03-ديسمبر-2019

يصر المتظاهرون على "إصلاحات جذرية" تنتهي إلى انتخابات مبكرة (ألترا عراق)

ألترا عراق - فريق التحرير

حالما أعلن عادل عبد المهدي عزمه تقديم استقالته من منصب رئيس الوزراء إلى مجلس النواب، حتى بدأ الحديث يدور في الأروقة السياسية عن ماهية الشخصية القادمة التي ستتولى المنصب. كما أن عدم اعتراض مجلس النواب على الاستقالة فتح الباب مبكرًا لاجتماعات الكتل السياسية لتناقش جديًا بديل عبد المهدي.

بدأت القوى السياسية حراكًا متسارعًا لاختيار خليفة لعبد المهدي فيما يفرض المتظاهرون ضغطًا كبيرًا 

وربما يكون استمرار المتظاهرين في اعتصاماتهم عامل ضغط أكبر على الكتل السياسية يصعّب عليها الاتفاق على شخصية فيما بينها، فقد باتت قناعة الشارع إحدى العوامل التي لا يُمكن للغرف المغلقة تجاهلها، لكنها على ما يبدو، لم تُدرج في أجندتها بعد الإتيان برئيس وزراء من خارج الطبقة السياسية المعروفة منذ 2003.

مرشحون في فيسبوك!

بدأت الأحاديث في مواقع التواصل الاجتماعي حول عزم بعض شخصيات ترشيح نفسها للمنصب، فيما عملت "التنظيمات الإلكترونية" على طرح أسماء بعينها.

اقرأ/ي أيضًا: استقالة عبد المهدي.. خطوة أولى نحو الإصلاح أم خطة بديلة للكتل السياسية؟

ورد اسم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مرشحًا بديلًا لعادل عبد المهدي، لكن مدير مكتبه الإعلامي نفى ذلك بالقول إن "المالكي لا يسعى للعودة إلى رئاسة الوزراء وليس لديه مرشح آخر لهذا المنصب".

وبعد أنباء انتشرت عن ترشيح رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان للمنصب، نفى تجمع قضاة العراق في بيان هذا الأمر، متحدثًا عن "اعتراض وانزعاج زيدان بشدة" من تلك الأخبار.

واتهم القضاة "الجيش الإلكتروني لأحد الطامحين إلى المنصب بترويج ذلك، وهو يحاول تسقيط الأسماء التي ممكن أن تُطرح لهذا المنصب"، معتبرًا ذلك "تسقيطًا مبكرًا يأتي كخطوة استباقية من هذا الطامح وجيشه الإلكتروني لتحريض المواطنين ضد أي شخص يطرح اسمه لهذا المنصب".

تداولت مواقع التواصل أسماء بعض المرشحين فيما كشف تسريبات عن أخرى من بينها السوداني وبحر العلوم

بدورها، قالت عضو مجلس النواب آلا طالباني في تصريح تلفزيوني، إن "رئيس مجلس القضاء كان مرشحًا قويًا لرئاسة الحكومة قبل عبد المهدي، لكنه رفض تولي المنصب"، لافتة إلى أن "بعض الشخصيات السياسية هي من ترشح نفسها لرئاسة الوزراء، بينما أخرى تُطرح من قبل الآخرين".

نأيٌ بالنفس

قبل الشروع في أي حوار، أعلنت كتلة سائرون النيابية "تنازلها عن حقها في ترشيح رئيس الوزراء باعتبارها الكتلة الأكبر"، مبينة أنها "توافق على المرشح الذي سيختاره الشعب".

وأشار عضو الكتلة نبيل الطرفي في مؤتمر صحفي إلى أن "الشعب هو صاحب القرار، ومرشح الشعب هو خيارنا، وعلى رئيس الجمهورية مراعاة ذلك".

أما رئيس كتلة النصر النيابية ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي فقد قال: "لن أكون طرفًا باختيار مرشح لرئاسة الوزراء في هذه المرحلة، وأدعو أن يكون مستقلًا وينال ثقة الشعب".

مجددًا، أعلن تحالف سائرون عدم مشاركته في أي تحالف سياسي لاختيار رئيس وزراء جديد، وقال النائب عن التحالف رياض محمد في تصريح صحفي، إن "سائرون سيشارك فقط في التصويت إذا توفرت الشروط بالشخصية المقدمة داخل مجلس النواب".

اجتماعات وتسريبات

وتقول مصادر مطلعة، إن "الكتل السياسية في اجتماع دائم منذ مساء الأحد 1 كانون الأول/ديسمبر لاختيار الشخصية البديلة لعبد المهدي"، فيما كشف أحد تلك المصادر لـ "ألترا عراق" وهو مسؤول كبير في الحكومة العراقية، إن "أصحاب القرار اجتمعوا على شخصية معينة (لم يُسمها) ستتولى رئاسة مجلس الوزراء، وسيتم الكشف عنها خلال اليومين اللاحقين".

تشير معلومات إلى اتفاق سياسي على شخصية محددة لقيادة الحكومة المقبلة سيعلن عنها خلال يومين

كما بين، أن "رئيس الوزراء الجديد الذي تم الاتفاق عليه سيُبقي على خمسة وزراء من كابينة عادل عبد المهدي، ويُغير الوزراء الآخرين".

من جانبها، ألمحت صفحة "صالح محمد العراقي" المنسوبة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى  ترشيح محمد شياع السوداني وإبراهيم بحر العلوم لخلافة عادل عبد المهدي، مبدية رفضها لترشيح الشخصيتين بطريقة غير مُباشرة، فَهمها متابعوها والمعلقون على منشورها.

كما خرجت تسريبات صحفية تتحدث عن ترشيح بعض الشخصيات لخلافة عبد المهدي، مثل مستشار المالكي سابقًا عزت الشابندر، ورئيس مستشارين رئيس الجمهورية حاليًا علي الشكري.

في السياق، تؤكد النائبة عن تحالف المحور الوطني ناهدة الدايني، أن "رئيس الوزراء الجديد لن يكون بعيدًا عن تأثير الكتل السياسية"، لكنها حذرت في ذات الحديث، من أن "اختيار الأحزاب لرئيس الوزراء من بينها يعني أن الجماهير لن تتوقف إلا في بغداد".

اقرأ/ي أيضًا: فائق الشيخ علي يحذر المتظاهرين وينصح خامنئي: عليك استبدال قاسم سليماني

بدوره قال النائب فائق الشيخ علي في تغريدة له عبر "تويتر"، إن "المتحكمين بالعراق قدموا ثلاثة أسماء إلى قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، لاختيار أحدها لخلافة عادل عبد المهدي، ثم تقديمه إلى رئيس الجمهورية لتكليفه والتصويت عليه في البرلمان".

قال النائب فائق الشيخ علي إن "المتحكمين بالعراق" قدموا ثلاثة أسماء إلى سليماني لاختيار أحدها خليفةً لعبد المهدي

ودعا الشيخ علي، المتظاهرين إلى تقديم مرشحهم لرئاسة الحكومة المقبلة وقطع الطريق أمام القوى السياسية التي تسعى إلى "الالتفاف على مطالب المحتجين".

المعتصمون لهم رأي آخر

لكن الحال مختلفة في ساحة التحرير وبقية ساحات الاعتصام في المحافظات، فالمعتصمون يؤكدون عبر لافتاتهم وأحاديثهم لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي رفضهم لرئيس وزراء قادم من داخل الكتل، كما يشددون على إصلاحات جذرية عبر قانوني الانتخابات والمفوضية، وإجراء انتخابات مبكرة يسبقها حل مجلس النواب.

يقول المتظاهر عليّ، أحد المعتصمين في ساحة التحرير منذ الأيام الأولى للاعتصام، إن "الكتل السياسية تجري حواراتها بعيدًا عن أجواء ساحة التحرير"، موجهًا رسالة عبر "ألترا عراق" إلى الطبقة السياسية قائلًا: "المتظاهرون لن ينسحبوا إلا بتحقيق المطالب كاملة، ولا مجال للتسويف".

يتفق معه أحمد، وهو طالب جامعي، يعتصم منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر. يقول لـ "ألترا عراق" إن "المتظاهرين مصرّون على حل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة، لكنهم يُراقبون اجتماعات الكتل السياسية لاختيار بديل لعبد المهدي"، محذرًا من "محاولة الطبقة السياسية خداع المعتصمين وإشغالهم بتسريبات المرشحين".

يرفض المتظاهرون ترشيح رئيس وزراء جديد عبر الكتل السياسية ويصرون على "إصلاحات جذرية" تنتهي إلى انتخابات مبكرة

وعلى الرغم من أن ترشيح شخصيات لن يرضى عنها الشارع قد يفاقم الأزمة بين المعتصمين والسياسيين، إلا أن وجود البديل المُرضي لن يُغير المعادلة كثيرًا، فالمتظاهرون ـ بحسب ما أعلنوا مرارًا ـ مصرون على مطالبهم بإصلاحات جذرية، وليس تغيير رئيس الوزراء بآخر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رجال دين شيعة على "عربة الانتفاضة".. "نهضة" عراقية تفسر "وحشية" خامنئي!

عبدالمهدي يسقط في البرلمان بـ "صمت".. ورصاص "مرقد الحكيم" يشعل النجف!