27-مايو-2022
التعليم في العراق

رد غاضب من التربية (Getty)

بات واقع التعليم في العراق يشغل العديد من دراسات المنظمات والجهات الدولية خلال السنوات القليلة الماضية، لما تعرّض له من نكبات وتراجع كبير على جميع المستويات في العقود الأخيرة.

قال تقرير البنك الدولي إنّ أكثر من 90% من طلاب العراق يعجزون عن فهم ما يقومون بقراءته

وعلى صعيد ذي صلة، اجتاح صدى تقرير البنك الدولي الذي تحدث فيه عن الواقع التربوي في العراق، وسط معارض ومؤيد لما جاء في التقرير الذي كشف عن تراجع مخيف للقطاع التربوي في البلاد.

وفي بيان رسمي، قال البنك الدولي، إنّ "سنوات الصراع في العراق وأوجه القصور الهيكلية قادت إلى نظام تعليمي يعجز عن تقديم المهارات الأساسية إلى الطلاب والتي تشكّل أساس التعلّم وتنمية المهارات".

وأضاف التقرير الذي ورد إلى "ألترا عراق"، أنّ "أحدث تقييم لمهارات القراءة للصفوف الأولى وتقييم مهارات الرياضيات للصفوف الأولى، وجد أن الغالبية العظمى من الطلاب العراقيين الذين تم تقييمهم قد اكتسبوا بعض المهارات الأساسية الكافية مع أكثر من 90% من الطلاب يعجزون عن فهم ما يقومون بقراءته".

رد قاسي من التربية

في الأثناء، ردّت وزارة التربية على التقرير بشكل غاضب بالقول إنّ "البنك الدولي لا يملك أي أحقية وليس لديه صلاحية لتقييم الواقع التربوي في العراق".

مدارس

 

وبحسب المتحدث باسم الوزارة حيدر فاروق، فإنّ البنك الدولي تعتبر جهة مانحة للأموال وتدعم الدول خلال فترات الحروب، وليس لديه أي قدرة على تقييم التعليم في أي بلد.

وفي حديث لـ"ألترا عراق"، أشار فاروق إلى أنّ "وزارة التربية ستعمل على استدعاء ممثلي البنك الدولي في العراق للوقوف على أسباب نشر هذا التقرير ومناقشتها".

وبشأن حقيقة وجود تراجع بالقطاع التربوي في العراق، تحدث فاروق قائلًا إنّ "هذه الأنباء غير صحيحة، وأن الوزارة نجحت في انتهاء المناهج التدريسية هذا العام رغم إجراءات فيروس كورونا التي تقتضي بعدم الدوام الكامل في المدارس".

وجاء تقرير البنك الدولي، بعد تحذيرات دولية عدّة أشارت إلى أن النظام التعليمي في العراق يعاني من تراجع شديد، وأنّ مستويات التعليم هي من بين أدنى المستويات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويسجل العراق ارتفاعًا في مستوى الأمية، إذ أعلنت وزارة التخطيط خلال العام 2020، أنّ نسبة الأمية بين العراقيين الذين تزيد أعمارهم على 10 أعوام، وبحسب آخر مسح نفذه الجهاز المركزي للإحصاء.

وتحتل محافظة ميسان المرتبة الأولى في نسبة الأمية، حيث سجلت 22 في المئة، تليها محافظة دهوك بـ19 في المئة، فيما جاءت المثنى ثالثًا بنسبة 18 في المئة، بحسب إحصائيات وزارة التخطيط.

المدارس

 

تأييد نقابي مبطن

ويرى نقيب المعلمين عباس كاظم، أنّ تقرير البنك الدولي بشأن الواقع التربوي في العراق مبني على أساس معلومات وبيانات منظمات دولية ذات اختصاص بهذا الشأن. 

ويقول كاظم إنّ "واقع التعليم والتربية في العراق على مدار سنوات طوال ومنذ العام 2003 وإلى الآن يعاني، مؤكدًا أنّ "السلطة التنفيذية والمتمثلة بالحكومة أهملت هذا القطاع على كافة الأصعدة، في حين لم تخصص السلطة التشريعية الموازنة المالية الكافية للنهوض بواقع التربية في البلاد".

وأوضح كاظم خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، أنّ "البنى التحتية للمدارس متهالكة، فضلًا عن استمرار ظاهرة الدوام الثنائي في المدارس وقلة الكوادر التدريسية مع ارتفاع أعداد الطلبة سنويًا جميعها أسباب تدخل ضمن تراجع التربية في العراق".

وفي أيار/مايو 2019، قالت منظمة اليونيسف في بيان رسمي، إنّ "50 في المئة من مدارس العراق تحتاج إلى إعادة صيانة وترميم، مؤكدة أنّ "النقص في الكوادر التعليمية والتربوية أسهم في ازدحام الصفوف ما اضطر كثيرون منهم إلى ترك مقاعد الدراسة".

الحاجة إلى 18 ألف مدرسة

وبحسب نقيب المعلمين، فإنّ المعطيات الحالية تشير إلى أن التعليم والواقع التربوي عمومًا في خطر فعلًا، فيما أشار إلى أنّ "العراق بحاجة إلى بناء 18 ألف مدرسة جديدة في حال تحويل الدوام أحادي، فيما يحتاج إلى نحو 10 آلاف مدرسة إذا كان الدوام ثنائيًا".

يحتاج العراق إلى بناء 18 ألف مدرسة جديدة في حال تحويل الدوام إلى أحادي

وهناك مليون و250 ألف طالب يدخل سنويًا إلى المدارس في العراق وفقًا لكاظم، وهذا يأتي "ضمن الزيادة السكانية المستمرة في البلاد خلال الأعوام الماضية"، فيما يمتلك العراق حاليًا أكثر من 15 ألف مدرسة ابتدائية، حكومية وأهلية، بحسب تقديرات حكومية.