31-مايو-2019

تحدثت أطراف عربية ومصادر عن تورط أطراف كردية بالهجمات (Getty)

الترا عراق – فريق التحرير

في ظل أزمة سياسية في كردستان وأوضاع أمنية غير مستقرة في عدة مدن ومناطق محررة شمالي البلاد، شهدت محافظة كركوك، مساء الخميس 30 آيار/مايو، سلسلة تفجيرات بواسطة 7 عبوات ناسفة خلفت 3 قتلى و20 جريحًا بينهم عناصر أمن، بحسب مستشفى كركوك العام وخلية الإعلام الأمني ومصادر أخرى، فيما ألمحت جهات سياسية عربية إلى تورط أطراف كردية "تريد إعادة أوضاع المحافظة إلى ما قبل عمليات فرض القانون".

ضربت سلسلة تفجيرات قلب مدينة كركوك شمالي بغداد أسفرت عن 23 قتيلًا وجريحًا وفق المعلومات الرسمية

استهدفت التفجيرات التي وقعت بشكل متتال شوارع القدس والمحافظة وسط كركوك وطريق بغداد، مستهدفة مولات ومحال تجارية بعد ساعات قليلة من الإفطار، حيث تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق اللحظات الأولى لبعضها، أظهرت حالة من الهلع تسود بين المواطنين جراء ذلك، فيما أعلنت خلية الإعلام الأمني إبطال عبوتين.

اقرأ/ي أيضًا: بارزاني يتحدث عن جرائم ضد الكرد في المتنازع عليها ويطالب بتدخل دولي!

عقب ذلك، توالت التصريحات المنددة من عدة جهات سياسية، صدر أولها من الهيئة التنسيقية العربية العليا في كركوك إذ حثت المواطنين على "التكاتف مع القوات الأمنية صفًا واحدًا"، مشيرةً إلى أن "هذه الهجمة الشرسة جاءت بعد استتباب الأمن والاستقرار في محافظتنا العزيزة"، وهو ما قد يكون ربما تلميحًا يتهم جهات كُردية بالوقوف خلفها، فضلًا عن مصدر تحدث عن اتهام وجهه الاتحاد الوطني، إلى غريمه الديمقراطي بالوقوف خلف التفجيرات لتصدير أزمة إلى كركوك، "ردًا على مقاطعة جلسة انتخاب نيجرفان بارزاني رئيسًا لكردستان".

بدوره، قال النائب عن عرب كركوك خالد المفرجي، في بيان إن "ما حدث لن يؤثر على ما تحقق من إنجاز أمني كبير شهدته كركوك منذ دخول القوات الاتحادية إليها، وأنها محاولات فاشلة لن تنجح في إرجاعنا إلى الوراء".

لكن أبرز ما جاء في البيان هو كشف المفرجي، عن تبليغ جهاز المخابرات قبل يومين للأجهزة الأمنية في كركوك وبالذات الشرطة المحلية عن احتمال وقوع هجمات بمواقع محددة ومنها شارع القدس، وفيما دعا الشرطة المحلية، التي يُديرها اللواء علي كمال عبد الرزاق إلى "إبعاد الفاسدين والمتقاعسين عن أداء واجبهم الأمني"، طالب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بتكليف لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بالتحقيق في الموضوع وتحديد الجهات المقصرة.

بالمقابل استغلت الأطراف الكردية التفجيرات، للدعوة إلى إعادة قوات البيشمركة إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها، وفق مواقف رسمية صدرت عن الحزبين الكرديين الديمقراطي والوطني، حيث دعت كتلة الاتحاد البرلمانية في بيان رئيس الحكومة الاتحادية عادل عبد المهدي إلى "مراجعة" الخطط الأمنية و"إشراك البيشمركة لحماية محيط كركوك وداخلها، كما كان عليه الوضع سابقًا"، وهو ما أكد عليه أيضًا زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، رغم الخلافات بينهما بشأن الجلسة التي انتخب فيها رئيس الإقليم الجديد نيجرفان بارزاني، الأسبوع الجاري.

ألمحت أطراف في كركوك إلى احتمال تورط الكرد بالتفجيرات وتحديدًا الحزب الديمقراطي في محاولة لتصدير الأزمة الداخلية

كان بارزاني قد أصدر، قبل ساعات من سلسلة التفجيرات التي شهدتها كركوك، بيانًا تحدث فيه عن "ظلم واضح واضطهاد بحق الانسانية يتعرض له المواطنين الكرد على اساس قومي في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، على شكل قتل ومعاناة وحرق لمحاصيلهم الزراعية هناك "، وطالب الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بالتدخل.

من جانبه دعا محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري، الأطراف السياسية إلى "الابتعاد عن التصريحات المتشنجة التي تعمل على تأزيم الوضع في المحافظة"، مُطالبًا كافة مكونات كركوك بـ "الوقوف مع القوات الأمنية والإبلاغ عن الحالات المشبوهة وتفويت الفرصة على من له نية للاصطياد بالمياه العكرة".

الموقف الأبرز، جاء من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي خيّر الحكومة الاتحادية بين التصرف تجاه المعاناة المتعددة لكافة المحافظات العراقية، أو ترك ذلك له، داعيًا إلى "إقصاء وإبعاد المتحزبين والمجندين عن تلك المحافظات وإعلانها محافظات منكوبة تديرها الرئاسات الثلاث".

اقرأ/ي أيضًا: صراع "التخبط والهيمنة".. ماذا ينتظر كردستان؟

وقال الصدر في تغردة عبر حسابه في تويتر: "اعلموا أن محافظات الجنوب ترزح بالفقر والفساد، ومحافظات الوسط قد أنهكتها الصراعات والفساد، وأما محافظات: ديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار و(الموصل) فقد ذهبت ضحية الطائفية والفساد".

وأضاف زعيم التيار الصدري: "اسمعوا وعوا وتداركوا الموقف قبل فوات الأوان، فيا (حكومة العراق) إما أن تتصرفي أو دعونا نتصرف.. عسى أن ننفع ولا نضر، فالشعب يعاني ويلات الجوع والتسلط والفساد بأقسى وأعلى مستوياته.. فاكبحوا جماح الفاسدين واقصوا المتحزبين وأبعدوا (المجندين) عن تلكم المحافظات ولتعلنوها محافظات منكوبة تديرها (الرئاسات الثلاث بإشراف مباشر وبالتعاون مع الجيش والشرطة حصراً وإلا فات الأوان.. سلاما لموطني".

طالب الصدر بإعلان عدد كبير من محافظات البلاد منكوبة وإدارتها مباشرة من قبل الرئاسات الثلاث، أو اتاحة الفرصة له للتحرك فيها

وتشهد كردستان أزمة سياسية لم تجد حلًا حتى الآن منذ الانتخابات الأخيرة، أسفرت عن تخبط ومشاكل داخل الاتحاد الوطني مقابل استحواذ كامل على الرئاسات من قبل غريمه الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني، فيما تشهد المناطق المحررة والمتنازع عليها أزمات كبرى تبدأ بملف الأمن والتهجير والنزوح ولا تنتهي عن انتهاكات حقوق الإنسان وانعدام الخدمات وفرص العمل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كردستان "تشكر" عبد المهدي.. عطلة لـ 7 أيام ورواتب قبل العيد!

بين "داعش" و"الحرب القومية".. "الانهيار" يهدد كركوك!