25-نوفمبر-2021

ردود غاضبة من الخاسرين (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

يتعرض الإطار التنسيقي الشيعي الذي يضم مجمل الكتل المعترضة على نتائج الانتخابات لضغوط مستمرة رغم التوقفات والتعويل على هيئة القضاء في ما تقول إنه عملية تزوير للانتخابات.

قالت المبعوثة الأممية إلى العراق إن الانتخابات التي جرت مؤخرًا "سليمة" "ولا دليل على وجود التزوير"

يستمر صاحب الكتلة الصدرية، الأكبر عددًا من المقاعد استنادًا إلى النتائج فحسب مقتدى الصدر بالحديث عن عزمه تشكيل أغلبية وطنية تتبنى الحكومة مقابل معارضة، وأضاف لذلك شروطًا للراغبين بالانضمام بأن يحلوا الفصائل المسلحة ويسلمون سلاحهم للحشد الشعبي.

اقرأ/ي أيضًا: إحاطة أممية حول انتخابات العراق: تغيير النتائج عبر الترهيب سيرتد عكسيًا

وكان الإطار التنسيقي اجتمع مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت وقالت أطراف فيه إنه الإطار سلّم المبعوثة الأممية أدلة على تزوير نتائج الانتخابات أدهشت الأخيرة التي تعهدت بدراستها، حسب تصريحاتهم.

ضربة بلاسخارت

في إحاطة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قالت المبعوثة الأممية إلى العراق إن الانتخابات التي جرت مؤخرًا "سليمة" "ولا دليل على وجود التزوير".

دعت بلاسخارت الأحزاب والسلطات العراقية إلى الاعتراف بنتائج الانتخابات مؤكدة أن "الهدوء وضبط النفس والحوار يمثل السبيل الوحيد للمضي قدمًا" أما "الاتهامات الباطلة والتهديد بالعنف سيؤدي إلى نتائج وخيمة"، وعللت خسارة بعض الأحزاب إلى تركيز المرشحين في دائرة واحدة وتبعثر الأصوات".

وتحدثت بلاسخارت عن الظروف الصعبة التي جاءت من فيها الانتخابات بعد "احتجاجات غير مسبوقة" شهدت عنفًا وقتلى وجرحى بالآلاف وأكدت حاجة العراق إلى "قيادات وحكم رشيد".

ردود مرحّبة

التصريحات الأممية تبعث الأمل، هذا ما قاله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد إحاطة بلاسخارت داعيًا إلى "اتّباعها والابتعاد عن المهاترات السياسية والعنف وزعزعة الأمن"، كما عدّها الصدر "فرصة جديدة لرافضي نتائج الانتخابات لمراجعة أنفسهم والإذعان للنتائج".

في سياق ذلك قالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أحد أبرز المُتهمين من قبل الخاسرين بالتزوير، إن تصريحات بلاسخارت أمام مجلس الأمن "تأكيد لنزاهة العملية الانتخابية".

ورحب مرشحون فائزون بحاطة بلاسخارت الذي يؤكد شفافية الانتخابات وخلوها من عمليات التزوير، داعين الكتل الخاسرة إلى "الكف عن أوراق التهديد".

غضب الخاسرين

ردود فعل غاضبة أطلقتها أطراف في الإطار التنسيقي المعترض على نتائج الانتخابات حمل بعضُها تهديدًا وصوب اتهامات عدّة للمعبوثة الأممية منها الكذب وممارسة دور الاحتلال.

رئيس تحالف الفتح هادي العامري لجأ في اليوم التالي إلى ممثل دولي آخر وهو سفير الاتحاد الأوروبي فيلا فاريولا إذ وصف في حديث معه بلاسخارت بـ"المندوبة السامية"، واتهمها بـ"التدخل في الانتخابات ونتائجها".

في ذات النغمة، علق شبل الزيدي  أمين عام "كتائب الإمام علي" على إحاطة بلاسخارت بالقول إن الأخيرة تتدخل وكأنها "المندوب السامي للاحتلال"، وإن المبعوثة الأممية "جزء من المؤامرة في المسرحية الهزلية الانتخابية" داعيًا إلى "إخراج العجوز الشمطاء من أرضنا فورًا فورًا".

عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة الذي طرح مبادرة منذ أيام فادي الشمري قال إن بلاسخارت "نكثت بوعودها للإطار التنسيقي" بعد وعدها قوى الإطار التنسيقي بأن تحضر الأدلة المقدمة عن الخروق الانتخابية في تقريرها الخاص إلى مجلس الأمن.

لكن الشمري يستدرك بالقول إن "قوى الإطار لم تكن تعول كثيرًا على بلاسخارت"، وهو ما أيّده عضو المكتب السياسي لعصائب أهل الحق سعد السعدي، الذي فسّر حديث المبعوثة على أن "الأمم المتحدة لن تعترف بالنتائج إذا تغيرت لصالح قوى الإطار".

واتهم زميل السعدي، محمود الربيعي المبعوثة الأممية بالكذب مشيرًا إلى "أننا نمتلك ما يكفي لكشفها وهي تمثل دور المسكينة التي لا تعرف شيئًا عن التزوير".

التهديد بالتصعيد كان حاضرًا في ردود فعل أعضاء الإطار التنسيقي حيث قال عضو التحالف مختار الموسوي إن إحاطة بلاسخارت تؤكد أنها "أحد أطراف المؤامرة للتلاعب بالانتخابات وبالتالي ما طرحته سيدفع باتجاه التصعيد".

وأضاف الموسوي في تصريحات صحفية: "في حال كان موقف السلطة القضائية مشابه  لموقف بلاسخارت بعدم تعديل نتائج الانتخابات وفقًا للطعون، حتمًا سيكون لنا تصعيد كبير قد يحرك الشارع وبما يهدد السلم الأهلي".

ولطالما تحدث أعضاء في الإطار التنسيقي عن قناعة بلاسخارت بوجود أخطاء رافقت العملية الانتخابية وتعهدها بمعالجة الخلل.

ضغط وتطورات جديدة

في استمرار للأحداث الضاغطة على الإطار، نشر التيار الصدري مقطع فيديو يظهر زعيمه مجتمعًا مع مجموعة من المرشحين المستقلين الفائزين في الانتخابات والذي يدعون وجود حراك لسلب مقاعدهم.

لكن الصدر استغل الحوار بالتأكيد على رفضه الاشتراك بحكومة توافقية أو "خلطة عطار"، وهي عبارة استخدمها في عام 2018 إبان الحوار حول تشكيل الحكومة بعد الانتخابات.

شدد الصدر على أنه "لم يعد يستسيغ الدخول في حكومات توافقية" بعد الصراعات الحزبية التي تجري قبل كل انتخابات مبررًا ذلك بأن التجربة فشلت مرات عدّة.

وقال الصدر إنه "سيشكل حكومة أغلبية أو يتجه إلى المعارضة مؤكدًا أن "الأطراف الأخرى تخشى التيار الصدري في الحالتين".

من جانبه، تعهد عضو المكتب السياسي للعصائب سعد السعدي بالكشف عن أدلة تزوير "تحرج المجتمع الدولي" في الأيام القادمة مدعيًا أنه "كافية لإلغاء نتائج الانتخابات".

وحتى ذلك الحين - يرى السعدي - فأن الكتل المعترضة لن تعقد أية حوارات لتشكيل الكتلة الأكبر ولن "تذعن إلا للقانون وللشعب" على حد تعبيره في رد على دعوة الصدر.

التهديد بالتصعيد كان حاضرًا في ردود فعل أعضاء الإطار التنسيقي حيث قال عضو التحالف مختار الموسوي إن إحاطة بلاسخارت تؤكد أنها "أحد أطراف المؤامرة"

وفي حال تحقق مطلب الكتل المعترضة بتصحيح نتائج الانتخابات فأن المشروع الذي يتحدث عنه عضو العصائب هو "رفض التوافقية والمحاصصة"، ما يتفق ضمنيًا مع ادعاءات الصدر مع اختلاف المواقع.

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الصدر يقطع الطريق على "الإطار": سئمنا "خلطة العطار" وصارحنا طهران

الصدر: الإحاطة الأممية فرصة للخاسرين أن يذعنوا للنتائج