31-أغسطس-2022
أبرز الأحداث في العراق ترند العراق

ترند العراق خلال شهر آب الماضي (فيسبوك)

  

شهد شهر آب/أغسطس 2022، أحداثًا سياسية واجتماعية قفزت إلى أعلى واجهات منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حيث تزامنت أبرز الأحداث في العراق مع حلول موسم "عاشوراء"، واستمرت تداعياتها في الهيمنة على الأجواء إلى اليوم الأخير من هذا الشهر.

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ضخبًا كبيرًا مع تسارع الأحداث السياسية والاجتماعية في العراق خلال شهر آب/أغسطس  المنصرم

مع بداية الشهر، كانت تداعيات انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية، وإعلان الإطار التنسيقي ترشيح شياع السوداني لتشكيل الحكومة، قد بلغت الذروة بإعلان أنصار التيار عن اعتصام مفتوح أمام مبنى البرلمان بعد اقتحامه على إثر مطالب وصفت بـ"الثورية"، رفعها زعيم التيار أواخر شهر تموز/يوليو المنصرم، حيث طالب بتعديل الدستور العراقي وإجراء إصلاحات على الجهاز القضائي فضلًا عن حل البرلمان وتحديد موعد للانتخابات المبكرة.

بينما تخللت تطورات الأزمة السياسية صعود بعض الأحداث الاجتماعية أواسط الشهر، لتعود الأزمة السياسية مرةً أخرى إلى واجهة أبرز الأحداث في العراق، مع التصعيد الاحتجاجي والعسكري الذي شهدته المنطقة الخضراء في الأسبوع الأخير من الشهر.

بوصلة الصدر تميل نحو القضاء

المتغير الأبرز بعد إعلان الاعتصام الصدري أمام مبنى البرلمان كان توجيه بوصلة الاحتجاج الصدري نحو الجهاز القضائي، بعد مطالبة الصدر المحكمة الاتحادية بإصدار قرار بحل البرلمان تمهيدًا لانتخابات مبكرة، بناءً على دعوى قضائية أقامتها الهيئة السياسية للتيار الصدري بهذا الخصوص، فضلًا عن دعاوى أخرى رفعها المعتصمون الصدريون عن طريق اللجنة المنظمة للاعتصام.

وعلى إثر ذلك، روّجت منصات إعلامية صدرية وناشطون صدريون وسم #القضاء_على_المحك.

القضاء

الترند الصدري قوبل بحملة مضادة من منصات مقربة من قوى الإطار التنسيقي بنشر وسم #مقتدى_يهدد_القضاء في مواجهة إعلامية على منصتي "تويتر" و"فيسبوك" استمرت لأيام بين طرفي الأزمة السياسية المستمرة منذ قرابة العام.

مقتدى

لم تكد تهدأ المواجهة بين منصات الإطار والتيار، حتى اندلعت مواجهة أخرى على إثر هجوم الصدر على من وصفهم بـ"الفاسدين"، متهمًا إياهم بـ"التشبه بخطوات التيار"، في إشارة إلى الفعاليات الاحتجاجية التي تقيمها قوى الإطار التنسيقي قبالة الفعاليات الصدرية على أسوار المنطقة الخضراء، وقال إنهم يراهون على الحرب الأهلية.

في الأثناء، نشرت المنصات الصدرية، على إثر تدوينات الصدر، وسمي #الفرصة_الأخيرة، و #نداء_حفيد_الحسين_الأخير.

راغب علامة وزوجة السفير

إلى جانب التصاعد المستمر في الأزمة السياسية، اختطفت صور زوجة السفير العراقي في الأردن، مع الفنان راغب علامة، الأضواء لتحدث جدالًا واسعًا في منصات التواصل الاجتماعي.

واعتبر الكثير من المعلقين والمدونين أن زوجة السفيرة كانت في وضع غير لائق بزوجة السفير، بينما اعتبر آخرون أن اللقطات المنشورة جزء من خصوصية وحرية السفير وزوجته، الأمر الذي تحركت بغداد سريعًا لمعالجته باستدعاء السفير من قبل الخارجية العراقية.

حادث قطارة الإمام علي

مع نهاية الثلث الثاني من الشهر، استفاق العراقيون على حادثة انهيار مزار "قطارة الإمام علي" في محافظة كربلاء، والذي أدى إلى محاصرة عدد من الزائرين داخل المبنى المنهار.

وبعد ليلتين من عمليات البحث تحت ركام المزار، تمكنت فرق الدفاع المدني في كربلاء من إنقاذ ستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، فيما أعلنت السلطات الصحية عن وفاة سبعة أشخاص بينهم أربعة نساء، بعد إعلان انتهاء عمليات الإنقاذ.

حادثة القطارة أثارت غضب وحزن مدونين عراقيين فضلًا عن إعلاميين، مع انتقادات للمسؤولين عن المراقد لإهمالهم.

مدارس أهلية تثير الاستهجان

بالتزامن مع إعلان نتائج الامتحانات الوزارية للصفوف المنتهية، صعدت إلى السطح تسريبات حول إعادة الامتحانات لمادتي الرياضيات والأحياء في مدارس "ايشق جاغ" التركية، الأمر الذي أثار استهجانًا في مواقع التواصل الاجتماعي، ما استدعى وزارة التربية للنفي عبر ناطقها الرسمي الذي أعلن "عدم إعادة الامتحانات لأي مدرسة في العراق".

ولكن مدونين في مواقع التواصل الاجتماعي نشروا وسم #ايشق_فضيحة_وزارة_التربية، والذي لاقى تفاعلًا من عشرات آلاف المغردين في منصة تويتر، معتبرين تصريحات الناطق الإعلامي غير كافية لإثبات عدم إعادة الامتحانات.

الصدريون إلى واجهة الأحداث مرة أخرى

مع حلول الأسبوع الأخير من الشهر، احتلت تطورات الأزمة السياسية واجهة أبرز الأحداث في العراق مرة أخرى، بعد نقل الاعتصام الصدري إلى بوابة مبنى مجلس القضاء الأعلى، الأمر الذي دفع رئيس مجلس القضاء إلى إيقاف عمل المحاكم في العراق احتجاجًا على التصعيد الصدري المتزامن مع قرب بت المحكمة الاتحادية بالدعوى المقدمة لحل البرلمان.

وبعد دعوات تهدئة وبيانات شجب واستنكار للتصعيد الصدري أطلقتها جهات سياسية داخلية وخارجية، أوعز  الصدر إلى أتباعه بالانسحاب من أمام مبنى مجلس القضاء على أن يترك المعتصمون الخيم منصوبة أمام بوابة المبنى.

لم يمهل الصدر خصومه ومنافسيه كثيرًا بعد انسحابه من أمام مبنى مجلس القضاء، وعاد مرة أخرى لتسخين الأجواء بعد ثلاثة أيام بطرحه مبادرة سياسية تتضمن مقترحًا تمتنع بموجبها الأحزاب التقليدية من الاشتراك في الانتخابات المقبلة مع تعهده بالتوقيع على المبادرة خلال 72 ساعة في حال استجابت الأطراف السياسية لمقترحه.

مبادرة الصدر تحولت إلى وسم #مدة_أقصاها_72_ساعة على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل جمهور الصدريين.

مفاجئة الحائري

وفي خضم تعاطي أطياف العملية السياسية مع مبادرة الصدر وانشغال المهتمين بالشأن السياسي في تنبأ مآلات طرح الصدر لمبادرته، صنع قرار استقالة المرجع الديني كاظم الحائري الحدث الأضخم خلال هذا الشهر والأشهر السابقة، حيث دعا الحائري مقلديه إلى الرجوع في التقليد إلى علي الخامنائي، الأمر الذي يرفضه أنصار التيار الصدري رغم كون الحائري مرجعهم الحالي.

 

وعلى اثر القرار المفاجئ للحائري، قرر زعيم التيار الصدري اعتزال العمل السياسي، على الرغم من اعتباره قرار استقالة الحائري "لم يكن بمحض إرادته" في إشارة إلى ضغوطات إيرانية أجبرت مرجع التيار الصدري على قراره الأخير، الأمر الذي أثار موجة من ردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي بالعراق.

ليلة "الصواريخ" الطويلة

 

لم ينتظر أنصار التيار الصدري سوى دقائق معدودة بعد إعلان زعيمهم اعتزال العمل السياسي، حتى هاجم المعتصمون أمام مبنى البرلمان، القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء، ومن ثم الاستيلاء عليه لعدة ساعات.

مشاهد اقتحام الصدريين أثارت ردود أفعال متباينة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد كر وفر مع قوات حكومية، وأخرى قيل إنها تابعة لأمن الحشد الشعبي، خرج أنصار التيار الصدري من القصر الجمهوري، لتندلع على إثر ذلك موجة قمع بالرصاص الحي سقط على إثرها 12 قتيلًا.

بحلول أولى خيوط الليل تسارع المشهد في المنطقة الخضراء لتنزلق الأحداث إلى موجة اشتباكات مسلحة بين أنصار التيار الصدري من جهة، وقوة عسكرية ادعى الصدريون أنها تابعة للحشد الشعبي، ليستمر أزيز الرصاص وعصف الصواريخ بخرق أجواء ليلة الأربعاء، مع مشاهد حرق وهجمات مسلحة على مقار قوى الإطار التنسيقي في وسط وجنوب العراق.

احداث الخضراء في بغداد تذكرنا
بأحداث الطيونة في بيروت،
دارت القتال بين مسلحي حزب
الله ومسلحي القوات بينما قوات
الدولة اخذت دور المتفرج
حيث لا تكون دولة تكون الفوضى
وحيث لا يكون السلاح حصرا بيد
الدولة يكون الاستهتار وسفك
الدماء والظلم والخراب بلا أمن
أو أمان. وهذا ما تريده إيران.

— جابر الحيدري (@evJZuhUlnkRhrBc) August 29, 2022

مع ظهيرة اليوم التالي انجلت الغبرة عن عشرات القتلى سقطوا من طرفي الاشتباك، ليخرج زعيم التيار الصدري بمؤتمر صحفي أمر فيه أنصاره بالانسحاب من المنطقة الخضراء خلال 60 دقيقة، وهو ما حدث مباشرة بعد انتهاء المؤتمر الصحفي الذي أكد فيه الصدر على قراره السابق بالاعتزال، مع الاعتذار إلى الشعب العراقي عن الأحداث التي وصف طرفيها بـ القاتل والمقتول في النار".

أمر الصدر لأنصاره بالانسحاب أشعل نقاشًا محتدمًا في مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دعا المقرب من الصدر، صالح محمد العراقي، يصدر توضيحات عدّة.