12-يناير-2022

غضب في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

مضى وقت منذ بدأ الناس يعودون لحياتهم اليومية ويتناسون المناظر المؤلمة التي رافقت الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في مناطق الوسط والجنوب العراقي مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2019. وما زال المحتجون يستذكرون رفاقهم الذين سُفكت دماؤهم خلال التظاهرات أو عبر اغتيالات منفردة، في تواريخ محددة أو في مواقف تثير عواطفهم.

عرضت قناة الميادين فيلمًا وثائقيًا فيه صورة تجمع قاسم سليماني مع "أبو مهدي المهندس" وأشخاص يرتدون ملابس عسكرية وهم يراقبون احتجاجات تشرين عبر شاشات كبيرة

لكن قناة الميدانين اللبنانية نكأت جرح الناشطين والمتظاهرين من جديد حين أثارت صورةٌ مجزتئة من وثائقي لها غضبًا في مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ/ي أيضًا: ليلة القنّاصين والحلبوسي.. كيف "بارك" البرلمان هدر دماء المتظاهرين؟

وعرضت قناة الميادين في 8 كانون الثاني/يناير 2022 فيلمًا وثائقيًا بعنوان "القاسم الذي نفتقده"، يتناول سيرة قائد فرقة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قتلته غارة أمريكية مطلع العام 2020 قرب مطار بغداد الدولي.

 

 

صورة بألف ذكرى

ظهرت في الفيلم الوثائقي صورة تجمع قاسم سليماني جنبًا إلى جنب مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" الذي قُتل مع الجنرال في ذات الغارة، ومعهم رئيس هيئة أركان الحشد الشعبي "أبو فدك" رفقة أشخاص آخرين يرتدون الملابس العسكرية "الحشدية" ويستعرضون خرائط تظهر بناية المطعم التركي الذي أطلق عليه المتظاهرون "جبل أُحد" حين كانوا يتحصنون به من الهجمات المضادة، إضافة إلى ما تبثه كاميرات مراقبة لمواقع انتشار المتظاهرين في ساحة التحرير ومقترباتها وسط بغداد، وهو ما أكدته صفحات متخصصة.

وترجع الصورة إلى أحداث التظاهرات التي انطلقت في الثلث الأخير من العام 2019 والتي راح ضحيتها ما يرنو إلى ألف قتيل و30 ألف جريح وفق إحصائيات رسمية وغير رسمية.

 

 

دليل غير مطلوب!

يحمّل العديد من المتظاهرين قادة فصائل مسلحة عراقية منضوية في هيئة الحشد الشعبي إضافة إلى إيران والحرس الثوري مسؤولية قمع التظاهرات واغتيال الناشطين، وقد زادت قناعاتهم بعد شواهد عدّة من بينها الاعتراف المسرب لقاتل الإعلامي أحمد عبد الصمد وزميله المصور صفاء غالي، الذي قال في جلسة محاكمته مؤخرًا إنه تلقى الأوامر بقتلهما بناءً على "فتوى"، وهو ينتمي لأحد الفصائل المسلحة المقربة من إيران.

وأثارت الصورة المقتطعة من وثائقي قناة الميادين غضب مدونين عراقيين، مستذكرين أحداث تشرين وما رافقها من قمع واغتيالات، إذ قال مدونون إن الصورة تعود لـ "غرفة عمليات الحشد" لمراقبة التظاهرات أثناء "مناقشة عمليات قتل المتظاهرين".

 

 

 

 

وقال مدونون إنّ الظاهرين في الصورة دفعوا ثمن الدماء التي سُفكت بعد حين، ولفت آخرون إلى أن "الطرف الثالث أصبح معلومًا"، في إشارة إلى تصريح وزير الدفاع آنذاك الذي اتهم طرفًا ثالثًا بقتل المتظاهرين.

 

 

 

واعتبر مدونون آخرون تقرير قناة الميادين "فضيحة"، مؤكدين أنهم ليسوا بحاجة إلى دليل بصور وفيديو لكن نشر مثل هذه "الفضائح" يساعد على كشف الحقائق للآخرين، حسب رؤيتهم.

 

انتهاك للسيادة

لطالما تحدثت الأحزاب والفصائل الحليفة لإيران عن السيادة والدفاع عنها في إطار الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية في العراق؛ لكن ما ظهر في الاجتماع الأمني ردّه مدونون على المقربين من إيران معتبرين وجود شخصية إيرانية في اجتماع عراقي يراقب احتجاجات مواطنين عراقيين تدخلًا في الشأن العراقي وانتهاكًا للسيادة.

 

 

 

 

هل نُشرت بالخطأ؟

الصورة التي أثارت ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي عدّها بعض المدونين "خطًأ فادحًا"، وأشار آخرون إلى أن ظهور الاجتماع الذي كان "يخطط للهجوم على المتظاهرين  في المطعم التركي وجسر الجمهورية في اجتماع سري" جاء عن طريق الخطأ.

 

 

 

 

 

 

ولم تصدر قناة الميادين أي توضيح بعد انتشار الصورة في مواقع التواصل الاجتماعي، كما لم تعلق السلطات العراقية وهيئة الحشد الشعبي على الموضوع.

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

محاكمة "فرقة الموت".. فتوى اغتيال أحمد عبد الصمد "صدرت من خامنئي"

"الترا عراق" ينفرد بنشر أسماء واعترافات منفذي اغتيالات البصرة