17-يوليو-2021

تحدث ضابط عمل مع المتهم عن سلوكه (تويتر)

الترا عراق - فريق الحرير

منذ اللحظات الأولى للكشف عن اعترافات المتهم بقتل الباحث هشام الهاشمي من قبل مكتب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، تولى ناشطون وصحافيون مهمة كشف الحلقة المفقودة عبر تقصي دوافع الجريمة السياسية وخلفيات المتهم وصلته بالحشد الشعبي.

يقول قائد في فصيل مسلح أنّ الكشف عن "قاتل" الهاشمي جزء من صفقة مع الفصائل المسلحة

ولم تعرض الحكومة الاعترافات الكاملة للمتهم أحمد عويد الكناني، كما علم "الترا عراق" من مصادر متعددة في أجهزة أمنية حساسة، فيما يقول كتاب وصناع رأي أنّ اقتطاع الاعترافات والاكتفاء ببعض الإشارات عن الجهة المخططة والمنفذة لعملية الاغتيال لم يكن مفاجئًا لجهة نفوذ الفصائل المسلحة وهيمنتها على السلطة.

مساومة زعماء الفصائل!

واشتعلت مواقع التواصل العراقي منذ مساء الجمعة 16 تموز/يوليو، بصور من صفحتين تعودان للمتهم بعملية الاغتيال التي وقعت شرقي بغداد العام الماضي، تظهر بوضوح ارتباطه بالفصائل المسلحة، فضلاً عن تدوينات هاجمت رئيس الحكومة واتهمته بالتواطؤ وتسويف القضية التي تكشفت خيطوها في الساعات الأولى بعد تنفيذها، حتى الحصول على ضوء أخضر من زعماء الميليشيات.

اقرأ/ي أيضًا: الكاظمي يعلن اعتقال "قتلة" هشام الهاشمي

وفي هذا الصدد، يقول قائد في فصيل مسلح لـ "الترا عراق"، إنّ "الكاظمي عرض تسوية على قادة الفصائل تتضمن حسم قضية الهاشمي التي تؤرقهم بتقديم مطلق النار كمتهم رئيس والتغاضي عن الجهة المخططة والمنفذة والدوافع السياسية، مقابل تهدئة الهجمات وتخفيف الضغط عن الولايات المتحدة الأمريكية المرتبط بالاتفاق النووي الإيراني، والذي سيناقشه الكاظمي في واشنطن خلال الزيارة المزمعة في السادس والعشرين من تموز/يوليو".

ويؤكد المسؤول الذي شدد على إخفاء هويته لحاسية المعلومات، أنّ "الفصائل وافقت بعد مشاورات مع الجانب الإيراني، الذي اشترط تأجيل المفاوضات إلى ما بعد الثامن من آب/أغسطس المقبل، موعد تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسيّ".

جانب آخر من الاعترافات..

وتشير المعلومات التي تقصاها "الترا عراق" من عدة مصادر أمنية وسياسية، إلى أنّ المتهم المعتقل اعترف صراحة و"دون تعذيب" بالانتماء إلى "كتائب حزب الله" منذ نحو 9 سنوات.

ويقول ضابط عمل مع "القاتل" على مدى سنوات، إنّ الكاني لم يكن يبدي أي تصرفات غير مألوفة، لكنه كان "غامضًا بقدر كبير".

وانخرط المتهم في سلك القوات الأمنية في وزارة الداخلية عام 2007، قبل أنّ يصبح ضابطًا عبر دورة خاصة للمنتسبين من خريجي الجامعات.

ويقطن المتهم في حي سكني شعبي جنوب غربي العاصمة بغداد، حيث اعتقال هناك قبل أيام، واعترف بالاشتراك في عملية اغتيال الخبير الهاشمي مع آخرين.

اقرأ/ي أيضًا: اعترافات قاتل هشام الهاشمي.. جواب "يفجّر" 3 أسئلة محورية

ويقول مصدر استخباري، إنّ "خلية التنفيذ تضم 6 أشخاص آخرين ويشرف عليها قائد في كتائب حزب الله"، موضحًا أنّ "ذريعة الاغتبال كانت العمالة للأمريكيين".

وتنص الاعترافات، أنّ عملية اغتيال الهاشمي "كانت الأولى التي يطلق فيها المتهم النار على أي شخص على الإطلاق، ومن سلاحه الحكوميّ"، كما تشير إلى أنّ "المنفذين الآخرين هربوا إلى إيران". 

"مازالوا أحرارًا"!

ويقول مصدر سياسي مطلع، أنّ "المنفذين الآخرين والمخططين والمشرف على الاغتيال، ما زالوا أحرارًا"، مشيرًا إلى ارتباط توقيت عرض الاعترافات بالتصعيد الأخير للفصائل وموعد زيارة الكاظمي إلى واشنطن فضلاً عن الأحداث السيئة التي واجهتها الحكومة مؤخرًا ومنها حريق مستشفى الحسين في ذي قار الذي خلف عشرات الضحايا.

وكان الهاشمي قد كشف عن تعرضه إلى تهديدات ومضايقات من شخصيات بارزة في "كتائب حزب الله"، وفق القائد في الفصيل المسلح، إثر نشر معلومات عن الهيكل التنظيمي للحركة وهجماتها الصاروخية وملف التمويل.

ويبيّن القائد، أنّ "الهاشمي قد نقل ذلك إلى فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي ونائبه أبو مهدي المهندس، قبيل مقتل الأخير بضربة للقوات الأمريكية مطلع عام 2020"، مشيرًا إلى أنّ "المهندس كان قد تعهد بحماية الهاشمي".

ويوضح، أنّ "التهديدات تصاعدت بعد اغتيال المهندس ما دفع الهاشمي إلى الاتصال بالفياض مجددًا، حيث جدد الأخير التطمينات السابقة، لكنها كانت وعودًا زائفة هذه المرة".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عام على اغتيال الهاشمي.. متحمس لبناء الدولة تلقى الخُذلان بهيئة رصاصات

فيديو من تحقيق أمريكي: ضابط في المخابرات يكشف عن قتلة هشام الهاشمي