ألترا عراق - فريق التحرير
عاد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، يوم الخميس 26 أيار/مايو 2022، للحديث مجددًا عن تحقيق العراق أسرع نمو اقتصادي رغم اعتراضات متخصصين.
المؤشرات والتقارير الدولية تؤكد أن الاقتصاد العراقي اليوم أسرع نموًا، وأن العراق بات واحدًا من أهم الدوّل في الشرق الأوسط في جانب النمو الاقتصادي
وقال الكاظمي في كلمة خلال حضوره احتفالية إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكّرة في العراق (2022-2031) وتابعها "ألترا عراق"، إن "التراكمات والموروثات والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعيّة، تنعكس بشكلٍ أو بآخر على هذه الشريحة العمرية المهمة من مجتمعنا".
وأكد أن "الاستثمار الصحيح في هذه الشريحة يعني استثمارًا في المستقبل، واستثمارًا في بناء العراق، وتطويره، وتكريس دوره وأهميته على مستوى العالم".
وأضاف: "هذه الحكومة جاءت في ظروف صعبة ومعقدة لديها مهام محدّدة، وقامت بتأديتها وهي تأسيس انتخابات نزيهة وعادلة، ومع هذا أمسكنا بزمام المبادرة من أجل خلق ظروف اقتصادية وأمنية أفضل، ونجحت الحكومة بعد أن كنّا على حافة الانهيار الاقتصادي".
وجدد بالقول بإن "المؤشرات والتقارير الدولية تؤكد أن الاقتصاد العراقي اليوم أسرع نموًا، وأن العراق بات واحدًا من أهم الدوّل في الشرق الأوسط في جانب النمو الاقتصادي".
ولفت إلى أن "المشاكل السياسية لا تنتهي، والأزمات الاقتصادية لا تنتهي، ولكن هناك مشاكل يمكن أن تعالج وتحل بشكل أكبر إن لم نقل بشكلٍ كُلّي، ومن ضمنها الظروف والعوامل الخاصّة بتنشئة أطفالنا".
وأقر الكاظمي بأن "هذه الخطوة قد تكون متأخرة، ولكن العمل استغرق أكثر من عام، واليوم بإعلاننا عن أهميتها الاستراتيجية نؤكّد على ضرورة حُسن التنفيذ والالتزام بها".
وسبق للكاظمي في حديث طويل أن سرد "إنجازاته" في المجال الاقتصادي مستندًا إلى معلومات قال إنّ صندوق النقد الدولي تداولها في التقارير الأخيرة.
وقال الكاظمي للصحيفة الرسمية، إنّه "راض" عن تلك الإنجازات التي تضمنت "خلال عامين تحقيق أعلى معدل نمو اقتصادي على مستوى الدول العربية بحسب تقارير صندوق النقد الدولي التي توقعت أن يصل معدل النمو الاقتصادي في العراق بنسبة إلى 9.5% خلال عامي 2022 و2023".
وكان الأستاذ الجامعي المختص بالعلوم المحاسبية والمصرفية عبد اللطيف سالم ردّ في مقال، قال فيه إنّ ما تحدث الكاظمي به عن النمو الاقتصادي "ليس إنجازًا" ولا يمكن اعتباره كذلك بأي حال.
وبيّن سالم، أنّ "تقارير صندوق النقد الدولي تتحدّث عن معدل النمو الاقتصادي، ببرودٍ، وحيادٍ تامّ، لا ينبغي الاستشهاد بمؤشّراتها دون فهمها اقتصاديًا، بشكلٍ صحيحٍ، وسليم"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الصندوق، عندما يتحدّث هكذا (دون إيضاحٍ للتفاصيل)، يضعنا جميعًا في صندوقه، ويضحك علينا".
وتابع بالقول، "يضحك علينا.. لا بأس.. ولكنّهُ ما كان ينبغي أن يضحكَ على المسؤول الأعلى عن إدارة الاقتصاد في البلد، ويوهِمهُ ببياناتٍ حَمّالةَ أوجه، ويجعلهُ يُسوّقُ تصريحاته حول الاقتصاد، باعتبارها حقائقَ مُطلَقة".
وأوضح الخبير الاقتصادي، "أيّ شيءٍ تُنتِجهُ وتبيعه، ويزدادُ إنتاجهُ، أو ترتفع أسعار بيعه، سيرفع تلقائيًّا ذلك الذي يُسمّى في الاقتصاد بمُعدّل نموّ الناتج، أو معدّل النمو الاقتصادي، غيرّ أنّ الناتج في العراق هو النفط. لا شيءَ عدا النفط".
ورأى الخبير، أنّ "السؤالُ الصعبُ والمُحرِجُ هنا، هو ليس الفرح بارتفاع مُعدّل النموّ الاقتصادي، بل هو؛ تُرى ماذا ستفعل دولتكم بهذا المُعدّل المرتفع للنموّ الاقتصادي يا دولة الرئيس؟".
وختم بالقول، "لا فضلَ للصندوق علينا، ولا فضل لدولتكم (الكاظمي) علينا. إنّ الفضلَ، كُلّ الفضل، للنفط وحده لا شريكَ له ولا بديل، وإلى أبد الآبدين".