23-مارس-2022

رصد "ألترا عراق" تفاعل مدونين مع تغريدة الصدر (فيسبوك)

كسابقاتها من المواقف ووجهات النظر التي يدلي بها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أثارت تدوينته على منصة تويتر جدالًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بين مختلف جماهير الطيف السياسي خاصة مع اقتراب انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم السبت المقبل.

شهد تريند منصة تويتر تصدر عدد من الوسومات التي روجتها حسابات مقربة من قوى الإطار التنسيقي

وكانت تدوينة زعيم التيار الصدري قد تضمنت دعوة للنواب المستقلين والكيانات الناشئة لحضور جلسة انتخاب الرئيس والانحياز إلى موقف التحالف الثلاثي ومشروع المضي بتسمية الرئاسات الثلاث بالأغلبية مقابل ‘عطائهم "مساحة لإدارة بالبلد".

اقرأ/ي أيضًا: الصدر يدعو النواب المستقلين إلى إسناد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية

واختتم التدوينة بالقول: "من سمع منكم واعيتنا ولم ينصرنا فلا يحق له معاتبتنا لاحقًا" في محاولة قال مراقبون إنها تمهّد للتراجع عن مشروع الأغلبية إذا فشل انعقاد الجلسة بسبب عدم اكتمال النصاب.

وبحسب تصريح للنائب عن دولة القانون، جاسم العلوي، فأن تحالف "قوى الثبات" والذي يضم 133 نائبًا، بحسب تصريحه، يتجه نحو تعطيل جلسة المقبلة، الأمر الذي رجحه عضو المكتب السياسي لحركة امتداد منار العبيدي، في تصريح رصده "ألتراعراق"، قال فيه إن "الجلسة المقبلة لا زالت في فخ الثلث المعطل".

وشهد "تريند" منصة تويتر تصدر عدد من الوسومات التي روجتها حسابات مقربة من قوى الإطار التنسيقي كوسم #لا_تضيع_حق_الشيعة و #بس_تعالوا، في إشارة إلى مساعي التيار الصدري لاستمالة مواقف النواب المستقلين والقوى الناشئة.

"نحن كأمة عراقية شيعية نطالب بعدم ضياع حقنا المشروع في تشكيل الحكومة"، هكذا تفاعلت المدونة فدك جمال الأمير في تغريدة لها ذكرت فيها أيضًا أن "الكتلة الصدرية ليست وصية على الشعب حتى تقرر ما نريده بحسب مزاجها وتحالفاتها".

 بينما كتب مقتدى المقدسي، وهو مدون مقرب من قوى الإطار التنسيقي، على حسابه الشخصي، أن "إغراءات التيار وتهديده للنواب المستقلين الشيعة لن تنفع"، معتبرًا "مصلحة العراق تكمن في مصلحة مكونه الأكبر الذي يشكل الغالبية من الشعب".

أما على الجانب الأخر، روّجت حسابات مقربة من التيار الصدري وسم #حكومة_أغلبية_وطنية، ردًا على الحملة الإعلامية التي أطلقها جمهور الإطار التنسيقي.

قاسم الخفاجي، وهو مدون صدري، كتب على حسابه الشخصي مخاطبًا النواب المستقلين: "إذا كنت تريد إنهاء المحاصصة، كن نائبًا حقيقيًا للشعب واحضر الجلسة لإكمال إجراءات انتخاب حكومة الأغلبية الوطنية".

فيما كتب عصام حسين، وهو أحد الوجوه الإعلامية للتيار الصدري في تدوينة أن "من يتكلم عن حقوق الشيعة الضائعة بعد 18 عامًا من حكم الشيعة للعراق يقينا يريد السخرية من عقلك.. وهو يريد السلطة لكنه يخجل من يبوح بذلك ولذا يتكلم بحصة المكون الأكبر".

على مستوى أوساط الجمهور "التشريني" قوبلت دعوة زعيم التيار بردود فعل غلب عليها الارتياب، فسرها مراقبون على أنها نتيجة التوتر القائم بين حركة الاحتجاج والتيار الصدري إضافة لمآلات تحالفات الحركة المدنية السابقة مع التيار الصدري.

"الزهايمريون فقط من يثقون بمقتدى".. بهذه العبارة تفاعل علي الكاظمي مع دعوة الصدر للمستقلين، حيث كتب على حسابه الشخصي في فيس بوك أن "آخر تجربة للتحالف مع الصدريين في تظاهرات 2019 انتهت إلى قبعات زرق وتواثي وحرق خيام وعدد من الشهداء"، ويواصل علي الكاظمي متهكمًا: "لا فرق بين الإطار والتيار إلا الخط الذي رسمه النجاشي لجعفر الطيار في فيلم الرسالة".

وتحدث آخرون عن استغلال الفرصة السياسية بدل استمرار التظاهر، وكتب حيدر رياض داعيًا للتفاوض من أجل "نقاط مهمة مثل اللجان النيابية ومحاسبة قتلة المتظاهرين والشباب الذي في السجون بتهم كيدية".

وكتب أكرم شربة يقول إن "تغريدة مقتدى الصدر والتمهيد لها قبل يوم توضح مدى أهمية النواب المستقلين وثقلهم داخل البرلمان رغم قلتهم".

وبحسب محللين سياسيين فأن التحالف الثلاثي بحاجة إلى 40 ـ 50 نائب لإكمال نصاب الثلثين الخاص بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

ورجّح آخرون عدم قدرة "الثلاثي" على جمع العدد المطلوب رغم إعلان تحالف "من أجل الشعب" وبعض النواب المستقلين عن اعتزامهم حضور الجلسة، بينما شاب الغموض موقف تحالف "المستقبل"، وذكر النائب عن التحالف مصطفى سند أن التحالف "انقسم منذ الجلسة الأولى"، مؤكدًا "نية القسم الأكبر من نواب التحالف مقاطعة الجلسة".

وفي ذات السياق المتوجس من دعوة الصدر، عبّر أمين عام حزب البيت الوطني عن خشيته من أن يذوب النواب المستقلون داخل التحالف الثلاثي.

وذكر حسين الغرابي في منشور له على فيس بوك: "لا يمكن الوثوق بمن خذلك سابقًا ولا نريد أن يتحول أي مستقل إلى مجرد رقم بيد تحالف لا يقيم أي وزن او اعتبار لشركاءه". وخاطب الغرابي النواب في منشوره: "التاريخ لا يرحم فانتبهوا ولن نرحم أخطائكم هذه المرة".

فيما رأى بعض من تفاعلوا مع دعوة الصدر أبعادًا أخرى غير تلك المعلنة المتعلقة بمحاولة استمالة المستقلين إلى جانب التحالف الثلاثي، حيث يرى الباحث ساطع عمار أن "دعوة الصدر عبارة عن خطة دعائية حكيمة لوضعهم ككتلة واحدة بغض النظر عن فروقاتهم الآيديلوجية وميولاتهم ومواقفهم من احتجاجات تشرين".

يضيف ساطع في حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "الصدر يسعى لوضع المستقلين في مواجهة فشل مشروع الأغلبية الخرافي وغير القابل للتنفيد أصلًا".

وشهدت الساعات القليلة الماضية وصول مرشح التحالف الثلاثي لرئاسة الجمهورية ريبر أحمد إلى بغداد، على أمل إجراء جولة لقاءات مع الأطراف السياسية للتوصل الى تفاهمات بخصوص جلسة انتخاب الرئيس على الرغم من أن تغريدة الصدر الأخيرة هدمت الجسور مع قوى الإطار التنسيقي، كما يؤكد سياسيون ومراقبون.

في المقابل، يرى آخرون أن تغريدة الصدر كشفت عن مأزق حاد تمر به القوى السياسية على مختلف مشاربها واتجاهاتها لا سيما المستقلين والكيانات الناشئة.

الشاعر والصحفي أحمد عبد الحسين كتب في حسابه الشخصي على فيس بوك أن "محنة المستقلين أشد من غيرهم فهم أمام جمهور ضاغط ومتطلب وشديد الحساسية".

ولكن عبد الحسين يِؤشر مستدركًا أن "تغريدة الصدر تشير بوضوح الى حاجته الى المستقلين وهذا ما قد يخلق نشوة لدى جمهورهم لشعورهم أن ممثليهم يمثلون حجر الزاوية في العملية السياسية"، محذرًا من أن "هذه النشوة قد تدفع الفرقاء السياسيين للتوحد والعودة إلى المحاصصة بعد أن يأسوا من استمالة المستقلين والكيانات الناشئة".

 



 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

دعوة الصدر: قطع للجسور مع الإطار واستعانة بـ"الورقة الرابحة"

ماذا يريد نواب تشرين من الصدر مقابل الإطاحة بالإطار التنسيقي؟