ألترا عراق ـ فريق التحرير
يُجمع المراقبون والسياسيون على أن العراق يمر بمرحلة حرجة وحساسة لأسباب عدّة، منها الظروف الداخلية كالاقتصاد والأمن والانتخابات والإقليمية وأهمها الصراع الأمريكي الإيراني الذي يعتبر العراق أحد أهم ساحاته كما تشير الوقائع وأصوات القصف التي تؤشر على صراع آخر يصطلح عليه سياسيون بصراع "الدولة واللا دولة".
أصدرت الخارجية الأميركية عقوبات على كيانات لبنانية وسورية وعراقية بينها حركة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله
في هذه الأثناء، تصارع حكومة مصطفى الكاظمي على جبهات متعددة حيث العمليات التي تنفذها الفصائل المسلحة والانسحابات المتوالية من الانتخابات والضغوط الناجمة عن توتر العلاقات الدولية والإقليمية وما ينعكس من خلالها على العراق.
اقرأ/ي أيضًا: عقوبات أمريكية جديدة ضد "العصائب" و"الكتائب" في العراق
يتزامن ذلك مع وصول "رئيسي" المحافظ المقرب من المرشد الإيراني الأعلى إلى منصب رئاسة الجمهورية والأحداث التي جرت في خليج عُمان، وسعي الحكومة العراقية إلى تطبيق مفردات الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وخروج القوات العسكرية بحلول نهاية العام 2021، وقد انسحبت بالفعل قوة من التحالف الدولي إلى قواعدها في الكويت مؤخرًا.
تحركات وتقاطعات دولية
مؤخرًا، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على كيانات روسية ولبنانية وسورية وعراقية، وكان من بين الجماعات العراقية حركة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله لأسباب قالت الوزارة إنها تتعلق بخرق حظر أسلحة الدمار الشامل.
يتزامن ذلك مع مؤتمر إقليمي مزمع إجراؤه نهاية الشهر الحالي في بغداد وتبدو فرنسا إحدى الدول الراعية لهذا المؤتمر والذي سيجمع دولًا مجاورة للعراق.
في هذا الصدد، يقول عضو تحالف الفتح غضنفر البطيخ إن "الكاظمي أصبح رقمًا صعبًا والقوى الدولية تقف إلى جانبه". ويشير البطيخ في تصريحات تلفزيونية تابعها "ألترا عراق" إلى أن "العراق ما زال محتلًا وأن القواعد الأجنبية ما هي إلا أدوات ضغط عليه"، فالعراق هو "منطقة نفوذ أمريكية بريطانية وعلى القادة العراقيين حفظ مصالح هاتين الدولتين دون السماح للضغوط"، حسب تعبيره.
الفصائل والأدوار
يتحدث بعض السياسيين ومن بيهم غضنفر البطيخ عن رغبة دول الجوار بعراق قوي يستطيع حفظ مصالحهم فيه دون أن تسيطر الفوضى على المشهد في العراق. وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أشار في تصريحات سابقة إلى رغبة الإيرانيين بعدم التدخل في الشأن الداخلي بعد حادثة المطار.
في السياق، تقول المتحدثة باسم ائتلاف النصر آيات المظفر إن صناع القرار الإيرانيين لمسوا نتائج التغول في القرار عام 2018 حيث "لم تكن هناك علاقات قوية لإيران الدولة مع الدولة العراقية"، وتعلق على تصريحات الرئيس الإيراني الجديد حول رغبته بدولة عراقية مقتدرة بالقول: "الفصائل المسلحة أضعفت وأحرجت الإيرانيين ورئيسي لا يريد تقويتها في العراق"، وشاهد حديث المظفر هو "الاحتجاجات في العراق التي عكست نقمة شعبية عراقية على الدور الإيراني في العراق".
من جانب آخر، يرى عضو تحالف الفتح غضنفر البطيخ أن العلاقة بين الكاظمي والفصائل المسلحة أصبحت أكثر انسجامًا الآن بعد أن كانت ضده في البداية ويعود ذلك لأنه لم يخيفهم، حيث أن نقطة الخلاف مع الكاظمي هي التواجد الأمريكي وقد قلّت تلك الخلافات بعد زيارة الكاظمي الأخيرة إلى واشنطن، وما ساعده في ذلك - والحديث للبطيخ - هو وجود إدارة بايدن.
يقول ائتلاف النصر إن الفصائل المسلحة أضعفت وأحرجت الإيرانيين ورئيسي لا يريد تقويتها في العراق
ويذهب محللون وخبراء إلى احتمالية انعكاس الحالة الإيرانية الجديدة مع إمكانية إحياء الاتفاق النووي على الواقع في العراق وتخلي الفصائل المسلحة عن دورها العسكري والانخراط في العملية السياسية بعد التهدئة، وربما يكون دخول كتائب حزب الله إلى الانتخابات أحد المؤشرات على هذا الاعتقاد.
اقرأ/ي أيضًا:
متهم باغتيال هشام الهاشمي مرشحًا.. لماذا تريد "كتائب حزب الله" دخول البرلمان؟
تفاصيل تنشر لأول مرة.. معلومات مثيرة عن نشاطات الحرس الثوري في العراق