31-أغسطس-2022
مقتدى الصدر وحسن نصر الله

(الترا عراق)

الترا عراق - فريق التحرير

فور الخطاب الحاد والصادم لمقتدى الصدر أثيرت تساؤلات وتكهنات حول الضغوط التي قد يكون زعيم التيار تعرض لها ليوبخ أنصاره ويدعوهم إلى التقهقر نحو منازلهم في 60 دقيقة فقط ظهر الثلاثاء.

الأمر لم يقتصر على إعلان تنازل المرجع كاظم الحائري، الغطاء الشرعي للتيار الصدري، وفق عدد من الباحثين والصحافيين الذين ناقشهم "الترا عراق"، بل يتعدى ذلك إلى رسائل تلقاها الصدر من جهات عدة من بينها مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني.

يدور حديث كبير عن تدخل شخصيات بارزة للضغط على الصدر إثر أحداث المنطقة الخضراء من بينهم حسن نصر الله

ويستند مؤيدو هذه المعلومات إلى الانفعال الشديد الذي اتسم به خطاب الصدر المرتجل، والذي اضطر إثره إلى إصدار أكثر من توضيح ليخفف من وطأته على أنصاره.

ومن بين الجهات التي ضغطت على الصدر، الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله الذي أجرى اتصالاً استغرق دقائق قليلة بالحنانة، وفق ما أكدت شخصية لبنانية رفيعة لـ "الترا عراق" في تسجيل صوتي.

 

"السقوط الثاني"

"نصر الله يرى في الحرب بين الأطراف الشيعية سقوطًا جديدًا للعراق بعد 2003"، قال المصدر اللبناني الذي طلب إبقاء هويتها سرًا، مبينًا أنّ نصر الله "طرح بعض الأفكار لمناقشة عملية سياسية شاملة تذهب إلى أبعد من حلّ البرلمان العراقي عبر المحكمة الاتحادية والتوجه نحو انتخابات مبكرة، لكن عبر عملية سياسية أوسع وأكبر".

مبادرة نصر الله، وفق المعلومات التي علمها "الترا عراق"، لم تتجاوز "حديثًا في الخطوط العامة عن ضرورة الانخراط في حوار"، مع التركيز على احتواء اشتباكات المنطقة الخضراء.

تؤكد شخصية لبنانية رفيعة لـ "الترا عراق" تلقي الصدر اتصالاً من نصر الله يحثه بشدة على احتواء أنصاره

كما لم يحدد نصر الله موعدًا لـ "المضي بمبادرته" بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، لكنه كان اتصاله كافيًا "ليزجر الصدر أنصاره ويأمرهم بالانسحاب في 60 دقيقة فقط"، وفق تعبير الشخصية اللبنانية.

 

"لا دور إلاّ للنجف"

وشهدت الساعات الماضية تداول كثير من المعلومات عن أدوار ساهمت في موقف الصدر، من بينها رسالة من مكتب المرجعية الدينية العليا.

ويقول عضو في التيار الصدري في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ المعلومات عن تدخل الأمين العام لحزب الله اللبناني "غير صحيحة".

ويؤكد مشترطًا عدم كشف هويته، أنّ "الدور الأكبر كان للنجف"، فيما رفض الرد على معلومات تدخل آية الله علي السيستاني أو مكتبه.

ينفي عضو في التيار الصدري تدخل أي طرف بالضغط على زعيم التيار الصدري باستثناء النجف

وفي وقت سابق، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى العدول عن قرار اعتزال السياسة.

وحث بري، رئيس حركة أمل الشيعية، خلال حديث لحشد من أنصاره الذين تجمعوا جنوب لبنان لإحياء ذكرى اختفاء رجل الدين موسى الصدر قبل 44 عامًا، الصدر على العودة إلى النشاط السياسي الذي قرر اعتزاله إثر تنازل المرجع كاظم الحائري عن مرجعيته الدينية إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.

وتنقسم الآراء بشدة حول ما حدث عشية يوم الإثنين الماضي، إذ يقول مراقبون إنّ الصدر جرب حظه بـ "محاولة حقيقية" للسيطرة على المنطقة الخضراء بقوة السلاح، لكن "أنصاره فشلوا في تحقيق ذلك بوقت قصير كما كان يعتقد الصدر".

وتدعم وجهة النظر هذه، انتقادات طالت قيادات في "سرايا السلام" الحركة المسلحة التابعة للصدر، من قبل أطراف في التيار ذاته.

بالمقابل، يقول آخرون إنّ الصدر منح أنصاره فرصة لـ "استعراض عضلات" ردًا على الرصاص الذي طال المتظاهرين من تياره بعد اقتحام القصر الحكومي.

ويرى الزميل في مؤسسة القرن في نيويورك سجاد جياد في حديث لوسائل إعلام أمريكية، إنّ "الصدر سمح لمؤيديه بالحصول على 24 ساعة مجانية للقيام بما يحلو لهم"، مبينًا أنّ الصدر "يرسل رسالة إلى منافسيه بأنّه لاعب رئيسي في البلاد". كما أنّ "لديه القدرة على استخدام العنف بقدر ما يستخدم أي طرف آخر".