ألترا عراق - فريق التحرير
معارك طاحنة وحرب شوارع، هكذا يصف مواطنون ومدونون ما يجري في منطقة قلعة صالح بمحافظة ميسان جنوب شرقي العراق خلال الأيام الماضية.
أسفرت الاشتباكات بين عشيرتي "فيصل" و "النوافل" عن إصابات عدّة وكان للأطفال نصيبًا منها
وتجدد نزاع بين عشيرتين لأكثر من مرة خلّف قتلى وإصابات عديدة وعمليات حرق للمنازل في اشتباكات مسلحة استمرت لساعات، حاولت القوات الأمنية فضّها دون جدوى، إذ توجهت قوة أمنية يوم الاثنين 31 كانون الثاني/يناير 2022 للسيطرة على الأوضاع واعتقال المشتبكين، وفرض فوج المهام الخاصة وقوات سوات والجيش العراقي حظرًا مؤقتًا للتجوال وبتشديد على الأشخاص والسيارات.
أسفرت الاشتباكات بين عشيرتي "فيصل" و "النوافل" عن إصابات عدّة وكان للأطفال نصيبًا منها.
لكنّ محاولات القوات الأمنية باءت بالفشل وتجدد النزاع العشائري في اليوم التالي بالمكان ذاته "قلعة صالح" باستخدام السلاح الخفيف والمتوسط.
وابتدأ المتنازعون بحلول عصر يوم 1 شباط/أبريل باستخدام جميع الأسلحة ودخلت "القاذفات" إلى منطقة الاشتباك بحسب شهود عيان.
وأدى الاشتباك المتجدد إلى مقتل أشخاص آخرين من المتنازعين الذين ينتميان إلى ذات القبيلة (ألبو محمد).
وحين تدخلت القوات الأمنية هذه المرة تعرضت للاستهداف هي الأخرى حال وصولها لفض النزاع بين العشيرتين، فيما قال مدونون إن مسلحي العشائر أحرقوا عجلات عسكرية خاصة بالقوات الأمنية واستحوذوا على ما تبقى من أسلحة وأعتدة بعد انسحاب القوات من المنطقة.
وحاول الجيش العراقي مرارًا اقتحام منطقة قلعة صالح بعد سقوطها بيد العشائر لأيام حسب ما نقل مدونون، وتغول وسط نيران المشتبكين.
وأدى النزاع العشائري المستمر إلى مزيد من القتلى بينهم منتسبون في القوات الأمنية.
وفي 4 شباط/فبراير شددت شرطة محافظة ميسان من إجراءاتها الأمنية "بهدف فرض القانون فضلًا عن ملاحقة مثيري النزاعات العشائرية" كما جاء في بيان الشرطة، إذ تضمنت الخطة "الانتشار وتطبيق ممارسات استباقية وتفتيشية وعمليات تحرٍ نوعية".
وبحلول مساء يوم الجمعة 4 شباط/فبراير انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تحذير أطلقه أحد المنتمين لإحدى العشيرتين المتنازعتين يطلب من "جميع عشائر الساكنة في قضاء قلعة صالح إخلاء بيوتهم خلال هذه الليلة".
وعلل كاتب المنشور الذي ذيّله بصفة "إعلام عشائر النوافل" تحذيره بأن عشيرته ستقوم "بدك القلعة بصواريخ الهاون والقاذفة لذلك نرجو من جميع الأهالي تجنب الخسائر والابتعاد جانبًا".
جاء ذلك التحذير بعد انتهاء ما يسمى بـ"العطوة" الممنوحة للعشيرة الأخرى، وسط تفاعل ساخطٍ من مدوني مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف المحافظات.
ومن جديد، باشرت القوات الأمنية بفرض حظر التجوال في قضاء قلعة صالح بميسان بعد انتهاء الهدنة بين العشائر المتنازعة، وأبلغت المواطنين عبر مكبرات الصوت بعدم الخروج.
ونشرت صفحات مهتمة بالشأن الميساني وأخرى تابعة لعشائر ثانية مناشدات للقادة الأمنيين المنتمين للعشيرتين بـ"التدخل الفوري لإخماد نار الفتنة" محذرين من "وضع حرج جدًا".
وفي ذات الوقت كان قائد شرطة ميسان يتجول في قلعة صالح لطمئنة الأهالي والتأكيد على أن الأوضاع تحت السيطرة، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات مرة أخرى كما في الأيام السابقة.
وعلم "ألترا عراق"، أنّ زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، دخل على الخط في محاولة فض النزاع، وهو ما أكده أحد وكلاء الصدر في منشور على صفحته في "فيسبوك".
اقرأ/ي أيضًا:
"الدكة العشائرية" في العراق.. ضريبة تسليح المواطنين لقتال داعش
استقواء بالكتل و"شيوخ" يغيّرون قادة أمن.. نزاعات عشائرية تنتعش بـ"القانون"