ألترا عراق ـ فريق التحرير
أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، أن القوات الأمنية العراقية ما تزال بحاجةٍ إلى البرامج التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية، فيما لفت إلى أن الحكومةَ العراقيَّة تسيرُ بخطىً واثقةٍ صوب إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
يقول وزير الخارجية إن العراق يُؤكد أهمية ديمومة الزخم والجُهُود الدوليّةِ التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكيّة من خلال التحالف الدوليّ
وقال حسين في كلمة له تابعها "ألترا عراق"، "نحنُ اليومَ في العاصمةِ الأمريكيَّة واشنطن تلبيةً لدعوةَ وزير الخارجيَّة أنتوني بلينكن لعقد أعمالِ اللجنة العليا المنبثقةِ عن اتفاقِ الإطار الستراتيجي لعلاقة الصداقةِ والتعاون بين جمهوريَّة العراق والولايات المتحدة الأمريكيَّة، التي تمثلُ استمرارًا للحوار الستراتيجي ومنذُ انطلاق جولته الأولى في حزيران/يونيو من العام الماضي".
اقرأ/ي أيضًا: الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة: جولة أخيرة وجدولة واضحة وعودة إلى 2008
وأضاف: "اسمحوا لي أن أقدمَ الشكرَ إلى الحضور ممثلي اللجنةِ من الجانبين الأمريكيّ والعراقيّ على جُهُودهم التي سيبذلونها في الجَلسات الجانبيةِ من الحوار".
وأشار إلى أن "الجولةُ من الحوارِ تأتي استكمالًا للجولات الثلاث السابقة، التي عُقدت بصورةٍ مُتتالية، إذ تقدمُ رؤيةً واضحةً على ما تتميز به علاقة الشراكة والتحالف بين العراق والولايات المتحدة ومساعي الحكومتين الجادةِ لتوطيدها، وتعدُ استكمالًا للجُهُود المُشتركة التي بُذلت في تلك الجولات، إذ عُقدت الجولة الأولى افتراضيًا بتاريخ 11 حزيران/يونيو 2020، والثانية عُقدت في العاصمة واشنطن في 19 آب/أغسطس 2020، والثالثة عُقدت بتاريخ 7 نيسان/أبريل 2021، ونتطلع في اجتماعنا هذا إلى استكمال ما تم الاتفاقُ عليه في الجولة الثالثةِ للحوار والمضي قُدمًا لتحقيقَ المزيد من التقدم في جميع جلسات الحوار التي ستعقدها اللجان المختصة".
وبين أن "هذه الجلسات تمثل إرادةً جادةً لكلا البلدين للتوصل إلى تفاهماتٍ مُشتركة للتعاون في القطاعات المختلفة، وتُعد استكمالًا للاتفاقات التي تمخضت عن الجولات السابقة في قطاعاتٍ مثل (النفط والغاز، والكهرباء، والقطاع المالي، والصحي والبيئي، والثقافي) إضافةً إلى الجوانب الأمنيّة والعسكريّة".
ودعا حسين "ممثلي الجلسات بمُختلف القطاعات لبذل المزيد من الجُهُود للتوصل إلى نتائجَ مُثمرة ، تؤدي إلى تحقيق الأهداف المُشتركة لكلا البلدين".
وتابع: "لقد شاركنا في نهاية الشهرِ المنصرم في الاجتماع الوزاري للتحالف الدوليّ بدعوة مُشتركةٍ من وزيري خارجيَّة الولايات المتحدة الأمريكيّة وإيطاليا، الذي عُقدت أعماله في العاصمةِ روما بتاريخ 28 حزيران/يونيو، وقمنا بإجراء حواراتٍ مُكثفةٍ مع جميع الأطراف، إذ أكد العراقُ خلالها التزامَهُ التام بضمانِ الهزيمة الحتمية لتنظيم داعش الإرهابيّ وديمومةِ النصرِ الذي تحقق بالتعاون المُشترك".
ولفت إلى أن "العراق يثمن الجُهُود التي تبذلها حكومة الولايات المتحدة الأمريكيّة لتأهيل وتدريب القوات الأمنيّة العراقيَّة وتجهيزها وتقديم المشورة في المجال الاستخباري وصولًا إلى الجاهزيةِ المطلوبة في اعتمادها على قدراتها الذاتية، بما يعززُ سيادةَ العراق وأمنِه والحفاظ على مكتسباته بدحر تنظيم داعش الإرهابيّ"، لافتًا إلى أن "العراق ويُؤكد اليوم أهمية ديمومة الزخم والجُهُود الدوليّةِ التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكيّة من خلال التحالف الدوليّ، إذ أنها تشكل بموازاتِ الجُهُودِ العسكريّةِ، نصرًا حتميًا على أيديولوجية الظلمِ والكراهيةِ التي يحاولُ الإرهابَ بثها في المجتمعات".
وأكد أن "قواتنا الأمنيّةِ ما تزال بحاجةٍ إلى البرامج التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكيّة، المتعلقة بالتدريبِ والتسليحِ والتجهيزِ وبناء القدرات، ونسعى إلى مواصلة التنسيق والتعاون الأمنيّ الثنائيِّ. كما نؤكد التزامَ حكومة العراق بحمايةِ أفراد البعثات الدبلوماسية ومقراتها ومنشآتها وضمانِ أمنِ القواعد العسكرية العراقيَّة التي تستضيف قوات التحالف الدوليّ".
وبين أن "الحكومة العراقية ومجلس النواب، نجحت على حمايةِ المكتسبات الوطنية في صيانة الديمقراطية والحقوق المشروعة للشعب العراقيّ للعيش بحريةٍ وكرامة، وتحقيقًا لمطالب الشعب العراقيّ ولمُصداقية الوعود التي أطلقتها الحكومة العراقيَّة، شُرّعَ قانونٌ انتخابي جديد وتشكيل مُفوضيةٍ عليا مستقلة جديدةٍ للانتخابات".
وأشار إلى أن "الحكومةَ العراقيَّة تسيرُ بخطىً واثقةٍ صوب إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر المقبل برغم التحديات، مع ضمانِ توفير بيئةٍ آمنةٍ للناخبين لتحقيق انتخاباتٍ برلمانية حرة ونزيهة لاستعادةِ الثقة بالعملية الديمقراطية في العراق، كما أودُ الأشارةَ إلى الجُهُود التي يبذلها المجتمع الدوليّ، عبر الأمم المتحدةِ لمُراقبة عملية الانتخابات المقبلة، إذ أقر مجلس الأمن الدوليّ قراره المرقم (2576) لعام2021 بطلب عراقيّ، لتمديد عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ((UNAMI لعامٍ مُقبل وتوسيعِ نطاق اختصاصها ليشمل مراقبة الانتخابات البرلمانية العامة".
وتابع: "لا يسعنا إلا أن نُقدمَ الشكرَ للدول التي دعمت طلب العراق في تعزيز إجراءاتِ مُراقبة الانتخابات وضمان نزاهتها وجُهُود الولايات المتحدة بشكل خاص لمبادراتها بهذا الشأن".
وأضاف: "لقد تم إبرام العديد من مُذكراتِ التفاهم في قطاعات مُتعددة خلال جولات الحوار السابقة، التي تدعم مساعينا في تأكيد المُصالح المُشتركةِ بين الجانبين"، مؤكدًا "مُضي العراق في تعزيز استقلاله الاقتصادي وتحقيقِ الشراكات الإقليميّة والدوليّة بشكل متوازن، والتي كان آخرها مبادرة القمة الثلاثيّة بين الحكومة العراقيَّة والمملكة الأردنية الهاشميّة وجمهوريَّة مصر العربيَّة، فضلاً عن مساعي ربط العراق بمنظومة الطاقة الإقليمية عبر دول الخليج".
ولفت إلى أن "الحكومةَ العراقيَّة تستكمل جُهُودها في رفع الحيف الذي لحق بمجتمعنا ذي المكونات المتعددة من ظلمِ الإرهاب وظلاميته، إذ شرّع مجلس النواب العراقيّ قانون الناجيات الايزيديات، ويعد ذلك خطوة لها الأثر الكبير في مساندة ضحايا داعش الإرهابيّ وضمان مُحاسبة أفراده على الأعمال الإجرامية المُرتكبة بحق المواطنين الأبرياء، إلى جانب خطوات الحكومة بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتعزيز الحوارِ والسلمِ المجتمعيِ ونبذ العنف والتطرف واحترام التنوع الديني والمذهبي والعرقي والقومي في العراق، ورفض أشكال التمييز بين المواطنين الذي أكدُ دستور العراق، إلى جانب جُهُود الحكومة العراقية في التوصل إلى اتفاق سنجار لحفظ الأمن فيها بالتعاون بين القوات الأمنيّة الاتحادية وقوات البيشمركة إذ تم انشاء العديد من المراكز الأمنية المُشتركة في المناطق التي تنشط فيها جيوب تنظيم داعش الإرهابيّ، فضلاً عن جُهُود الحكومة العراقيَّة وبالتنسيق مع المنظمات الدوليّة لضمان العودة الطوعية للنازحين".
أكد وزير الخارجية العراقي التزامَ حكومة العراق بحمايةِ أفراد البعثات الدبلوماسية ومقراتها ومنشآتها وضمانِ أمنِ القواعد العسكرية العراقيَّة التي تستضيف قوات التحالف الدوليّ
وبين أن "الحكومة العراقيَّة قد انتهجت مسارًا لدعمِ الأمن والاستقرار داخليًا وعلى مستوى المنطقة بالارتكان للحوار والأخذ بالفرص المشتركة لتحقيق ذلك، لذا نؤكد على الاحترام الكامل لسيادة العراق وبما يضمن استقراره الداخلي وعدم زجه في الصراعات الإقليميّة".
اقرأ/ي أيضًا: الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي.. قراءة أوّلية
وفيما يتعلق بمُواجهة جائحة كورونا وتحدياتها وما يواجهه العالم اليوم من بروز سلالات جديدة أشدُ ضررًا على حياة المواطنين، الأمر الذي يتطلبُ استكمال التعاون بين وزارتي الصحة في كلا البلدين لتوفير متطلباتِ الاستجابة السريعة لدرء مخاطر هذه الجائحة، معربًا عن "أمله بالتوصل إلى اتفاقات للدعم والتعاون في مجال الصحة خلال الجلسة الجانبية التي ستعقد بين الجانبين".
وختم حسين بالقول إن "العراق يجدد تأكيده والتزامه بتعزيز شراكته الستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها شريكًا أساسيًا في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، وأجدد التزام العراق بعقد وتعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمار والعمل المُشترك في القطاعات كافة، التي تتضمنها اتفاقية الإطار الستراتيجي، مع الالتزام باحترام سيادة العراق وضمان التنسيق الكامل مع الحكومة العراقية ونحن واثقون بقدرتنا على المضي معًا في وضع مسار هذه العلاقة في طريق الرفاه والازدهار الذي ينشده شعبي بلدينا والمسؤولية التاريخية الكبيرة المناطة بنا"، ونتمنى النجاح لعملنا المُشترك ونأمل في جلسات اليوم التوصل إلى تفاهمات واتفاقات مُشتركة لجميع قطاعات التعاون".
اقرأ/ي أيضًا:
تضمن 6 فقرات.. الخارجية الأمريكية تنشر جدول أعمال "الحوار الاستراتيجي"
أهداف متشابكة.. هل يُصلح "الحوار الاستراتيجي" ما أفسدته الصواريخ؟