31-مارس-2019

إلهام شاهين في زيارتها للإمام الكاظم (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

فاجأت الفنانة المصرية المعروفة إلهام شاهين متابعيها حين نشرت صورًا على حسابها الشخصي في انستغرام يوم الخميس 28 آذار/مارس علقت عليها "في ضريح الإمام موسى الكاظم عليه السلام. شكرًا لأهل بغداد على الضيافة".

انقسمت ردود الأفعال العراقية بين مؤيدٍ ومرحبٍ لزيارة إلهام شاهين، معللين تأييدهم من زوايا دينية ووطنية، وبين من رفضوا هذه الزيارة لـ"قدسية المكان"

صور شاهين وهي ترتدي الحجاب عند ضريح الإمام الكاظم "سابع أئمة أهل البيت بحسب المذهب الشيعي"، مع قرب ذكرى استشهاده السنوية أثارت العديد من ردود الأفعال العربية وتحديدًا المصرية والعراقية في تعليقاتهم على الخبر، وتباينت بين عربًا أشادوا بجمال بغداد وكرم أهلها، وبين من تسائلوا عن دوافع هذه الزيارة، وهل "تشيعت إلهام شاهين؟". 

اقرأ/ي أيضًا: أن تكون في بغداد

يحيي الملايين من أهالي بغداد والمحافظات الجنوبية هذه الأيام مراسم الزيارة الكاظمية سيرًا على الأقدام باتجاه مدينة الكاظمية شمالي العاصمة.

ردود الأفعال العراقية كذلك انقسمت بين مؤيدٍ ومرحبٍ لهذه الزيارة معللين تأييدهم من زوايا دينية ووطنية، وبين من رفضوا هذه الزيارة لقدسية المكان.

الإعلامي علي وجيه كتب على صفحته في فيسبوك تحت عنوان "حراس الفضيلة"، منشورًا قال فيه "منذ البارحة قرأت عشرات المنشورات التي تصف إلهام شاهين بالعاهرة، غاضبة من زيارتها لمرقد الإمام الكاظم (ع).. من خوّل الناس ليحاسبوا الآخرين؟ هؤلاء نفسهم الذين يكتبون (آل البيت هم لكل البشر والخليقة).

وأضاف "دعوا الخلق للخالق، واتركوا مهمة الله لله، هو من يحاسب وهو من يمنح الثواب والعقاب"، فيما قال العديد من المعلقين إنهم لم يلحظوا منشورات تصف إلهام شاهين بـ"العاهرة".

نساء يعترضن والسبب "مكياج"!

تعليقات نسوية في صفحات التواصل استنكرت سماح الحرّاس الأمنيين لإلهام شاهين بزيارة الإمام وهي تضع "المكياج" الكامل على وجهها. وقالت نجوان أمير "عند زيارتي ترغب المفتشات لو اقتلعن رموشي!"، فيما قارنت إحداهن بين المفتشات والسجّانات.

بينما قالت سوزان قاسم إن "المرأة لبست لباسًا محترمًا ومستورًا والزيارة والعبادة من حق الجميع، وبالنسبة للذين اعترضوا على المكياج لماذا لم يعترضوا على بنت أحمد الجلبي حين دخلت الحضرة لدفن أبيها بدون حجاب!".

استنكارات لانتقاد الزيارة

وتداول معلقون تعليقًا منسوخًا بشكل مكرر جاء فيه "أهلًا وسهلًا بإلهام شاهين نورتي بلدك العراق وزيارة مقبولة ولا تهتمي للتعليقات السلبية التي أطلقها من ليس فيهم ذرة واحدة من الأدب والأخلاق ولا يمثلون غالبية الشعب العراقي".

واستنكر علي صبيح في منشور له "النقد والشتم لكل من يزور العراقي حتى من الزائر للأماكن المقدسة"، مبينًا أن "هذه التجاوزات ستجعلهم لا يكررون زيارتهم مرة ثانية بسبب من نصبوا أنفسهم بمكان رب العالمين".

الإعلامي كريم السيد كتب منشورًا بعنوان "الاستهزاء والتنكيل بإلهام شاهين"، قال فيه إن "شاهين لم تعلن التوبة أو تغيير وجهة نظر لكي يمتعظ الناس من زيارتها للكاظمية". وأشار السيد إلى أن "الإعلام والعالم كله لا يفهم حالة العراق وبغداد، وهؤلاء الفنانون معروفون والفضول سيدفع المؤسسات الصحفية لسؤال شاهين عمّا رأت في بغداد ومن هو موسى ابن جعفر وهل أن هؤلاء كفرة ومشركين؟!".

وفي استطلاع سريع لـ "ألترا عراق" فأن غالبية المدونين والصفحات والمعلقين كانت ترحب بالزيارة، إلا أن ذلك لم يخلو من بعض المستهزئين والرافضين.

وتسائل المدون زين التميم في منشور على صفحته في "فيسبوك" "متى صار مفتاح باب الله بيدي ويد غيري؟، ومن منا لم يذنب في حياته؟ ومن من لم يذنب بشكل أسبوعي بل ويومي؟"، معتبرًا زيارة شاهين "دلالة على أن هذه المرأة لم تيأس من رحمة الله لذلك زات أحد أبواب الله تقربًا له، وطلبًا لرضاه".

لفت مهند فالح، وهو مرشح للانتخابات البرلمانية الأخيرة عن تحالف سائرون، في منشور على صفحته في فيسبوك إلى قضية أخرى قائلًا "كان من الممكن لكثير ممن قتلن بداعي الانحراف أن يكن كإلهام شاهين. المسألة مسألة وقت فلماذا نكون آلهة نكتب مصائر الناس قبل صيرورتها؟". في إشارة لمن تعرضن لعمليات اغتيال لأسباب دينية.

وكتب الإعلامي رسلي المالكي عن التعليقات التهكمية، قائلًا إن "العراق لم يحظى بزيارات، ففي زمن صدام لم نر غير جورج غالاوي وهوغو تشافيز ومحمد صبحي بسبب سياسة النظام، والآن لم نر غير بعض الأنفار الذين جاؤوا ونقلوا صورة عن وضع العراق تختلف عن كلام الإعلام، فلماذا يريد (سكرتير الله) من هؤلاء أن يهربوا؟".

تعليقات مصرية متضاربة

كما لم تخلو الزيارة من تعليقات المصريين. فكتبت التدريسية في جامعة القاهرة ماجي هادي على صفحتها في فيسبوك، أن "ألهام شاهين تضرب السلفيين في كل مناسبة وبكل طريقة، وهم لا يعرفونا أن المصريين أول من اخترع زيارة الأضرحة ومقابر الأئمة وأولياء الله الصالحين من قبل نزول الإسلام". وتساءل معلقون عن سبب ارتدائها الحجاب في العراق وعدم فعل ذلك في مصر؟ فيما تساءل آخرون إذا ما كانت شاهين قد تحولت إلى المذهب الشيعي، وتغنى آخرون بجمال شاهين بالحجاب، داعين إياها للمواضبة على لبس الحجاب.

إلهام شاهين في زيارتها للإمام الكاظم (فيسبوك)

وجهة نظر دينية: إلهام ليست نتنياهو!

ورغم أن الكفة مالت للمعلقين بصورة إيجابية على الزيارة، إلا أن بعض المعقلين تساءلوا عن شرعية هذه الزيارة. "ألترا عراق" سأل طالب العلوم الدينية حسين علي عن وجهة النظر الدينية بزيارة إلهام شاهين لضريح الإمام الكاظم، فقال "من وجهة نظر دينية لا يُمنع أي أحد من زيارة الأضرحة الدينية والمساجد وبيوت الله ومراقد الأئمة، مبينًا "يحق لأي أحد أن يزورهم في أي وقت مهما كان مرتكبًا للذنوب الصغائر أو الكبائر بحسب الشريعة فهم بالنتيجة أبواب الله المفتوحة للعالمين".

تساءل معلقون عن سبب ارتداء إلهام شاهين الحجاب في العراق وعدم فعلها ذلك في مصر؟

أشار حسين إلى "استثناء ذلك مما يُعد هتكًا لحرمة الأماكن المقدسة، كأن يدخل إليها الإنسان بملابس لا تليق عرفًا مع المكان، أو بأي طريقة من التصرفات التي تعتبر هتكًا لحرمة المكان، أو أن يكون الإنسان ممثلًا عن جهة بحيث يُعد مجرد دخوله هتكًا وإهانة للمكان ومن يقدس هذا المكان، كأن يدخل إلى ضريح الإمام علي رئيس الوزراء الإسرائيلي مثلًا، مستدركًا "وكل هذا يندرج تحت ما يعتبر إهانة للمكان المقدس أو هتكًا له، وما لا يُعد هكذا فلا مانع منه".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

قانون قدسية كربلاء.. "لمدينة أحلى وأجمل" بلا حياة!

في عيد الحب.. المرجع اليعقوبي يطالب بتفعيل قانون "قدسية" النجف