31-يوليو-2019

محافظ واسط رشح شيخ عشيرته لإدارة شركة توزيع المنتجات النفطية (ألترا عراق)

 

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تجري الأحزاب والكتل السياسية خلف الكواليس تحضيراتها بشأن انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، خاصة في ما يتعلق بالمرشحين ‏وآليات الاختيار والمقابلات، حيث أجرت الكثير من الكتل تفاهماتها مع شخصيات أكاديمية وعشائرية لضمان الظفر بهم، وأولى المنافسات ‏كانت في محافظة واسط بين التيار الصدري وتيار الحكمة على شيخ عشيرة محافظ واسط محمد جميل المياحي عن الحكمة، أسعد عزيز عبيد زريجي. ‏

أولى منافسات الانتخابات المحلية ‏كانت بين التيار الصدري وتيار الحكمة على شيخ عشيرة محافظ واسط محمد جميل المياحي عن الحكمة، أسعد عزيز ‏عبيد

يعود "ديربي" المنافسة إلى أن تيار الحكمة يراهن على محمد المياحي في الانتخابات المقبلة، خاصة وأنه آخر المناصب التنفيذية في ‏المحافظات بعد خسارته منصب محافظ البصرة ونائب محافظ بغداد، بالإضافة إلى محافظات أخرى، سيما وأن الحكيم رفض بشكل صريح ‏تغييره بعد سلسلة أزمات ومواجهات خاضها، مؤكدًا أنه "رجل الحكمة الوحيد لهذا المنصب"، بحسب مقربين.‏

اقرأ/ي أيضًا: مواجهات رجل الحكيم الساخنة في واسط: "معارضة" على طريقة "الميليشيات"!

ترشيح شيخ العشيرة يمثل منافسة كبيرة للمياحي على مستوى العشيرة التي تنتشر في عموم المحافظة، ويعتبر قضاء الحي عاصمتها، وهو ‏مسقط رأس الاثنين وميدان المنافسة بينهما، خاصة وأن المياحي يقود "حملة خدمات"، بالإضافة إلى التعيينات "غير المنظمة" في القضاء، لكن الولاءات داخل العشيرة تلعب ‏دورًا في أيام الانتخابات، وقد تنسي الكثير من ما يسمى "إنجازات المحافظ". ‏

تسوية عشائرية

يقول مصدر إن "الحكاية بدأت عندما زار وفد من الهيئة السياسية للتيار الصدري في محافظة واسط الشيخ أسعد عزيز عبيد المياحي، ‏وعرض عليه الترشح  ضمن القائمة التي ستًدعم مستقبلًا من قبل الهيئة السياسية للتيار، مع وعود بأن يكون التسلسل الأول من نصيبه، بالإضافة إلى حزمة ‏ضمانات أخرى تتعلّق بدعمه في مناطق أخرى، وعدم ترشيح شخصية يعتقد أنها ستنافسه، أو تقلل من حظوظه في مناطق نفوذه"، مبينًا أن "الشيخ وافق على العرض، فيما تواصل مع أقربائه ومعارفه في داخل المدينة وخارجها بشكل نهائي"، فيما علّقت بعض التفاصيل مع سائرون إلى وقت آخر.

أضاف المصدر في حديث لـ"ألترا ‏عراق"، ورفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلّق بوظيفته بالمحافظة، أن "هذه الخطوة أثارت انزعاج المحافظ ودفعته إلى التحرك باتجاهين، الأول عشائري عبر تحريك أبناء عمه للضغط ‏على الشيخ وإبلاغه أن جميع الأجواء بجانب المحافظ، ولا داع لخوض منافسة فاشلة قد تقلّل من هيبته، فضلًا عن كونه خسر في ‏الانتخابات البرلمانية في 2018 عندما ترشح مع تحالف الفتح، مبينًا "فيما كان التحرّك الثاني عبر وعده بمنصب تنفيذي يختاره، ويعتبر تعويضًا ‏عن الترشيح"، لافتًا إلى أنه "بعد أيام أبلغ الشيخ الهيئة السياسية للتيار الصدري انسحابه بسبب استشارته عشيرته، وعدم جاهزيته لهذه المنافسة بظل ‏وجود شخصية قوية مثل المياحي".‏

فيما أظهرت وثائق حصل عليها "ألترا عراق"، تشكيل المياحي للجنة لتقييم أداء مدراء الشركات التابعة لوزارة النفط، وخلصت اللجنة إلى ‏التوصية بإعفاء مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية فرع واسط المهندس شاكر جواد كاظم، فيما رشح المحافظ بكتاب رسمي ثلاثة ‏أسماء لشغل المنصب من بينهم شيخ عشيرته أسعد عزيز عبيد، بالإضافة إلى رافد داود كاطع وعبد الأمير ياسر جودة، وهم من شخصيات تيار ‏الحكمة، بالإضافة إلى توصيات أخرى.‏

المصدر نفسه أشار إلى أن "حجر العثرة بتمرير شيخ العشيرة هو عدم نيله شهادة البكالوريوس الاختصاصية بـ"النفط" التي تشترطها السياقات الإدارية لشغل هذا ‏المنصب، فيما يجري المحافظ حراكًا واسعًا للضغط بتمرير هذا المرشح، سيما وأن وزارة النفط تعتبر من أكبر مناطق نفوذ تيار الحكمة، ‏خاصة مكتب الوزير".

إزاء ذلك جاء الرد سريعًا من رئيس مجلس المحافظة عن التيار الصدري مازن الزاملي، عبر مخاطبة مكتب وزير النفط  حيث اعترض الزاملي بحسب وثائق حصل "ألترا عراق" على نسخ خاصة منها، تقول إن "الترشيح تم بصورة فردية من المحافظ  دون استشارة الدائرة أو مجلس المحافظة"، بالإضافة إلى أن المرشحين اثنين منهم مهندسين ينتمون للحكمة، وآخر فني هو شيخ عشيرة المحافظ، فضلًا عن وجود مهندسين في نفس المديرية لديهم تراتب وظيفي أعلى من المرشحين الحاليين، لكن لم يتم ترشيحهم بسبب عدم انتمائهم للحكمة.

فرس الرهان

يرى الكاتب والمحلل السياسي غيث التميمي، أن "المياحي  يمثل الشباب من الحكمة وهو الجيل السياسي الثالث لآل الحكيم، وحركة الأجيال مرت ‏بها جميع الأحزاب والحركات السياسية، الجيل الأول محمد باقر الحكيم ومن بعده جيل عمار الحكيم وهذا ينطبق على من عاصرهم في ‏الأحزاب الأخرى"، مشيرًا إلى أن "الجيل الثالث وفقًا لدراسات علم الاجتماع يكون وجوده مرهونًا بنجاحه ونضوجه ‏بالشكل الذي يرفع من رصيده أو ينهار وينتهي، هذا على مستوى الدول أو الأحزاب، مثل ما حدث مع حزب البعث بالجيل الأول، كانوا منظرين ‏وفلاسفة، والجيل الثاني إداريين ورجال دولة، فيما انهارت الدولة وضاع البلد على يد الجيل الثالث، والأمر ينطبق على الحزب ‏الشيوعي".

أراد سائرون أن يرشح شيخ عشيرة محافظ واسط ضمن قائمته في الانتخابات المحلية، لكن المحافظ نفسه عالج الأمر سريعًا بترشيح شيخ عشيرته مديرًا عامًا لشركة توزيع المنتجات النفطية! 

‏ أضاف التميمي أن "المياحي متطلع ويحمل شيئًا من خلال تحركاته وتواضعه، وهذا ما يوثقه "الفيسبوك" الخاص به، مستدركًا "لكنه تنقصه الكثير من ‏الخبرة والكفاءة وكلمة الكثير ليست بالقليلة، وهذا ينطبق على قيادة أخرى في الحكمة من أبناء جيله، مثل صلاح العرباوي وبليغ أبو كلل، ‏فيما يملك عبدالحسين عبطان الكفاءة والخبرة ويمكنه تحقيق النجاح، لكن ليس من ضمن هذا الجيل".

اقرأ/ي أيضًا: معارضة الحكيم.. هل استبق الصدر إلى الشارع؟

تابع التميمي أن "التحدي الخطير أن يضع ‏تيار الحكمة رأسماله كله في المياحي، وإذا مضوا في هذا الخيار فسيكونون على شفا الهاوية، لافتًا إلى أن "الأفضل أن لا يعولون عليه في خطابهم ‏الانتخابي، وإنما يدعمونه ويقفون إلى جانبه، ويعتمدون على مفهوم المعارضة، ويحاولون أن يقدمون الحكومة إلى الاستجواب ويفتحون ‏ملفات مهمة أمام القضاء". ‏

كان السياسي عزت الشابندر، اعتبر وجود محافظ واسط، محمد جميل المياحي في منصبه، يتناقض مع خيار المعارضة الذي اتخذه تيار الحكمة، قائلًا في تغريدة على صفحته في "تويتر"، وتابعها "ألترا عراق"، إن "الإعلان عن خياركم بالذهاب إلى المعارضة يُعَدُّ إنجازًا نوعيًا لبلورة الرؤية السليمة  للعمل السياسي في العراق، ويضع حدًا للتداخل الذي أربك الساحة وأدائها". 

لفت الشابندر إلى أن "استمرار وجود محافظ واسط التابع إلى تيار الحكمة يتناقض تمامًا مع مصاديق هذا الخيار".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"الدرجات الخاصة".. كيف تجمع بين المعارضة والمحاصصة؟

قانون الانتخابات المحلية.. دكتاتورية الكتل الكبيرة أم تقييد لإزعاج الصغيرة؟