22-نوفمبر-2019

يسند أهالي مدينة الصدر تاريخ طويل من روح المقاومة والتحدي (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير 

 نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا عن دور مدينة الصدر في الاحتجاجات التي يشهدها العراق منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر وإلى الآن، بالوقت الذي سلط الضوء على أنه وبالرغم من الحرمان الذي تعيشه المدينة فإنها منطقة تعج بالنشاط والحيوية، فقد قدمت للعراق أفضل الموسيقيين والشعراء والرسامين والنحاتين.

جموع أهالي مدينة الصدر درجوا على المشاركة في الاحتجاجات يدفعهم غضب من تجاهل الحكومة لهم، ويسندهم تاريخ طويل من روح المقاومة والتحدي

قال التقرير الذي كتبته مديرة مكتب الصحيفة في بغداد أليسا روبن، وتابعه "ألترا عرق"، إن "جموع أهالي مدينة الصدر درجوا على المشاركة في الاحتجاجات يدفعهم غضب من تجاهل الحكومة لهم، ويسندهم تاريخ طويل من روح المقاومة والتحدي".

اقرأ/ي أيضًا: ساحة التحرير.. روح الفريق قيادة للاحتجاجات!

وفي الاحتجاجات المتواصلة منذ تشرين الأول/أكتوبر سقط أكثر من 330 قتيلًا وأصيب 15 ألفًا، كان الدافع الرئيسي لهم تفشي الفساد والبطالة والنفوذ الإيراني.

ويعدّ المشاركون الرئيسيون في المظاهرات شبانًا متعلمين غالبيتهم مدنيون و"علمانيون"، بحسب وصف كاتبة التقرير لهم.

ولطالما عانى العراقيون من عقود من الحرمان الاقتصادي والقمع الحكومي في عهد الرئيس صدام حسين، وكانوا يظنون أن الإطاحة به سيخلصهم من المآسي التي عانوها طوال سنوات.

وينتمي معظم سكان مدينة الصدر إلى أناس هاجروا من جنوب العراق واحتفظوا بوشائج مع القبائل هناك. ومن هذا المنطلق، تتيح هذه المدينة فرصة للوقوف على الشغف والمشاعر الجياشة وراء الاحتجاجات الحالية الضاربة جذورها في إرث الجنوب العراقي وروح التحدي الذي يتسم به.

نشاط وحيوية

وتعتبر مدينة الصدر بسكانها البالغ تعدادهم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة منطقة مكتظة، وتنداح شوارعها العريضة عن طرقات غير معبدة وأزقة إسفلت متصدعة.

يعتبر سكان مدينة الصدر الثورة والمقاومة جزءًا من هويتهم، فأسلافهم في الجنوب قاوموا المحتل البريطاني فيما سمي بثورة عام 1920

ورغم الحرمان الذي تعيشه المدينة فإنها منطقة تعج بالنشاط والحيوية، فقد قدمت للعراق أفضل الموسيقيين والشعراء والرسامين والنحاتين.

اقرأ/ي أيضًا: فتيات يغسلن ثياب المتظاهرين.. انتفاضة تشرين تصنع "المواكب الوطنية"!

يقول وجيه عباس -وهو شاعر وكاتب معروف عراقيًا- عن مدينة الصدر التي نشأ وترعرع فيها، إنها "أشبه ما تكون بمقلع من طين الصلصال، فكلما أعملت فيه معولك تعثر على جواهر".

أما بسام الكعبي (41 عامًا) -وهو أحد منظمي الاحتجاجات من مدينة الصدر- فيقول "نحن في مدينة الصدر فقراء وبحاجة إلى كثير من الأشياء كالمدارس والمراكز الصحية والوظائف".

ويضيف "صدقنا السياسيين الذين دعونا للتصويت لهم مقابل وعود بالخدمات، لكننا اكتشفنا لاحقًا أنهم كاذبون، لذلك نقول كفى ما جرى".

مساندة ونصرة

وتتسم مدينة الصدر بحسب الكعبي، بطابعها القبلي، ويضيف أنه من أخلاقيات القبيلة أنه إذا حدث شيء ما لأحد أفرادها يهرعون للمساندة والنصرة.

وتمضي أليسا روبن في محاورة الكعبي -وهو سائق سيارة أجرة- الذي يشرح لها كيف يجد سهولة في استنفار أبناء منطقته للالتحاق بالاحتجاجات في بغداد.

اكتسب أهالي مدينة الصدر خبرة في المقاومة والحرب، الأمر الذي ساعدهم على مقاومة الغزو الأميركي للعراق عام 2003

ويحكي أن ابنًا أصمّ لصاحب متجر ملابس ظل يجمع تبرعات من أكشاك البيع في سوق المدينة حتى بلغ ما جمعه ما يعادل 140 دولارًا، فبدلًا من أن ينفقها في علاج ابنه دفعها لإعداد الطعام للمتظاهرين في ساحة التحرير بالعاصمة.

اقرأ/ي أيضًا: في ساحة التحرير.. الوطن هو الجائزة الأثمن!

ويعتبر سكان مدينة الصدر الثورة والمقاومة جزءًا من هويتهم، فأسلافهم في الجنوب قاوموا المحتل البريطاني فيما سمي بثورة عام 1920.

فيما أشارت الكاتبة في تقريرها إلى أن "الآلاف من أبناء مدينة الصدر جندوا في الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت من عام 1980 إلى 1988".

ونتيجة لذلك، اكتسب أهالي المدينة خبرة في المقاومة والحرب، الأمر الذي ساعدهم على مقاومة الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

دروس من ساحة التحرير

انتفاضة تشرين.. جيل اليوم في مواجهة النظام الطائفي