28-أغسطس-2021

يرى مراقبون في مستوى التمثيل "مؤشرًا سلبيًا" قد ينعكس على النتائج (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

بعد سلسلة إجراءات واستعدادات استثنائية على مستوى المنطقة والعالم حول مؤتمر بغداد، يبدو أنّ الحدث لن يرتقي إلى المستوى الذي تطمح إليه حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

تعقد القمة في ظروف استثنائية مع اقتراب نهاية عمر حكومة مصطفى الكاظمي في ظل التأكيدات على إجراء الانتخابات في تشرين 

ووجه الكاظمي، دعوات إلى رؤساء وحكام وملوك دول المنطقة فضلاً عن الولايات والمتحدة وأطراف أوروبية وأخرى في آسيا مثل اليابان، إلى جانب منظمات وفعاليات من بينها مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، للمشاركة في القمة التي تعقد السبت 28 آب/أغسطس.

وأعلنت الحكومة رسميًا مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يولي اهتمامًا كبيرًا للعراق كجزء من الدور الذي تريد باريس مواصلته في المنطقة.

"تمثيل مخيب"!

واكتفت أقطاب المنطقة الأخرى بتمثيل على مستوى وزراء الخارجية، والأمر يشمل تركيا وإيران والسعودية، بينما سيمثل الكويت رئيس الوزراء صباح خالد الحمد الصباح.

اقرأ/ي أيضًا: الكاظمي يتحدث عن "صندوق الأجيال" وموعد الانتخابات ومؤتمر بغداد

وحول أهمية المؤتمر، يقول مدير المركز العربي للبحوث والدراسات في مصر، هاني سليمان، إنّ الحدث "يأتي في توقيت حساس يشهد أزمات كبيرة في المنطقة على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي، وهو محاولة لبناء قدر من التكاتف والتضامن والتنسيق حول العديد من القضايا المشتركة".

ويضيف سليمان في حديث لـ "الترا عراق"، أنّ الحدث "قد يمثل مظلة دولية تتحرك فيها الدول المشاركة في المسار الأول، عبر المناقشات والقرارات التي ستتمخض عن المؤتمر، لخفض التوترات، علاوة على مساحة التعاون وبناء الشراكات والاتفاقيات وحلحلة الأزمات، كمسار ثان يمكن النظر إليه لتقييم مدى نجاح المبادرة العراقية".

ويعتقد مدير المركز العربي للبحوث والدراسات في مصر، أنّ "تمثيل بعض دول المنطقة بوزراء الخارجية أمر مقبول، إلاّ أنّ ذلك قد يعتبر نقطة ضعف لمثل هذه المناسبات، لكن وجود رؤساء وملوك سيمنح المؤتمر زخمًا كبيرًا لتوظيف مخرجاته ودفعها بقوة".

النفوذ الإيراني.. 

وعلى الرغم من التأكيد على تحديد "دعم العراق" كمحور أساسي للمؤتمر، يرى سليمان أنّ ملف النفوذ الإيراني في المنطقة "سيحضر بقوة"، فيما يستبعد أنّ تثمر النقاشات عن "انفراجة للأزمات التي تواجهها المنطقة".

ويركز العراق على أهمية تأسيس "منظومة عمل جديدة في المنطقة ترتكز على الأمن المشترك والترابط الاقتصادي"، لكنه استثنى سوريا التي تمثل إحدى أشد الأزمات تعقيدًا على المستويين الأمني والسياسي، لتجنب مقاطعة أطراف عدة ترى بغداد في حضورها أهمية أكبر في اللحظة الراهنة.

"الحاضر الغائب.."!

ووصف رئيس الجمهورية برهم صالح، سوريا بـ "الحاضر الغائب" في مؤتمر قمة دول الجوار، مؤكدًا، في تصريح الخميس 26 آب/أغسطس، أنّ "المنطقة لن تشهد استقرارًا دون حل الأزمة السورية".

اقرأ/ي أيضًا: الخارجية تحرج رئيس الحشد: الحكومة غير معنية بدعوة الأسد إلى قمة بغداد

ويقول رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، إنّ "الدعوات لحضور المؤتمر كانت متوازنة وراعت إلى حد كبير الجوار العراقي بعمقه العربي وتأثيره الإقليمي لتدعيم استقرار العراق"، مبينًا أنّ "عدم حضور الرؤساء لا يمكن أن يعتبر خيبة أمل، على الرغم من أنّ التمثيل لا يلبي مستوى الطموح العراقي".

ويضيف الشمري، أنّ "المؤتمر يمثل خطوة متقدمة للدبلوماسية العراقية، يمكن الاستفادة منها من قبلّ الحكومة المقبلة بالنظر إلى ضيق الوقت المتبقي أمام حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي".

"لا نتائج حقيقية.. إلاّ إذا"!

ولن يكون المؤتمر "ذا قيمة"، كما يرى الشمري، في حال لم تستفد منها الحكومة المقبلة لتأسيس "أساس لبناء سياسة العراق الخارجية، مثلما حدث إبان حكومة عادل عبد المهدي التي نسفت كل الإنجازات على مستويات الأمن والعلاقات الخارجية".

وشهدت العاصمة بغداد، فجر السبت 28 آب/أغسطس، وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كأول المشاركين في المؤتمر.

ويتفق الأكاديمي في مجال الإعلام، غالب الدعمي، مع وجهة النظر التي ترى في غياب رؤساء دول المنطقة الكبيرة "مؤشرًا سلبيًا" قد ينعكس على مستوى النقاشات والنتائج.

يعتمد نجاح المؤتمر على قدرة حكومة الكاظمي على إقناع المشاركين بوجود عراق قوي يؤمن مصالح دول المنطقة 

ويقول الدعمي في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "الدول المشاركة جميعًا لها مصالح في العراق، لذلك يجب أن تحل مشاكلها على طاولة بغداد بشكل أو آخر".

ويرهن الدعمي، نجاح المؤتمر بـ "قدرة بغداد على إقناع المشاركين بوجود عراق قوي ومستقر يمكن أنّ يؤمن مصالح الجميع بشكل متوازن، لحصد الدعم اللازم لبسط هيبة الدولة وتعزيز الاقتصاد".

 

اقرأ/ي أيضًا:

مؤتمر "دول جوار العراق" المرتقب.. هل يسمح عمر الحكومة بعقد اتفاقات استراتيجية؟

الكاظمي يمهد لولاية ثانية.. قصة مفاوضات إيران والسعودية في العراق