فمن أين تكون البداية؟
لا أعتقد أننا نختلف في أن البداية ينبغي أن تكون من الجانب النفسي والسلوكي والاخلاقي، أي من نقطة تصفير أزمات الذات، وشحن النفس بطاقة الصفاء والسلامة وحسن الظن، والتحلي بصفات الرحمة و التسامح والتواد، ونبذ مظاهر التلاوم و التشكبك في النوايا. وأقولها دون مواربة، بأنّ عدم تجاوز الأزمة النفسية والأخلاقية والإيمانية، يجعل الحديث عن مشاريع الوحدة و إعادة البناء والمأسسة والتجديد والإصلاح، دون جدوى حقيقية.
لقد أشارت الآية المباركة (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)) إلى أن التغيير الذي يتحق عبره هدف الإصلاح وإعادة البناء، إنما ينطلق من حضور إرادة التغيير في نفوس "الدعاة" وعقولهم. و حين تحضر إرادة التغيير في "الداعية" الفرد، فإنها ستتحول الى إرادة جماعية ترسم خارطة التغيير الشامل التي تأسست "الدعوة الإسلامية" من أجله.
ولا يمكن لـ "الدعوة" أن تحقق حتى جزءاً يسيراً من هدفها التغييري الفردي والاجتماعي، دون أن يكون للتغيير مفعوله في وسط "الدعاة" أولاً، فميدان "الدعاة" أنفسهم قبل أي ميدان آخر.
وبالتالي فإن السلوك العملي لـ "الداعية" الفرد و"الدعوة" الجماعة هي التي ستنعكس على المجتمع، وتتحول الى نماذج حية يقتدي بها الآخرون، وإن تطبيق المفاهيم التربوية التي بلورتها "الدعوة" لأبنائها هي معيار انتماء "الداعية" لـ "الدعوة". وبخلافه ستفقد "الدعوة" شرعية وجودها، لأن "الدعوة" ليس مجرد اسم لحزبنا، بل هي وسيلة "الداعية" في عملية التغيير الإجتماعي الشامل، كما أن مصطلح "الداعية" ليس مجرد عنوانٍ حزبي، بل هو صفة لمن يقوم بالدعوة الى الله وشريعته وأخلاقه وسلوكه القويم بين الناس.
وبما أننا نتحرك في ساحة مفتوحة، نمارس فيها كل ألوان النشاط، التنظيمي و السياسي والحكومي والاجتماعي والثقافي والحقوقي وغيرها، فإن مكارم الأخلاق والسلوك المستقيم والعمل الصالح والأداء المنتج، هو معيار شرعية وجودنا الحركي. وهو ما يمكن أن نعبر عنه بالسلوك الدعوي والأخلاق الدعوية، والتي تتسع للأخلاق السياسية والأخلاق الحزبية والأخلاق الاجتماعية والأخلاق الثقافية والأخلاق الجهادية. كما أنها تمثل ـ في الوقت نفسه ـ السلوك الجمعي والسلوك الفردي لـ "الدعاة"، أي سلوك "الدعوة" ككتلة مؤمنة، والسلوك الفردي لـ "الداعية" المنتمي الى هذه الكتلة.
يتعرض الرجال في العراق إلى التحرش الجنسي بشكل يفوق ما تتعرض له النساء في الأماكن العامة، وفق استطلاع أعدته محطة "بي بي سي" والبارومتر العربي، أظهر أن نسبة الذين أعلنوا تعرضهم للتحرش من الرجال بلغت 20% مقابل 17% من النساء.
اقرأ/ي أيضًا: منشور على فيسبوك يلاحق المالكي منذ 5 سنوات
إن سلوكيات "الدعوة" وأخلاقياتها التي حددتها نظرية "الدعوة" وأسسها وفكرها وثقافتها ومنهجها التربوي، وكما مارسها "الدعاة" الأوائل وشهداء "الدعوة"، هي سلوكيات مستنبطة من صميم الفكر الأخلاقي الإسلامي، ومن السيرة التي خطّها لنا رسول الله (ص) وآل بيته الأطهار (ع). ومآلاتها تطبيق مفهوم كون "الدعوة" هي نموذج الكتلة المؤمنة الصالحة الواعية النزيهة المضحية، وكون "الداعية" هو نموذج الإنسان المؤمن الصالح الواعي القوي الصادق الأمين الكفء. وحينها سينعكس هذا النموذج على أداء "الدعوة" في المجتمع والدولة، وعلى أداء "الداعية" داخل الحزب وفي المجتمع والدولة أيضاً، ويتحول الى رمز يقتدى به.
أيها الدعاة الميامين ..
أذكِّركم ونفسي بأننا ينبغي أن نكرس أخلاق "الدعاة" الأصلاء وسلوكهم في مؤتمرنا الحالي، فهو ميدان التجربة الجديدة، وبأن نغلِّب مصلحة "الدعوة"، و نعي أن الله (تعالى) ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته (عليهم السلام) وشهداء الدعوة الأبرار (رضوان الله عليهم) يراقبون.
كانت أنباء تحدثت عن تقديم 55 من أعضاء الحزب من الطائفة الشبكية استقالاتهم لعدم إنصافهم من قبل اللجنة المنظمة، كما يبدو أن أعضاء الحزب في محافظة ذي قار يواجهون مشاكل مشابهة مع اللجنة.
يعقد مؤتمر الدعوة في ظل ظروف معقدة و"تفكك" كبير للحزب بعد خسارته منصب رئاسة الحكومة وسط حديث عن تغييرات كبيرة في هيكليته قد تتمخض عن المؤتمر
ووفقًا لمصادر مطلعة تحدثت لوسائل إعلام محلية، فإن اللجنة منعت شخصيات حزبية من الحضور لأسباب "مجهولة"؛ الأمر الذي أثار حفيظة عدد كبير من أعضاء الحزب، ضمن عدة عوامل وتّرت الأجواء، قبل انعقاد المؤتمر.
اقرأ/ي أيضًا:
الكشف عن صفقة "عقود عسكرية" تمت بين المالكي وابنه وصهره مع شركة أمريكية