بعد أربعين يومًا من استقالة النواب الصدريين وانسحاب زعيم التيار مقتدى الصدر من العملية السياسية وسيطرة الإطار التنسيقي على أكبر عدد من نواب البرلمان، تمخضت مفاوضات قوى الإطار عن تسمية محمد شياع السوداني مرشحًا لرئاسة الوزراء.
شُنت حملات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق لدعم ورفض ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة
يأتي إعلان الإطار عن ترشيح السوداني بالإجماع، بالتزامن مع مفاوضات حثيثة بين الحزبين الكرديين الرئيسين، الديمقراطي والاتحاد، لحسم تسمية مرشح منصب رئاسة الجمهورية المتصارع عليه.
ويعد السوداني من قيادات الجيل الثاني في حزب الدعوة الإسلامية، والذي أعلن استقالته من الحزب بعد اندلاع انتفاضة تشرين 2019، مع تداول اسمه لخلافة عادل عبد المهدي وحكومته التي أطاحت بها الاحتجاجات.
قوى الإطار تبارك إجماعها على السوداني
بعد إعلان الإطار التنسيقي تسمية السوداني، جاء أول التعليقات من قيس الخزعلي، أمين عام "عصائب أهل الحق"، إذ ذكر في تدوينة رصدها "ألترا عراق" أن "الأخ محمد شياع السوداني نتوسم فيه الخير، ولكن الأهم إننا اتفقنا بالإجماع وننتظر أن يتفق الآخرون"، طالبًا من القوى السياسية إعطاء "فرصة" وتقديم "مساعدة" للحكومة المقبلة.
— قيس الخزعلي (@Qais_alkhazali) July 25, 2022
وفي ذات السياق، كتب فالح الفياض، رئيس تحالف عطاء، المنضوي في الإطار التنسيقي، تغريدة لمباركة تسمية شياع السوداني، وقال فيها: "نتوسم في السوداني أن يكون مصلحًا وبتفاعل الجميع نستطيع أن ننفذ مشروع البناء وخدمة المواطن وتصحيح المسار".
إجماع الاطار على اختيار الصالح محمد شياع السوداني
نتوسم فيه ان يكون مصلحا وبتفاعل الجميع نستطيع ان ننفذ مشروع البناء وخدمة المواطن وتصحيح المسار .— Falih Alfayyadh - فالح الفياض (@FalihAlfayyadh) July 25, 2022
من جهته، علق أبو ألاء الولائي، أمين عام كتائب سيد الشهداء، أحد الفصائل الحليفة لإيران، أن "المطلوب الآن دعم شياع برلمانيًا لينجح خدميًا، لا أن يترك وحيدًا بمواجهة التآمر والتحديات وليقف خلفه تحالف حاكم مسؤول".
ان اختيار مرشح رئاسة الوزراء ليس غاية يقف عندها العاملون، بل وسيلة تدعوهم لبذل المزيد من الجهد.
إن تسامي قوى الاطار لاجل المصلحة العليا للبلاد يستحق الشكر
المطلوب الان دعم شياع برلمانياً لينجح خدمياً، لا أن يُترك وحيداً بمواجهة التآمر والتحديات، وليقف خلفه تحالف حاكم مسؤول.— ابو الاء الولائي (@aboalaa_alwalae) July 25, 2022
وشهدت فترة حكومات حزب الدعوة الثلاث تبوء السوداني عدة مواقع تنفيذية متقدمة، كان أهمها تقلد منصب محافظ ميسان ووزير حقوق الإنسان خلال فترتي حكومة المالكي، ليتولى في عهد حكومة حيدر العبادي ثلاث وزارات على فترات متفاوتة: هي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إضافة إلى وزارتي الصناعة والتجارة وكالةً.
حملة "ولائية" لدعم السوداني
مع انتشار إعلان تسمية السوداني، أطلق إعلاميون ومدونون مقربون من التيار الولائي الحليف لإيران حملة دعم للترشيح على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #محمد_شياع_السوداني، و #باي_باي_ابن_مشتت، في إشارة إلى رئيس الحكومة الحالي مصطفي الكاظمي.
وعلى حسابه في تويتر، نشر المدون المقرب من الفصائل الحليفة لإيران، مقتدى المقدسي، صورة للسوداني معلقًا عليها: "ئيس وزراء عراقي ونجل شهيد من شهداء مقارعة النظام الصدامي البائد".
🔺رئيس وزراء #عراقي_قح ونجل شهيد من شهداء مقارعة النظام الصدّامي البائد ..
نسأل الله له التوفيق في خدمة الشعب العراقي المظلوم .. pic.twitter.com/mpxjFJMZwk
— مقتدى المقدسي (@meQdisi) July 25, 2022
وكتب زميله الآخر، المدون أحمد الذواق في تغريدة على تويتر، أن "أي تظاهرات ستخرج هي من أجل إبقاء الكاظمي لأنه يدعمهم بالأموال".
اي مظاهرات راح تطلع هي من اجل بقاء الكاظمي لان ينطيهم رواتب ومالات يعني لا يغشونكم#محمد_شياع_السوداني#باي_باي_ابن_مشتت
— احمد الذواق (@Al_thawaq) July 25, 2022
أما نجاح محمد علي، وهو إعلامي داعم لخطاب محور إيران، فعلق على انتشار الوسمين الداعمين للسوداني بقوله: "حملة دعم عراقية قل مثيلها لمرشح رئيس الوزراء للضغط على القوى السياسية الأخرى لدعمه".
تصدر وسم #محمد_شياع_السوداني ، ترند العراق في منصة تويتر، وذلك في حملة دعم عراقية قل مثيلها لمرشح رئيس الوزراء .
حيث حمل الوسم المذكور، عدداً من التدوينات المطالبة بدعم تمرير السوداني ومساندته، منها من مدونين وصحفيين عراقيين ، وذلك في خطوة للضغط على القوى السياسية الاخرى لدعمه . pic.twitter.com/uNOgkijwWR
— نجاح محمد علي (@najahmalii) July 25, 2022
ماذا عن "الفيتو" الصدري؟
وكان السوداني ضمن مجموعة من المرشحين لخلافة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، حيث تداولت القوى السياسية اسمه كمرشح تسوية، ولكن رفض المحتجين، إضافة إلى "الفيتو" الصدري على مرشحي تحالف الفتح حينها، أخرج السوداني من سباق الرئاسة.
التاريخ : 2019/12/5
المكان : ساحة التحرير #محمد_شياع_السوداني_مرفوض pic.twitter.com/wyJjInoS6l— Ali Aljubouri (@S801Mo_k12) July 25, 2022
على الجانب الآخر من القوى السياسية الرافضة، جاءت أبرز المواقف من التيار الصدري عبر صفحة المقرب من مقتدى الصدر، صالح محمد العراقي، إذ نشر صورة لشخص من ذوي البشرة السمراء وعلق عليها ساخرًا: "تحت عنوان "سوداني" يصافح ظله"، في إشارة ضمنية إلى رفض التيار الصدري لتسمية محمد شياع السوداني، انطلقت إثره حملة رفض للسوداني من قبل مدونين صدريين.
وعلق المدون الصدري عصام حسين على منشورات الصفحة المقربة من الصدر، ملمحًا أن ترشيح السوداني لا أهمية له: "بوست تهكمي سينهي آمال السوداني في رئاسة الوزراء، السوداني لا يستحق نشر تغريدة".
بينما كتب الناشط الصدري أحمد الموسوي على حسابه في فيسبوك أن "انسحابنا من البرلمان لا يعني تركنا العراق لكم لتنصبون من تشاءون لتدمير البلد" معتبرًا أن "العراق عراقنا وليس عراق الخارج ليتحكم به من خلالكم".
فيما تداول مدونون صدريون آخرون منشورًا سابقًا لصالح العراقي، في فترة طرح السوداني لخلافة عبد المهدي، يذكر فيه أن "لا شياع إلا للشعب، فقد شاع وشع نور الثوار".
التشرينيون.. هل لازال السوداني "مرفوض"؟
على مقربة من أجواء الحراك الاحتجاجي، كتب الإعلامي صالح الحمداني على حسابه في فيسبوك متهكمًا، أن "أغلب مناصب محمد شياع السوداني كانت وكالةً، ما نتمناه أن لا تكون رئاسة الوزراء وكالة أيضًا".
ما الذي قدمهُ محمد شياع السوداني سابقاً من إنجازات ، حتى يتم ترشيحه الآن لمنصب بغاية الأهمية ، سوى أنه ركب حسب توجهاتهم .#محمد_شياع_السوداني
— Tamara IQ (@Tamarakhop) July 25, 2022
الصحفي سامان داود كتب أن "محمد شياع السوداني شخص فقير سياسيًا ويفتقر لصفة القيادة وفشل في تيار الفراتين الذي أنشأه" مرجحًا أن "السوداني مرشح المالكي قبل الإطار ولن يمر وإن مر فلن يكمل عامًا واحدًا".
أما عباس الركابي، وهو ناشط سابق في صفوف المعارضة خلال عهد النظام السابق، فكتب أن "كل ما يخرج من بوابة بيت الخراب والحقد على العراق والعراقيين لابد من رفضه".
بينما كتب الناشط في الحراك المحتج، بشار الربيعي، على حسابه في فيسبوك، منشورًا قال فيه إن "الكثير من الناس تقول أن رفضكم لا يعني شيئًا، وسوف تتشكل الحكومة، أقول نعم ولكن إسقاطها سيكون بيد الأحرار"، بينما قال أحمد كامل إن شياع السوداني "مرفوض بأمر الشعب".
وقال سلام الحسيني إن شياع السوداني رفضته انتفاضة تشرين، مؤكدًا أن "الخلاص من حزب الدعوة ضرورة وطنية كبرى يتحملها الجميع".
#محمد_شياع_السوداني رفضته دماء تشرين لكونه غصن لجذر فاسد، ترشيح #الإطار_التنسيقي له يعد استفزازاً واضحًا لخط "تشرين" والشارع عمومًا، يبدو أن الإطار أراد أن يرضي #المالكي بترشيح السوداني!
الخلاص من حزب الدعوة ضرورة وطنية كبرى يتحملها الجميع. pic.twitter.com/FiFH3tJFPY— سلام الحسيني (@salamAJ5) July 25, 2022
وتداول مدونون وناشطون قريبون من الحراك الاحتجاجي صورًا كتب عليها "مرفوض بأمر الشعب" مع وسم #مرفوض، إشارةً إلى رفض السوداني من قبل ساحات الاحتجاج خلال احتجاجات تشرين 2019.
كما أعاد مدونون آخرون منشورًا سابقًا للناشط إيهاب الوزني الذي اغتيل عقب انحسار موجة احتجاجات تشرين، العام الماضي.
الوزني كان قد ذكر في منشوره الرافض للسوداني حينها: "لن نسمح بتدوير النفايات ورئيس الوزراء يجب أن يكون عراقيًا ومن ساحات الاعتصامات حصرًا، هذه الألاعيب لن تنطلي على العراقيين".
وفي واسط، لم تمضِ ساعات طويلة حتى خرج متظاهرون إلى ساحة الاحتجاج معلنين رفضهم ترشيح محمد شياع السوداني.
الان احرار تشرين
بيان ساحه متظاهرين واسط بخصوص ترشيح محمد شياع السوداني مرشح الاطار ...#مرفوض#تشرين_تراقب pic.twitter.com/cCqEUk7e6z— ابو خديجه (@HaiderAlHur) July 25, 2022