ألترا عراق ـ فريق التحرير
ما زالت القوى السياسية الرئيسة في البلاد تكرر دعواتها إلى المقاطعين أو المنسحبين من الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها في 10 تشرين الأول/أكتوبر من أجل العدول عن قراراتهم، وعلى رأس المقاطعين بطبيعة الحال التيار الصدري لأسباب عدّة.
تتوالى الدعوات الصادرة من الرئاسات الثلاث والكتل السياسية للمنسحبين من الانتخابات بالعدول عن قرارهم
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن منتصف شهر تموز/يوليو السابق عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة والتبرؤ من المشاركين في الحكومة الحالية والحكومة المقبلة، تلا ذلك إعلان الحزب الشيوعي العراقي عدم مشاركته في الانتخابات وفق استفتاء داخلي لأعضائه.
اقرأ/ي أيضًا: تمسك بموعد تشرين.. الكاظمي يقدم مقترحًا للتفاوض مع مقاطعي الانتخابات
كما أعلنت جبهة الحوار الوطني برئاسة صالح المطلك أنها لن تشترك في الانتخابات المقبلة وكذلك فعلت الكتلة السياسية (المنبر) بقيادة اياد علاوي بانسحابها من الانتخابات.
لجنة للحوار مع المنسحبين
تتوالى الدعوات الصادرة من الرئاسات الثلاث والكتل السياسية للمنسحبين بالعدول عن قرارهم وآخرها كان اجتماع المذكورين قبل أيام في القصر الحكومي برعاية رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي.
جدد المجتمعون وهم كل من الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان ومفوضية الانتخابات وبعثة الأمم المتحدة، دعوتهم للكتل السياسية المقاطعة للانتخابات للعدول عن قرارها.
اقترح الكاظمي في الاجتماع بحسب بيان رسمي لمكتبه الإعلامي تشكيل لجنة من القوى السياسية الوطنية للحوار مع الكتل المقاطعة، وإقناعها بالعدول عن قرارها.
أزمة شرعية وأمنية
سجلت الانتخابات العراقية في الآونة الأخيرة إقبالًا ضعيفًا حتى صار سياسيون يصرحون علنًا بنسبة تصويت لا تتجاوز 20% في آخر انتخابات برلمانية على عكس ما تعلنه مفوضية الانتخابات، ويرى مراقبون أن انسحاب قوى مهمة في العملية السياسية وأخرى من المعارضة أو الناشئة من ساحات الاحتجاج، بمثابة تعميق للشرخ بين النظام والمجتمع.
وقد ينسحب الأمر إلى المزيد من الأزمات السياسية وربما الأمنية حيث جاء انسحاب الصدر على سبيل المثال بعد حادثة مستشفى الحسين في الناصرية والاتهامات المتبادلة. وظهر الصدر في مقطع فيديو معلنًا انسحابه ومن خلفه رايات للفصائل المسلحة التابعة له ومن بينها المجمّدة، ما أطلق العنان لتحليلات المعلقين وتوقعاتهم بتأزمٍ أمني مقبل.
من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية عامر حسن الفياض إن "قوى اللا دولة لا يهمها إن كان العراق القادم في فوضى أو عسكرة"، مشددًا على ضرورة المشاركة في الانتخابات بوصفها "الطريق الأقل سوءًا".
في هذا الصدد، يقول أستاذ الإعلام جامعة أهل البيت غالب الدعمي في تصريحات تلفزيونية إن "انسحاب التيار الصدري من الانتخابات سيكون تحديًا كبيرًا" ويضيف أن "كتلة التيار البشرية ستسقط أية حكومة مقبلة".
العودة أو التأجيل
الانسحابات غير المسبوقة دعت سياسيين ومراقبين إلى التشكيك بإمكانية إجراء الانتخابات في موعدها وربما تعزز من قناعات هذا الجانب الدعاية الانتخابية الضعيفة حتى الآن، في وقت تشير أطراف أخرى إلى إمكانية عودة المقاطعين إلى المشاركة في الانتخابات.
تؤكد المفوضية أنها لم تستلم طلبات خطية بالانسحاب من قبل المرشحين للانتخابات في وقت يرى خبراء قانونيون أن الانسحاب بالأساس غير ممكن للناحية القانونية بعد المصادقة من قبل المفوضية على المرشحين. وتعلّق المتحدثة باسم ائتلاف النصر آيات المظفر على ذلك بالقول إن "الانسحاب من الانتخابات إعلامي ولا توجد وثيقة رسمية كما تعلن المفوضية".
في سياق ذلك يقول عضو مجلس النواب عن كتلة صادقون النيابية أحمد الكناني في تصريحات تلفزيونية تابعها "ألترا عراق" إن "بعض المرشحين عن الكتلة الصدرية ما زالوا يمارسون دورهم التثقيفي والدعائي وجولاتهم في المناطق ضمن إطار الحملة الانتخابية رغم انسحاب الصدر وبعده أعضاء الكتلة".
ويرى عضو المكتب السياسي لعصائب أهل الحق محمود الربيعي أن زعيم التيار الصدري "شجّع على الانتخابات ولم يأمر الكتلة الصدرية بالانسحاب"، مرجحًا "عودة التيار الصدري للمشاركة في الانتخابات".
كما يعتقد عضو تحالف الفتح غضنفر البطيخ أن "المقاطعين سيعودون إلى الانتخابات وأن انسحابهم تكتيكي وجزء من التحشيد للانتخابات برص الصفوف عبر خطاب المقاطعة".
في الأثناء، تتداول وسائل إعلام أخبارًا مفادها أن مقترحات ترد إلى القوى السياسية والرئاسات الثلاث بتأجيل الانتخابات إلى موعدها الأصلي ليتسنى مشاركة القوى المنسحبة فيها وأهمها التيار الصدري.
وفي هذا الصدد، يقول عضو ائتلاف الوطنية عدنان الدنبوس في تصريحات تلفزيونية تابعها "ألترا عراق" حول إمكانية العودة، إننا "سنشارك في الانتخابات إذا أجلت لشهر نيسان/أبريل وتجرى تعديلات على قانون الانتخابات".
يقول عضو في المكتب السياسي للعصائب إن الانتخابات ستجرى وسنشكل حكومة دون التيار الصدري
وحتى في حالة عدم استجابة التيار الصدري للانسحاب، يؤكد عضو المكتب السياسي لعصائب أهل الحق محمود الربيعي أن "الانتخابات ستجرى وسنشكل حكومة دون التيار الصدري رغم صعوبة الوضع على العراق".
اقرأ/ي أيضًا:
3 سيناريوهات لانسحاب الصدر من الانتخابات.. هل جاء وقت "المواجهة المسلحة"؟
بين "الصوريّة" و"الأبكر".. شبكة علاقات السلاح تهدد الانتخابات