08-أغسطس-2021

من الظل إلى الضوء (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

من الظل إلى الأضواء السياسية، يستعد "أبو علي العسكري"، أحد أكثر الشخصيات جدلية في "كتائب حزب الله"، للدخول إلى المعترك السياسي عبر الانتخابات القادمة ليكون نائبًا برلمانيًا داخل مجلس النواب العراقي، في خطوة مفاجئة ومثيرة للتساؤلات.

كانت حركة كتائب حزب الله تعتمد في بعض القضايا التي تتطلب تدخلًا برلمانيًا على تحالف الفتح بزعامة هادي العامري

وطالما كانت "كتائب حزب الله" الحركة المسلحة الأكثر غموضًا وسرية وغير معروفة القيادات بشكل واضح، بل أنه وبحسب المعطيات وخبراء في الجماعات المسلحة، يتمتع بالعلوية والقوة الأكبر والتقنيات الأكثر تقدمًا على باقي الفصائل المسلحة الأخرى، وما أصبح منصب رئيس أركان الحشد الشعبي من حصة حزب الله تحديدًا إلا لهذه المعطيات، حيث لم يشغل منصب "أبو مهدي المهندس" قائد كتائب حزب الله بعد مقتله بضربة جوية أمريكية ببغداد، إلا قيادي آخر من الكتائب هو عبد العزيز المحمداوي "أبو فدك".

اقرأ/ي أيضًا: واشنطن تغلق موقع "كتائب حزب الله" في العراق

وبقيت حركة كتائب حزب الله تصوّر نفسها لفترة طويلة كـ"فصيل مقاوم"، إسلامي أكثر من كونه حركة سياسية أو له طموحات ومشاريع سياسية، وكان اعتمادها بشكل أو بآخر في بعض القضايا التي تتطلب تدخلًا برلمانيًا، على الأجنحة السياسية للفصائل الأخرى داخل مجلس النواب، والمجتمعة داخل تحالف الفتح بقيادة هادي العامري، وقادت تأثيرًا كبيرًا على هذه الأجنحة السياسية في مسألة التصويت على إخراج القوات الأمريكية من العراق.

وتدفع كتائب حزب الله بواحد من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل وخصوصًا خلال العام الأخير إلى البرلمان، وهو حسين مؤنس المحمداوي أو المعروف بـ"أبو علي العسكري"، وهو المنفذ الوحيد للتهديدات التي تطلقها كتائب حزب الله، فقد هدد الكاظمي بـ"قطع أذنيه"، فضلًا عن تهديد رئيس الجمهورية برهم صالح، وغيرها، حتى أصبح يعرف بـ"حامل رسائل تهديد حزب الله"، فيما ارتبط اسمه بقضية اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي، حيث اتهمت تقارير  أبو علي العسكري باغتيال الهاشمي.

وكان أول ظهور كشف هوية أبو علي العسكري، على يد الخبير الأمني الراحل هشام الهاشمي، في تغريدة شهيرة في الرابع من آذار/ مارس 2020، حيث نشر صورة علق عليها: "يقال إنها صورة لصاحب التغريدات المثيرة للجدل والتي سببت أزمات سياسية بين مؤسسات الدولة العراقية الرسمية وخلايا وشبكات اللادولة المسيطرة على الدولة العراقية؛ أبو علي العسكري واسمه الحقيقي بحسب مصادر "حسين مؤنس"، وهو عضو في مجلس شورى كتائب حزب الله، ويعمل مستشارًا أمنيًا وعسكريًا".

واليوم، ينشغل حسين مؤنس بالتجمعات الانتخابية للكتلة التي ينتمي لها تحت مسمى "حقوق"، والتي تحمل شعارًا مستوحى من شعارات الفصائل المسلحة وعلى رأسها حزب الله، حيث يظهر الشعار ذراع مقبوضة للأعلى وتمسك حرف "ح" كتبت باللون الأصفر، وهو لون راية "كتائب حزب الله".

تأتي هذه الخطوة من "كتائب حزب الله"، بالتزامن مع تسريبات وتقارير تتحدث عن سوء العلاقة بين الكتائب وباقي الفصائل الكبيرة المعروفة مثل عصائب أهل الحق، ووجود تنافس شديد بين الطرفين، كان آخرها انتقاد القيادي في العصائب جواد الطليباوي لقرار رئيس أركان الحشد "أبو فدك المحمداوي" بتعيين عبد الرحمن جمعة عناد سعدون بمنصب آمر الفوج الرابع للواء 51 في الحشد، حيث خاطب الطليباوي المحمداوي بأن "كونك بديلًا للشهيد أبو مهدي المهندس يحملك مسؤولية أكبر في اتخاذ القرارات الصحيحة وبعيدة عن المجاملات السياسية"، آملًا منه بأن "لا يكرّر هذا الخطأ".

وبينما تطرح التساؤلات عن سبب توجه "كتائب حزب الله" إلى ميدان الانتخابات والمحاولة للحصول على مقعد في البرلمان، يرجح مراقبون أن كتائب حزب الله بدأت لا تثق ربما بشركائها والأجنحة السياسية والكتل التابعة لفصائل أخرى، ولم تعد تعتمد عليهم داخل البرلمان، حيث يبدو أن "حركة حقوق داخلة لأخذ زمام المبادرة بشكل أكثر حديّة".

من جانبه، يرى رئيس المركز العربي الاسترالي للدراسات الاستراتيجية الباحث السياسي، أحمد الياسري، أن "كتائب حزب الله تضع تجربة حزب الله اللبناني نصب أعينها وتراها تجربة ناجحة تسعى لاستنساخها في العراق"، وبينما تخطو كتائب حزب الله لهذا الهدف، إلا أن الياسري اعتبر خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أن "ترشيح الكتائب لحسين مؤنس دون غيره والذي ارتبط اسمه بمقتل الخبير الأمني هشام الهاشمي هو تحدي للإرادة العراقية بالكامل".

ويعتقد الياسري أن "كتائب حزب الله لا تبحث عن عدد داخل مجلس النواب أو تسعى لأكبر عدد من المقاعد، بل هم يبحثون عن الشرعية، وأي تصادم مستقبلي محتمل سيكون بين الدولة والدولة، وليس بين الدولة واللادولة".

ويوضح الياسري أن "هناك 50 نائبًا يمثلون الجناح الشيعي الثوري المقرب من الفصائل وإيران، وجميعهم يبحثون عن الشرعية والحصانة بتواجدهم في هذا المكان".

وحول الميزة التي تتمتع بها كتائب حزب الله عن باقي الفصائل من غموض ومن ثم إقدامها على الدخول للبرلمان بصورة رسمية وبأحد أبرز شخوصهم وما إذا كان يمكن وصف هذه الخطوة بـ"التحول"، يقول الياسري إن "التحول بدأ فعليًا منذ 2010".

يقول الباحث أحمد الياسري إن الكتائب تبحث عن الشرعية وأي تصادم مستقبلي محتمل سيكون بين الدولة والدولة، وليس بين الدولة واللادولة

ويكمل الياسري أن "حزب الله تأسس عام 2007 في محافظة ميسان وفي مناطق الأهوار دون تسمية أو تخطيط لمشروع سياسي، بل كانوا قوة لمقاومة القوات الأجنبية وقاموا بعمليات ضد القوات البريطانية والأمريكية، قبل أن يذهبوا إلى سوريا عام 2010 وهناك تم التحول والتأسيس الرسمي كمشروع واسم سياسي".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تفاصيل تنشر لأول مرة.. معلومات مثيرة عن نشاطات الحرس الثوري في العراق

الفصائل ترضخ لتهديد واشنطن.. كتائب حزب الله تعلن "هدنة" في العراق