16-ديسمبر-2019

تتضارب الروايات بشأن واقعة الوثبة التي أثارت سخط المتظاهرين ومطالب الكشف عن القتلة (فيسبوك)

الترا عراق - فريق التحرير

ما يزال الكثير من الغموض يلف حادثة ساحة الوثبة وسط بغداد، وسط تضارب في المعلومات حول تفاصيلها ومقدمات وقوعها، وعدم وجود رواية رسمية "دقيقة وموثوقة" تنسجم مع ما تظهره المقاطع المصورة التي وثقت جانبًا من عملية القتل.

قدمت السلطات رواية تخالف شهادة أسرة القتيل والمقاطع المصورة التي وثقت جانبًا مما وقع في ساحة الوثبة

في آخر التطورات، قالت وزارة الداخلية، إنها اعتقلت خمسة متهمين بالمشاركة في الحادثة، بناءً على أوامر قضائية، مؤكدة على لسان الناطق باسمها خالد المحنا "الاستمرار بملاحقة جميع الجناة".

اقرأ/ي أيضًا: "حادثة الوثبة".. محاولة جديدة لـ "تشويه" الاحتجاجات في توقيت حساس!

كان المحنا قد نفى اشتراك قوة أمنية في الحادث كما تظهر مقاطع الفيديو، وهو موقف يواجه الكثير من التشكيك على خلفية نفي السلطات الأمنية مرارًا حوادث موثقة تظهر ارتكاب عناصرها عنفًا ضد المتظاهرين، أو تقصيرها في أداء واجباتها.

وتشير مقاطع مصورة، إلى إطلاق نار من طرف مسلح في ساحة الوثبة، فيما توثق أخرى محاصرة منزل في أحد الأزقة المطلة على الساحة من قبل قوة أمنية يحمل بعض عناصرها قاذف القنابل المسيلة للدموع، وهي قوة رسمية بحسب شبان شهدوا الواقعة.

يقول أحدهم لـ "الترا عراق"، إن "ثلاثة أشخاص فتحوا النار على حشود كانت عند ساحة الوثبة، منذ فجر الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر، ما دعا إلى طلب شرطة النجدة عبر الاتصال بالرقم المخصص للحوادث الطارئة"، مبينًا أن "قوة أمنية وصلت إلى موقع الحادث وطوقت أحد المنازل التي كان يتواجد فيها أحد المسلحين". ويؤكد شاهد العيان أن "القوة ذاتها هي التي اقتحمت المنزل وقتلت المشتبه به، وغادرت المنزل دون أن تخلي جثته".

يقول شاهد عيان إن قوة أمنية رسمية اقتحمت منزل الشاب المسلح وقتلته دون أن تخلي جثته

من جانبه يستغرب ضابط في وزارة الداخلية تحدث لـ "الترا عراق"، مخالفة الضباط والعناصر، الذين ظهروا في المقاطع المصورة، لقواعد الاشتباك والاقتحام وسماحهم بتواجد مدنيين في مسرح الحادث، وعدم إخلاء جثة القتيل.

ويرجح الضابط الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن "المقتحمين لم يكونوا قوة رسمية بل عناصر تنتحل صفتها". فيما يقول مصدر آخر إن بعض المتظاهرين تعرفوا على اثنين من الضباط الذين ظهروا في المقاطع المصورة، أحدهم يلقب بـ "الدكتور".

اقرأ/ي أيضًا: بعد السنك والوثبة.. السيستاني يطالب بسحب سلاح الميليشيات ويتوقع معركة ضارية

بدورها قدمت أسرة القتيل رواية تؤكد وجود قوة أمنية رسمية ضمن المقتحمين، وعزت الحادثة إلى شجار بين القتيل ومجموعة كانت تتواجد قرب منزله وقد رفضت المغادرة، ليتطور إلى شجار ثم إطلاق نار.

وأثارت الحادثة موجة غضب لدى المتظاهرين في بغداد، والذين استنكروها بوضوح، مع رفض محاولات استغلالها لـ "تشويه الاحتجاجات"، مؤكدين استمرار التظاهرات بـ "سلميتها المعتادة" منذ انطلاقها، على الرغم من كل حملات العنف والقتل التي طالت المشاركين فيها.

يعول المتظاهرون على القضاء في كشف ملابسات الحادثة ويطالبون بكشف المسؤولين عن جميع عمليات القتل والقنص

ويعول المتظاهرون على السلطة القضائية في كشف ملابسات الحادثة، خاصة بعد اعتقال أكثر من شخط يتهم بالمشاركة فيها، كما يطالبون في الوقت ذاته بكشف المسؤولين عن الهجمات السابقة ضد المتظاهرين ومنها حادثة السنك، فضلًا عن عمليات القنص والاختطاف ومن يقف خلف سلسلة الاغتيالات المستمرة ضد ناشطين ومتظاهرين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قمع على طريقة صدام وخامنئي.. وول ستريت جورنال توثق انتهاكات السلطة

قيادة الحشد الشعبي "تغرق" بدماء ضحايا السنك.. هل اعترف "الطرف الثالث"؟