24-أكتوبر-2023
الثور المجنح

(فيسبوك)

أثار الكشف عن مجسم أثري لثور مجنح في موقع "خورسيباد" الأثري، شمال الموصل، اهتمامًا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الجدل بعد نسبة الاكتشاف إلى بعثة فرنسية تعمل بشكل مشترك مع فريق أثاري عراقي.

أثار ربط الاكتشاف بالبعثة الفرنسية التي تعمل في موقع خورسيباد شمال الموصل حفيظة مختصين عراقيين في مجال الآثار

وأعلن الثلاثاء 24 تشرين الأول/أكتوبر، عن المجسم الثور المجنح "لاماسو" بدون رأس عند إحدى بوابات قصر "خورسيباد" الأثري في منطقة "دور شروكين" الأشورية في نينوى، حيث تجري بعثة فرنسية أعمال تنقيب في الموقع.

2

ومع انتشار الصور الأولى لمجسم الثور المجنح، قال مختصون في مجال الآثار إنّ نسبة الاكتشاف إلى البعثة الفرنسية "غير صحيح"، مشيرين إلى أنّ الثور المجنح اكتشف لأول مرة على يد عالم آثار عراقي عام 1992، وترك التمثال حينها في موقعه، ثم تعرض رأسه إلى السرقة، وأخفي المجسم منذ ذلك الحين.

ونشر منقب الآثار عامر عبد الرزاق، عبر حسابه في فيسبوك، فيديو يشرح فيه قصة التمثال الذي يصل طوله إلى 3 أمتار ويتجاوز وزنه 10 أطنان، مؤكدًا أنّ الاكتشاف "قديم - جديد".

وقال عبد الرزاق، أنّ "الثور المجنح (لاماسو) يعتبر رمز الحضارة الأشورية وحامي للبوابات المدن الأشورية، وقد اكتشف هذا في التسعينيات عند البوابة رقم 6 من قصر خورسباد (قلعة سرجون الثاني - 700 سنة قبل الميلاد)".

2

وأضاف عبد الرزاق، أنّ المجسم "ترك حينها عند نفس البوابة، قبل أن تقوم عصابة منظمة بقطع الرأس وتحاول تهريبه بعد تجزئته إلى 11 قطعة"، مشيرًا إلى أنّ السلطات تمكنت من ضبط "المافيا" آنذاك، وقد لقي أفرادها جزاءهم بـ "الإعدام".

يقول مختصون إنّ الاكتشاف يعود إلى عام 1992 لكنه أخفي لمنع تكرار محاولة سرقته وهو ما أكده رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية 

كما بيّن أنّ أجزاء الرأس نقلت في وقتها إلى المتحف العراقي، ولم يتم جمعها وترميم الرأس إلاّ بعد 25 عامًا على يد فريق عراقي مختص، بالتعاون مع فريق إيطالي.

وأوضح المختص في مجال الآثار، أنّ جسد الثور بقي مخفيًا منذ ذلك الوقت، حتى عثرت عليه البعثة الفرنسية قبل يومين "بمحض الصدفة"، مرجحًا أن تعثر البعثة على ثور مجنح آخر في ذات الموقع، بالنظر إلى أنّ الآشوريين يضعون مجسمين "لاماسو" لحماية كلّ بوابة.

الرواية ذاتها أكّدها رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث ليث مجيد حسين، وأشار إلى أنّ رأس الثور محفوظ حاليًا في المتحف العراقي، مبينًا أنّ "الجهات المعنية قامت حين اكتشافه في التسعينيات بردم الثور المجنح حفاظًا عليه".

22

وأضاف في بيان، أنّ "البعثة المشتركة العراقية - الفرنسية العاملة حاليًا أعادت التنقيب في خورسباد، وجرى استظهاره وتقييم حالته".

ويعود الثور المجنح المكتشف إلى العصر الآشوري الحديث، وتحديدًا في عهد الملك سرجون الثاني 722-705 ق.م، وهو مصنوع من قطعة واحدة من حجر الفرش الموصلي.

من جانبها، أكّد وزارة الداخلية تشديد إجراءات حماية موقع الثور المجنح، وتأمين البعثة الفرنسية التي تعمل في موقع "خورسيباد" الأثري لـ "إنجاح مهامهم حفاظًا على الإرث الثقافي والحضاري للبلد"، بحسب بيان نشرته على حسابها في فيسبوك مع عدد من الصور للموقع والثور المجنح.