14-يوليو-2021

محافظ ذي قار يتراجع عن مهاجمة الصدر (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

منذ أن شهدت محافظة ذي قار ما سميت بـ"كارثة مستشفى الحسين"، ولا تزال الساحة السياسية والإعلامية تشهد تبادل اتهامات وأن الحادثة كانت بـ"فعل فاعل"، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ وصل إلى "صراع المناصب" بين الأحزاب المتنفذة في محافظة ذي قار بعد الكارثة، وأبرزها كان تبادل التصريحات بين الصدريين ومحافظ ذي قار، أحمد الخفاجي، إذ يخوض الصدريون "حملةً ثأريّة" من محافظ ذي قار على خلفية خسارة منصب إدارة الصحة في المحافظة، متمثلة بالمدير المستقيل صدام الطويل، وفقًا لمصادر.

يقول مصدر إن مقتدى الصدر يحاول إقالة محافظ ذي قار كرد على إقالة مدير صحة ذي قار الصدري صدام الطويل

وابتدأت القصة منذ 21 حزيران/يونيو الماضي، عندما قرّر محافظ ذي قار أحمد الخفاجي الذي لم يمر على استلامه المنصب سوى 3 أشهر، إعفاء 5 مدراء عامين من بينهم مدير صحة ذي قار صدام الطويل، وهو شخصيّة مقرّبة من التيار الصدري، بحسب شهادات محلية من المحافظة.

بعد 3 أيام فقط، وفي خطوة من الوكيل الفني لوزراة الصحة والمخوّل بإدارة منصب وزير الصحة وكالة هاني موسى العقابي وهو شخصيّة صدرية ومرشح سابق في كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، أصدر أمرًا إداريًا باستمرار تخويل صدام الطويل بالصلاحيات الإدارية كمدير عام صحة ذي قار، وعدم اعتماد توقيع الدكتور أوس عادل جاسم والذي عيّنه محافظ ذي قار مديرًا للصحة بدلًا من الطويل.

لم تنجح كل المحاولات في إبعاد مدير دائرة صحة ذي قار، المقرّب من التيار الصدري، إلا أن كارثة مستشفى الحسين الأخيرة، والتي كانت الجثث المتفحمة أبرز مظاهرها أدّت إلى أن يقدم مدير صحة ذي قار، صدام الطويل، استقالته أخيرًا، وعلى خلفية هذا الأمر وبشكل مفاجئ، أطلق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وعبر الصفحة الممثلة له "صالح محمد العراقي"، توجيهًا لأتباعه ودعوةً مباشرة للعمل على إقالة محافظ ذي قار "فورًا"، خصوصًا بعد "إقالة مدير صحة الناصرية" بحسب تغريدة العراقي، في عبارات اعتبرها مراقبون بأنها "مفضوحة"، حيث جاءت ضرورة إقالة المحافظة مؤكدة ومخصوصة ومدفوعة بخلفية "إقالة مدير الصحة"، كما تظهر تغريدة العراقي بشكل واضح.

وعلى خلفية تطوّر الأحداث، نشرت صفحة تحمل اسم المحافظ أحمد الخفاجي، منشورًا فيه رد على الصدر، جاء فيه أنه "اختارني الشعب الناصري وليس مقتدى الصدر مع احترامي له ولجمهوره، ولن استقبل الا بطلب من السيستاني أو أهل الناصرية، وأنه على الصدر أن يبعد وزارة الصحة عن محاصصة تياره الذي سيطروا على كل مفاصلها (حتى الچايچي)"، فضلًا عن بيان طويل أكد من خلاله أن "النائب أمجد العقابي تدخل وهدده عندما حاول إقالة مدير صحة ذي قار السابق صدام الطويل، وأن رؤوس الفساد في ذي قار تابعين للتيار الصدري".

إلا أن هذه المنشورات حذفت بسرعة، فيما نفى الخفاجي في منشور آخر عبر حسابه الشخصي صدور شيء عنه، مؤكدًا أن الصفحة العامة التي تحمل اسمه مزوّرة، لكن أوساطًا عديدة شككت في بيان النفي مستندة إلى المواقف الرسمية التي نشرتها الصفحة سابقًا، فضلًا عن بث مباشر ظهر فيه الخفاجي بنفسه في أوقات سابقة، كما عزّز تصريح للقيادي في كتلة سائرون غايب العميري أدلى به في مجموعة خاصة عبر واتساب تلك الشكوك.  

ويقول مصدر لـ "ألترا عراق" أن "الخفاجي تلقى تهديدات على مستوى عالٍ جراء نشره هذا البيان، قبل أن يتدخل الكاظمي شخصيًا والذي يعوّل على قرب التيار الصدري منه".

وتشير مصادر مطلعة فضلًا عن تحركات نواب عن كتلة الصدر ورسالة صالح محمد العراقي، بأن الصدر يحاول إقالة المحافظ كردٍ على إقالة مدير صحة ذي قار السابق الصدري صدام الطويل.

وأطلق أتباع التيار الصدري حملة إلكترونية برفع وسم "إقالة محافظ ذي قار"، مقابل حملة مضادة اعتبرت إقالة المحافظ إحكامًا لهيمنة الصدر على المناصب ومفاصل الدولة في البلاد.

وفي مطلع تموز/يوليو انهارت المنظومة الكهربائية في البلاد بشكل تام، لكن عقب ذلك بساعات، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة منسوبة إلى وزير الكهرباء، ماجد حنتوش، حمّل فيها وزير الكهرباء المستقيل، ماجد حنتوش، حاشية زعيم التيار الصدري مقتدى ‏الصدر، ‏سبب فشل ‏وزارة الكهرباء.

وعلى رغم صدور نفي رسمي من الوزير حنتوش بشأن صحة الرسالة، المنسوبة إليه، إلا أن الشارع العراقي تلقفها وتداولها كتاب وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أشارت مصادر إلى أن "الرسالة حقيقية، لكن الوزير تراجع عنها لاحقًا تجنبًا لتداعياتها"، وما أعطى تلك الرسالة زخمًا كبيرًا، هو تعاطي التيار الصدري معها، حيث أعلن عن فتح تحقيق "عاجل" في كل ما ورد فيها، ما أوحى بوجود نفوذ لتلك الشخصيات في قطاع الطاقة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الحرائق مستمرة واللجان مكرّرة.. تعمد أم إهمال؟

بعد الفاجعة.. تكليف مرشح سابق عن تحالف "الفتح" بإدارة صحة ذي قار