14-يناير-2024
محمد نعناع

إثر دعوى سابقة أقامها السوداني ضد محمد نعناع (فيسبوك)

اعتقلت جماعة مسلّحة ترتدي اللباس المدني، الكاتب والأكاديمي والمحلل السياسي العراقي، محمد نعناع من منزله في بغداد، بناءً على دعوى سابقة أقامها ضده رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، عقب انتقاد على إحدى المحطات الفضائية المحلية.

قامت مجموعة مدنية مسلحة باعتقال الكاتب محمد نعناع من منزله إثر انتقاد السوداني

ووفق تصريح صادر عن عائلة نعناع اليوم 15 كانون الثاني/يناير 2024، فإنّ "جماعة مدنية هي من اعتقلت نعناع واقتادته إلى جهة مجهولة". 

وفي الأثناء، عبّرت "جماعة رفض" المعارضة عن "استنكارها الشديد لاعتقال القيادي فيها الدكتور محمد نعناع، بعد مداهمة منزله في بغداد، بناءً على شكوى قضائية صادرة من محمد شياع السوداني شخصيًا على خلفية انتقادات ضد حكومته". 

وأكدت الجماعة في بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، "موقفها الرافض لتقويض ومصادرة الحقوق الضامنة لحماية حرية الرأي والتعبير من أي انتهاكات، كما طالبت "الجهات الرسمية بالتحرك الجاد والمسؤول للإفراج عنه فورًا  دون قيد أو شرط". 

ودعت الجماعة "المنظمات الحقوقية والحركات الوطنية بالتصدي العاجل للضغط على السلطات الحاكمة في العراق من أجل ضمان حق التعبير والاعتراض بلا تضييق أو ترهيب". 

وضجت الأوساط الصحفية والإعلامية، بخبر اعتقال نعناع من منزله في بغداد، معتبرين أنها "سابقة خطيرة لم تحدث من قبل ضد أصحاب الرأي". 

وتعليقًا على حادثة الاعتقال، قال رئيس مؤسسة بغداد للدفاع عن ضحايا الرأي، عزيز الربيعي، إنّ "الحكومة العراقية وعلى ما يبدو، عازمة على إنهاء مبادئ الديمقراطية وتقويض الحريات، مضيفًا أنّ "القوى التي زعمت أنها جاءت لرفع المطالب عن العراقيين بعد صدام حسين، أغلقت منافذ التعبير عن المظالم لمجرد تمكنها من السلطة". 

ورأى الربيعي خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أنّ "الرأي العام العراقي وإذا لم يتحرك حيال قضية اعتقال محمد نعناع على يد مجموعة مسلحة مدنية، وفي ساعة متأخرة من الليل، بمجرد أنه انتقد رئيس السلطة التنفيذية، فهذا يعني أن هناك خطوات أخرى ستتخذ بحق المعارضين لمعادلة الحكم الحالية في العراق". 

واعتبر رئيس حراك البيت العراقي، محيي الأنصاري، "اعتقال الدكتور محمد نعناع يدخل العراق مرحلة حرجة من تاريخ نظامه الحاكم باعتقال أصحاب الرأي وتحطيم آخر معاقل الديمقراطية الهشة في هذه البلاد وعلى يد رئيس أعلى سلطة تنفيذية في العراق". 

 

وفي الأثناء، قال الإعلامي، قصي شفيق: "من أدخل قوة عسكري جبارة لاعتقال الدكتور الأكاديمي محمد نعناع في بيته وترعب أطفاله وزوجته لأنه انتقد الحكومة؟، مضيفًا أنّ "تكميم الأفواه سياسة صدام حسين، متسائلًا: "أنتم آلاف البيجات والصفحات والإعلاميين والقنوات تلمع بيكم من الصباح حتى المساء من المال العام، ماذا يعني صحفي أو ناقد تحدث عن أداء أحزاب أو حكومة، لماذا يرعبكم الصوت الوطني؟". 

وفي العام الماضي، هاجم محمد نعناع، مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة آنذاك، محمد شياع السوداني.

وقال خلال استضافته في برنامج تلفزيوني، تابعه "ألترا عراق"، إن "محمد شياع السوداني شخصية غير وطنية ومتخلف وتفكيره كلاسيكي مرتبط برؤى لا تخدم بناء الدولة".

ووصف نعناع، السوداني، بأنه "رهين لأربعة قادة في الإطار التنسيقي لا يمكنه الخروج عنهم".

وعلى إثر انتقاد السوداني، شهد شهر آذار/مارس من العام 2023، اعتقال نعناع من قبل قوة أمنية رسمية في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، على خلفية دعوى السوداني، ليتم الإفراج عنه بعدها

دعوى

وكان السوداني ادعى في نهاية العام 2022، أن "العراق ساحة خصبة ومتاحة لعمل المجتمع المدني والناشطين"، كما قال في شباط/فبراير 2023، إن المنهاج الوزاري لحكومته "تكفل بحماية الحريات العامة والخاصة وحريات أطياف المجتمع". 

وفي نيسان/أبريل من العام 2023، قال السوداني أيضًا، إنّ "العراق يحكمه اليوم نظام ديمقراطي يشارك فيه جميع أبنائه بتقرير مصيره وفي ظل دستور كفل الحرّيات وضمن التداول السلمي للسلطة".