15-أغسطس-2021

مطالب بدولة مدنية ووقوف ضد النزاعات العشائرية و"الأمتار المقدسة" (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

ربما لا تمثّل مدينة الصدر نفسها فحسب، بل هي نموذج عن ما يدور في معظم محافظات ومناطق وشوارع العراق من ناحية السلبيات الاجتماعية والخدمية، ودور الدولة ومؤسساتها بهذه السلبيات تارة كمسبب وتارة أخرى بتغاضيها عن أداء واجباتها.

حازت صفحة "قنّاص المدينة" المعنية بطرح سلبيات مدينة الصدر على تفاعل كبير في "فيسبوك" من مختلف العراقيين

وهذا ما يفسر التفاعل الكبير الذي حازته الصفحة الاجتماعية الالكترونية "قناص المدينة"، من مختلف المناطق والشرائح العراقية، بالرغم من كون الصفحة معنية بطرح السلبيات في مدينة الصدر فقط، ولكن بأسلوب منقطع النظير تمكّن من جعلها حديث الساعة في الأوساط العراقية.

اقرأ/ي أيضًا: مدينة الصدر: مدينة البطولة والسعادة!

حيث تسبّبت هذه الصفحة بإزعاج العديد من الشخصيات من متجاوزين وأصحاب أعمال وتجّار أغنام، ممن تسبّبوا بتشويه شوارع ومناطق مدينة الصدر، بحسب الصفحة التي ترصد وتصوّر المنازل المتجاوزة، والتي تقتطع مساحات من الشوارع العامة والأزقة وضمها إلى مساحات منازلهم، بالاضافة إلى باعة الأغنام الذين يحتلون الساحات والحدائق العامة والجزرات الوسطية وتشويهها وتلويث الأجواء والشوارع والطرق بمخلفات الحيوانات.

 

 

وما تتميز به هذه الصفحة هو الأسلوب الساخر والتهكمي، فضلًا عن نشر المخالفين وأصحاب الأغنام بالأسماء وتسليط الضوء عليهم وعلى مخالفاتهم، خصوصًا وأن معظم باعة الأغنام والمتجاوزين هم شخصيات لا يجرؤ أي أحد على مواجهتهم في الواقع ويشكلون "عصابات مسلحة"، قد تؤذي من يتعرض لهم، بحسب ما يبين القائمون على إدارة صفحة "قناص المدينة"، الأمر الذي دفعهم لاختيار الاسلوب الالكتروني لفضحهم، فضلًا عن إحراج المؤسسات الأمنية والخدمية والبلدية التي تتغاضى عن التعرّض لهذه المخالفات، بالإضافة إلى أن القائمين على الصفحة يرون في السكوت عن التجاوزات نذير بـ"حرب أهلية".

 

 

وتمكنت الصفحة من جذب العديد من المتابعين والمتفاعلين والمشجعين من سكنة مدينة الصدر، ومن مختلف مناطق ومحافظات العراق، فيما أسست لبعض المفردات وبدأت تتوسع نحو العديد من المشاكل الاجتماعية التي تواجهها مختلف مناطق العراق وليست مدينة الصدر لوحدها.

 

 

وبدأت الصفحة بتصوير ورصد تجاوز المنازل والمحال التجارية على الأزقة وبناء مساحات إضافية لمنازلهم يتم اقتطاعها من مساحة الشارع حتى أصبحت الأزقة ضيقة ومكتضة ويصعب المرور بها، وأطلقت الصفحة على هذا النوع من التجاوز بـ"المتر المقدس"، في إشارة إلى المساحة التي يقتطعها بعض أصحاب المنازل من الشارع العام وضمها إلى منزله، بالإضافة إلى أن هذا النوع من المنشورات يمثل إحراجًا بنفس الوقت للجهات المسؤولة في بلدية الصدر وتغاضيها عن إزالة ومعالجة هذه التجاوزات.

 

 

وتوسعت الصفحة لتفتح "حربًا شعواء" ضد باعة الأغنام الذين يحتلون الساحات والجزرات الوسطية وسط الشوارع والمحلات السكنية، وملأها بالأغنام وما تتسبب به تجاوزاتهم من تلويث وتخريب الشوارع والجزرات وانتشار الروائح الكريهة وسط المنازل والمناطق السكنية، فضلًا عن المحال التجارية والأسواق الشعبية التي ترمي مخلفاتها ونفاياتها على الشارع العام مما يؤدي لتراكم الأزبال وتلف الأرصفة على طول المساحة التي تمتد عليها الأسواق الشعبية.

 

 

 

 

 

 

 

 

ومؤخرًا أطلقت الصفحة وسمًا يستهدف واحدًا من أكثر مؤشرات الفساد التي تواجهها مختلف المناطق العراقية والتي تتعلق بمراكز الشرطة وأساليبهم التي تدفع المواطنين بالعزوف عن اللجوء للقانون، وتعزز حل المشاكل بالطرق العشائرية، وجاء الوسم "#غدّي ضباطك" الذي أطلقته الصفحة موجهًا إلى وزير الداخلية عثمان الغانمي، في إشارة إلى ضباط مراكز الشرطة وعناصرهم، الذين يطلبون أموالًا "للغداء" من المواطنين الذين يأتون إلى المراكز لتقديم شكوى، وغيرها من الرشاوى التي يجد المواطن نفسه مضطرًا لدفعها عند اللجوء للقانون لحل مشاكله.

 

 

وبيّنت الصفحة أن "الهدف من هاشتاكَ #غدي_ضباطك هو لإصلاح مراكز الشرطة في مدينة الصدر الأمر الذي من شأنه أن يحد بشكل كبير من النزاعات العشائرية وصولاً إلى دولة مدنية محترمة تدافع عن مواطنيها وتأخذ لهم حقهم بكل مهنية وشرف".

 

وتقود الصفحة حربًا فعلية ضد باعة الأغنام وأماكنهم التي تعرف شعبيًا بـ"الجوبات"، حيث يواجه القائمون على الصفحة تهديدات خطيرة بالانتقام من قبل المتجاوزين الذين قرر القائمون على الصفحة فضحهم بالأسماء.

وتشير الصفحة، إلى صعوبات ومخاطر تعترض راصدي المخالفات، مؤكدة أنّ "أصحاب الأغنام وغيرهم من المخالفين أطلقوا تهديدات ضد القائمين على الصفحة والمتعاونين معها، وبدأوا استعمال الكاميرات لتتبع الراصدين".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تقرير أمريكي عن دور "مدينة الصدر" في الاحتجاجات: يسندهم تاريخ المقاومة والتحدي

لا نهر ولا خضراء.. مدينة الصدر تختنق "فعلًا" لا مجازًا!