15-يوليو-2021

ظهر الصدر وخلفه الرايات الخاصة بجيش المهدي ولواء اليوم الموعود (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

في خطوة مفاجئة ولم ترد على سجلات التحليل والتوقعات السياسية، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انسحابه من الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وذلك بعد سلسلة أحداث رآها مراقبون أنها ضيّقت على الصدر وتياره، متمثلة بالمشاكل والحوادث التي لحقت القطاعين الكهربائي والصحي، اللذين تنسب إدارتهما إلى الصدريين.

مراقبون توقعوا  أن انسحاب الصدر هو ضوء أخضر لتأجيل الانتخابات المبكرة

وعلى خلفية أحداث حريق مستشفى عزل كورونا في ذي قار واستقالة مدير الصحة في المحافظة صدام الطويل عقب رفض مسبق لإقالته من قبل محافظ ذي قار، ومطالبة الصدر باقالة المحافظ كرد فعل على إقالة الطويل الذي ينتسب إلى التيار الصدري، ووسط هذه الأزمات وتعقيد المشاكل والشبهات التي أحاطت بالصدر وتيّاره مؤخرًا، أعلن الصدر في كلمة القاها صباح اليوم "الانسحاب من الانتخابات المقبلة ورفع اليد عن كل المنتمين في الحكومة الحالية أو المقبلة".

اقرأ/ي أيضًا: الصدر يمارس لعبة "الثأر".. هل تعرّض محافظ ذي قار للتهديد بعد الرسالة المدوية؟

وتنوعت التفسيرات والتحليلات التي رافقت هذا الإعلان المفاجئ، خصوصًا بعد حرص الصدر على إظهار الرايات الخاصة بجيش المهدي ولواء اليوم الموعود "المجمدين"، فضلًا عن راية سرايا السلام، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون تلويحًا وتهديدًا للمناوئين في العملية السياسية، والذين يلوح الصدريون منذ مدة لوقوفهم وراء محاولات إحراج التيار الصدري ومنعه من الوصول إلى رئاسة الوزراء بأي ثمن.

من جانبه، يرى الناشط السياسي والمعمّم المنشق من التيار الصدري غيث التميمي في تغريدة رصدها "ألترا عراق"، أن "انسحاب الصدر جاء بعد أن أبلغه من حوله والعاملين على ماكنته الانتخابية بأنه لن يحصل على أكثر من 30 مقعدًا في أحسن الأحوال"، فيما أشار إلى أن "الوجه الثاني لإعلان مقتدى الصدر انسحابه من الانتخابات تكشفه الرايات خلفه، وأهمها راية جيش المهدي التي ترمز للحرب الأهلية، التي أعلن مقتدى الصدر استعداده لها بعد انسحابه من الانتخابات"، معتبرًا أنه "لم يبق للقوى الشيعية أي مسار سوى تغيير قواعد اللعبة أو مواجهة مسلحة بعد انحسار الحلول عبر الانتخابات".

وتوقع العديد من المراقبين والأوساط الشعبية أن انسحاب الصدر هو ضوء أخضر لتأجيل الانتخابات المبكرة، بالمقابل تطرح تساؤلات عما إذا كان انسحاب الصدر سيقف على هذه الدعوة، أم سيكون هناك تحشيد للجماهير الصدرية لمقاطعة الانتخابات أيضًا، خصوصًا وأن باب الانسحاب من الانتخابات "مغلق"، بالنسبة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وأن لا سبيل للانسحاب سوى عدم مشاركة الجماهير بالانتخاب، إلا أن أسماء المرشحين وأرقامهم ستبقى موجودة في سجل الانتخابات.

ويقول المحلل السياسي مؤيد العلي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "العديد من الأحداث التي شهدها العراق خلال الفترة الأخيرة تصب باتجاه تأجيل الانتخابات"، فيما أشار إلى أن "خطوة الصدر إذا كانت تجاه رفع اليد عن المشاركين في الحكومتين التنفيذية والتشريعية لن يكون له التأثير الكبير، إلا أن التوجيه نحو مقاطعة الانتخابات من قبل الصدريين سيؤثر بشكل كبير على الانتخابات المقبلة".

يقول محلل سياسي إن القوى الشيعية لم يبق لها أي مسار سوى تغيير قواعد اللعبة أو مواجهة مسلحة بعد انحسار الحلول عبر الانتخابات

ويبيّن العلي أن "عدم مشاركة الصدريين في الانتخابات المقبلة سيؤثر بشكل واضح على الأغلبية الشيعية داخل البرلمان وملف الكتلة الأكبر".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هل ضعف التيار الصدري؟

مثلث الانسداد: القبيلة والطائفة والريع