الترا عراق – فريق التحرير
قبل 100 عام، شهد العراق أحداثًا مفصلية بقيت حاضرة مؤثرة بقوة على البلاد خلال ذلك القرن وحتى يومنا هذا، أبرزها رفض العراقيين البقاء تحت الاحتلال ومطالبتهم بملك عربي مقيد بمجلس نيابي، في استفتاء نظمته بريطانيا، وشارك فيه أعيان البلاد في ثلاث محافظات هي النجف، كربلاء وبغداد في عام 1919.
دخل الجيش البريطاني إلى بغداد في آذار 1917 عبر باب المعظم في أجواء ممطرة
وكانت بريطانيا قد احتلت العراق، بعد حملة استمرت عامين ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، حيث دخل الجيش البريطاني إلى بغداد، في 11 آذار/مارس 1917، عبر منطقة باب المعظم في الساعة الرابعة عصرًا، وكان الجو ممطرًا، وفق مذكرات المس غيرترود بيل.
اقرأ/ي أيضًا: في بغداد.. الموتى أكثر من الشوارع
وكانت الحكومة البريطانية منقسمة على نفسها بشأن نوع الإدارة المطلوبة في العراق آنذاك، إذ كان هناك جناحان مختلفان حول تلك المسألة، الأول هو جناح وزارة الخارجية في لندن بقيادة اللورد جورج كيرزن، والذي كان يدعو الى حكم وإدارة بريطانية غير مباشرة على العراق.
أما الثاني، فمثلته حكومة الهند البريطانية، وكان يدعو إلى الإدارة البريطانية المباشرة على العراق، لتحمل "مكتب الهند البريطاني" آنذاك، أعباء الحملة العسكرية على العراق، فضلًا عن أهمية العراق كطريق ستراتيجي إلى الهند، ومخزن النفط، وإشرافه على الخليج العربي ونفط عبادان.
كان آرنولد ويلسن، "نائب الحاكم المدني العام في العراق"، من أنصار الاتجاه الثاني، لكنه حاول أن يوازن ما بين الاتجاهين بإجراء استفتاء شكلي يسأل فيه عن رأي الوجهاء وليس عامة الشعب، فقدم اقتراحًا، في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، إلى حكومة الهند البريطانية يقول: "يتفق الجميع على استمزاج رأي البلاد قبل اتخاذ أي قرار يصار إليه حقًا"، حظي بموافقة الحكومة البريطانية بعد أربعة أيام.
وتضمن الاستفتاء ثلاثة أسئلة:
- هل يرغبون بإقامة دولة عربية واحدة تمتد من الحدود الشمالية لولاية الموصل الى الخليج العربي تحت الوصاية البريطانية؟
- هل يرغبون بتنصيب أمير عربي على راس هذه الدولة؟
- فإذا وافقوا فمن الأمير الذي يفضلونه؟
واختار العراقيون، تنصيب أمير عربي في الاستفتاء الذي جرى في النجف، كربلاء وبغداد عام 1919، رافضين البقاء تحت الاحتلال، فيما كتب أعيان بغداد مضبطة، هذا نصها: "إننا ممثلو الإسلام من الشيعة والسنة من سكان مدينة بغداد وضواحيها، بما أننا أمة عربية وإسلامية فقد اخترنا أن تكون لبلاد العراق.... دولة واحدة عربية يرأسها ملك عربي مسلم هو أحد أنجال الشريف حسين مقيدًا بمجلس تشريعي وطني مقره عاصمة العراق بغداد. حرر يوم الأربعاء 19 ربيع الآخر سنة 1337هـ، الموافق 22 كانون الثاني 1919".
اختار العراقيون تنصيب أمير عربي من أنجال الشريف حسين لحكم البلاد كدولة واحدة عربية
اقرأ/ي أيضًا: حي المعامل في بغداد.. نفايات الفساد تأكل وجه الحياة
ولنقترب أكثر من الأجواء في العراق قبل 100 عام، اختار لكم "الترا عراق" مجموعة من الصورة النادرة لبغداد وبابل والبصرة في تلك الحقبة.
إقرأ/ي أيضًا: