09-ديسمبر-2019

ظل بيان الاعتراف منشورًا على الموقع الرسمي للحشد الشعبي على الرغم من نفيه (الترا عراق)

الترا عراق - فريق التحرير 

كما الليالي الدامية في ذي قار والنجف، كانت ليلة القتل في السنك لحظة فاصلة في مسار الاحتجاجات العراقية، حيث كشفت بوضوح أكثر عن "الطرف الثالث"، قبل أن يظهر بيان على موقع الحشد الشعبي يقّر بالاشتراك في "المجرزة" بحجة وجود مختطفين.

نشر الموقع الرسمي للحشد بيانًا يعترف بمهاجمة السنك والاشتراك بـ "المجزرة" التي وقع ضحيتها عشرات القتلى والجرحى

صدر البيان قبيل منتصف ليل الأحد 12 كانون الأول/ديسمبر، وأشعل الجدل، بعد أن تحدث عن ثلاثة أطراف فتحت النار في السنك هي: قوات من الحشد الشعبي و"القبعات الزرق" وطرف ثالث وصفه البيان بـ "المخربين".

اقرأ/ي أيضًا: الفياض يصوب نحو "القبعات الزرق" بعد ليلة الملثمين.. ورد ناري من الصدر

قال البيان إن "إطلاق نار كثيف وجه صوب المتظاهرين ومجموعة الحشد، ما أوقع عددًا من الضحايا ليتطور الموقف إلى صدامات متقابلة لإنقاذ المتظاهرين المخطوفين وكذلك المحاصرين داخل المرآب، حينها قام المخربون بنقل المختطفين إلى بناية المطعم التركي، ومع انشغال أبناء الحشد بإنقاذ المحاصرين في المرآب ونتيجة التواجد الكثيف لسرايا السلام وما يعرف بالقبعات الزرق وبعضهم يحمل السلاح، ومع غياب التنسيق اشتبك الجميع بالنيران مما عقد المشهد وتسبب في سقوط عدد من الضحايا من الطرفين".

وتابع: "عندها تدخلت القيادات الأمنية وقيادات الحشد بالتواصل مع جميع الأطراف وعقد اجتماع بين قيادات سرايا السلام مع الأمن الوطني وقيادة عمليات بغداد انتهى بالاتفاق على سحب قوات السرايا والقوة التي تدخلت لإنقاذ المختطفين".

عاد الحشد لينفي البيان ويؤكد اختراق موقعه وهو ما استبعده مختصون في حين عد ناشطون البيان تعبيرًا عن حجم الأزمة التي تواجه السلطة

بعد وقت قصير عادت هيئة الحشد الشعبي لتنفي صدور البيان عنها بذريعة اختراق الموقع الإلكتروني الرسمي، ولم تكشف كيف تسرب البيان إلى حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، في حين استبعد مختصون إمكانية اختراق الموقع.

ناشطون وصحافيون من جانبهم، عدوا البيان "اعترافًا صريحًا" بأن فصائل في الحشد الشعبي هي "الطرف الثالث" المسؤول عن عمليات القتل والاختطاف والتعذيب التي طالت متظاهرين، كما رأوا فيه ترجمة واضحة لحجم الأزمة التي تمر بها السلطة وقيادة الحشد الشعبي.



وفيما يلي نص البيان الذي ظل منشورًا على الموقع الرسمي للحشد الشعبي حتى لحظة إعداد هذا التقرير فجر يوم الإثنين 9 كانون الأول/ديسمبر:


في خضم الأحداث التي ألقت بظلالها على ساحات التظاهر وبالخصوص ما جرى مساء يوم الجمعة السادس من كانون الأول في محيط منطقتي الخلاني والسنك والتي سقط فيها عدد من الضحايا .

اقرأ/ي أيضًا: سليماني في بغداد أثناء "مجزرة السنك".. واشنطن: بإمكان العراق اعتقاله

نرى ضرورة عرض الحقائق أمام الرأي العام ليطلع شعبنا العزيز على حقيقة ما جرى ولقطع دابر الفتنة التي أرادت أن تستغلها بعض الأطراف المحلية والدولية في مآربها الخاصة.

يعلم الجميع أن أعدادًا كبيرة من المتظاهرين استجابوا لنداء المرجعية بالتصدي وطرد المخربين وحماية المتظاهرين السلميين المتواجدين في ساحات التظاهر وخصوصًا في مرآب السنك، وهذا ما أغاض المجاميع المخربة المتواجدة في هذا المكان والتي تهيمن بشكل كبير وتفرض وجودها بالقوة والإرهاب.

وكانت هذه المجاميع الملثمة تخطط لاستفزاز المتظاهرين ومنعهم من التواجد في بناية المرآب وقد تعرض عدد من السلميين إلى الاعتداء بالسكاكين والأدوات الجارحة وقنابل المولوتوف لحرق المكان، وهذا ما وثقته وسائل الإعلام، وكذلك تم خطف ثلاثة وعشرين متظاهرًا سلميًا.

وقد استنجد عدد من الموجودين هناك بالقوات الأمنية والحشد الشعبي فاستجاب أبناء الحشد للتدخل نتيجة الفراغ الأمني وغياب سلطة الدولة، غير أن إطلاق نار كثيف وجه صوب المتظاهرين ومجموعة الحشد، ما أوقع عددًا من الضحايا ليتطور الموقف إلى صدامات متقابلة لإنقاذ المتظاهرين المخطوفين وكذلك المحاصرين داخل المرآب، حينها قام المخربون بنقل المختطفين إلى بناية المطعم التركي، ومع انشغال أبناء الحشد بإنقاذ المحاصرين في المرآب ونتيجة التواجد الكثيف لسرايا السلام وما يعرف بالقبعات الزرق وبعضهم يحمل السلاح، ومع غياب التنسيق اشتبك الجميع بالنيران مما عقد المشهد وتسبب في سقوط عدد من الضحايا من الطرفين.

عندها تدخلت القيادات الأمنية وقيادات الحشد بالتواصل مع جميع الأطراف وعقد اجتماع بين قيادات سرايا السلام مع الأمن الوطني وقيادة عمليات بغداد انتهى بالاتفاق على سحب قوات السرايا والقوة التي تدخلت لإنقاذ المختطفين.

إن شعبنا العزيز وذوي الضحايا والمختطفين يطالبون الجهات المسؤولة بالإفراج عن أبنائهم وكشف الحقائق أمام الرأي العام وبيان طبيعة المجاميع المسلحة والمخربين وارتباطاتها وما يجري في بناية المطعم التركي من نشاطات مريبة وممارسات مشبوهة ولا أخلاقية، والمباشرة بتفتيش البناية والبنايات المحيطة بساحات التظاهر ومصادرة السلاح الموجود هناك وتحرير المختطفين .

من المؤسف أن المجاميع المخربة والداعمة لها قد اختطفت التظاهرات السلمية، وباتت أرواح السلميين في خطر مما أدى إلى تحول المجاميع المسلحة إلى عقبة أمام تحقيق المطالب المشروعة .

ونحن بدورنا ندعو الشعب العراقي إلى مواصلة التظاهر السلمي الذي هو حق مشروع لجميع أبناء الشعب العراقي وليس حكرًا على فئة أو جماعة أو حزب.

كما نطالب بضرورة فرض القوات الأمنية سيطرتها على ساحات التظاهر وحمايتها وبسط الأمن وإعادة الأوضاع إلى نصابها الطبيعي كما طالبت المرجعية الرشيدة بذلك، حتى نفوت الفرصة على من يتربص بنا الدوائر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من السنك إلى الحنانة.. طائرة مسيرة تقصف مقر الصدر وأنصاره يتوثبون

 "مبارزة" جديدة بين المتظاهرين وقاسم سليماني.. من يفرض شكل المرحلة المقبلة؟